جريدة الأخبار – الأربعاء 6 سبتمبر  2006
نهضة النقل بين العلم والمال

مال دون علم هو اهدار ، وعلم دون مال هو طاقة معطله . موضوع اليوم هو حول ضرورة استخدام العلم لرفع كفاءة الموارد المالية فى قطاع النقل . بالمال وحده لن يحدث التقدم المنشود أو المتواصل . المال دون علم لا يساهم فى تقدم الدول أو قطاعات فى داخل الدول مثل النقل أو المؤسسات أو الافراد . ولدينا فى العالم امثله لدول امتلكت المال فترات طويلة ولم تتقدم مثل غيرها . المال دون علم هو نزيف واهدار لمورد هام واساسى خاصة فى البلاد ذات الموارد المحدوده مثلنا أو التى بها فقر يستلزم ترشيد استخدام المال ووضع كل جنيه فى مكانه الافضل . ويتحقق هذا بالاستعانه بأهل العلم والخبرة والحكمة . ويزداد الاحتياج باصحاب المعرفة فى المجالات المتداخله والمتعددة الابعاد مثل النقل والمواصلات فالخط رفيع بين الكفاءه والفاعليه والامان ، وبين الاهدار والتخبط والحوادث . وكفانا ما حدث ويحدث نتيجة اظلام وتعتيم على قطاع هام يهم كل المجتمع فترات طويلــة . المــال هو من العناصر الرئيسية اللازمة لتطوير قطاع النقل وليس اولها . وقد تشاركوننى الرأى انه يجب ان نتوقف ونبرز مجموعة من المفاهيم الغائبة ، أول هذة المفاهيم هو فكر السلامة والآمان بدلا من الحوادث المتكررة . فهل هناك من يدعى اننا نطبق فى قطاع النقل فكرا محوره الامان والامن للمواطن المصرى ؟ اذا كان الاجابه نعم فهذا فشل مطلق وان كانت الاجابة لا فهذا اهمال جسيم . فلقد عشنا فترات طويلة بفقر فكر أدى لطغيان فكر الفقر والكوارث بدلا من فكر التقدم والنهضة والاصلاح . عشنا عشرات السنين تمثل رحلة القطار رحلة عذاب للمطحونين والفقراء ووصل التردى بالامر الى كوارث متتالية نتيجه لانعدام الاحساس بالمسئولية بأمن وامان الملايين من ركاب القطارات والمواصــلات … اللهم إلا من الانتفاضــات السياسية التى تحدث حول كل كارثة . أما الضحايا الابرياء فتضيع دماؤهم بين الشعائر . من المسئول عن الحادثة ؟ مثلما حدث فى قطار الصعيد وفى العبارة السلام سيحدث فى قطار قليوب … المسئول دائما هو الافقر والاضعف ؟ . ثانيا " النقل علم " : أى من دخل كلية الهندسة يعرف ان النقل علم وليس فهلوه ولدينا اقسام تدرس علوم النقل ولدينا اساتذة حاصلين على شهادات من جامعات مرموقه فى هذا المجال واشهد لهم بالعالميه – وشرفت فى مقتبل العمر بالعمل مع عدد منهم فى البحث والتطبيق العملى – ورأيت حين كنت ادرس الدكتوراه فى الـ MIT قمم علماء النقل فى العالم ينظرون للتجربة المصرية آنذاك وللمشاركين فيها باعجاب وتميز واجلال . والسؤال لماذا حيد هؤلاء طول هذه الفترة وهل يمكن لمسئول ان يهمل قاعدة علمية ومعلوماتيه تخطيطيه متميزة … وفى هذا اسألوا الدكتور/عبد الرحمن الهوارى والدكتور/عبد القادر لاشين والمهندس/مختار حسن وغيرهم من الاعضــاء الاجلاء وهـم اعضاء بملحمه فرق تخطيط النقل آنذاك . ثالثا النقل خطة : لاى دولة خطة محدده لمنظومة النقل تعتمد على قاعدة معلومات توضح حال النقل والانتقال للافراد والبضائع من كل مكان فيها الى كل مكان آخر تسمى بمصفوفات النقل وهى تحدد عدد ونوع من ينتقل فى كل ساعة من ساعات النهار من أى مكان الى أى مكان مثلا عدد الف سيارة بين سوهاج واسيوط من الساعة 7 الى الساعة 8 . وبالمثل عدد الركاب من طنطا الى كفر الشيخ أو من حى الى حى . وبناء على هذه المعلومات (والمصفوفات) وباستخدام الحاسبات يتم تحديد دقيق لعدد وحجم النقل والمتنقلين وشبكة النقل وكل طريق للركاب والبضائع ولكل وسيلة من وسائل نقل القطار ، الاتوبيس ، السيارة ، الترام ، النقل النهرى والبحرى ، الاجرة . ومن هذا يتم التخطيط لتوظيف وتطوير وتعديل الشبكة وتوظيف وسائل النقل الملائمة والتغيرات فيها حسب ساعات النهار بحيث تحقق مجتمعه اكبر واكفأ استخدام وعائد اقتصادى واجتماعى وبأقل تكلفه للمواطن واكثرهم امانا… النقل هو منظومة علم وتطبيق … وللحديث بقية