جريدة الأخبار – الأربعاء 18 يناير  2006
المكتبة الرقمية

الهدف الطموح والرئيسى للمكتبة الرقمية هو تسهيل الحصول على المعلومات عن جميع جوانب المعرفة الانسانية فى أى مكان لكل انسان المكتبة الرقمية لا تعنى فقط بناء قاعدة بيانات عن محتويات احدى المكتبات من كتب وابحاث وتقارير . ولا تعنى ايضا تحويل محتوى هذه المكتبة من الكتب الى صور رقمية لكل صفحة منها . ولا تعنى فقط الادوات التقنية والادارية اللازمة للتعامل مع هذا المحتوى الرقمى والذى يعرف بادارة المعلومات ولا تعنى الانترنت بشكلها الحالى ولكن مفهوم المكتبة الرقمية يعنى مناخ واطار عمل ويتضمن اضافة الى ما سبق ما يلى (1) المحتوى الموضوعى من كتب ومراجع وابحاث وتقارير واصدارات ويشمل ذلك (أ) البيانات الرسمية لكل كتاب مثل العنوان – المؤلف والناشر ... الخ ، (ب) محتوى وموضوع هذا الكتاب . (2) النظام الادارى اللازم لهذا المحتوى والذى يشمل الاضافات والاسترجاع والصنف والاستعارة ... الخ . (3) البنية الفنية والتقنية العصرية اللازمة للتعامل مع كل كتاب ومع محتوى هذا الكتاب . (4) الخدمات اللازمة لمستخدم هذه المكتبة .(5) المستخدم باختلاف احتياجاتهم ومن المفاهيم الخاطئة الشائعة ان انترنت المكتبة الرقمية للعالم . الانترنت ليست المكتبة الرقمية لانها لم تصمم لهذا الغرض . فهى لم تصمم تنظيميا للتعامل كمكتبة ولكن يمكن استخدامها كوسيلة للوصول الى المكتبات الرقمية ولتحقيق الترابط بين الكليات الرقمية بعضها البعض . وفى خلال اليومين الماضيين استضافت مكتبة الاسكندرية مؤتمرا عن المكتبات الرقمية وحضره ممثلون عن جامعات ومكتبات رئيسية من انحاء العالم ومن اهم الموضوعات التى تواجه التحول نحو " المكتبة الرقمية " عالميا هو : (1) بناء نظم البحث التى تعمل على استرجاع المعلومات بدقة وبأى لغة يتكلمها المستخدم . (2) بناء اطار يسمح باستخدام لغات البرمجة المتعددة . (3) توفير الموارد المالية والتقنية كى يتاح لسكان العالم النامى استخدام المكتبات الرقمية . (4) التوازن بين حماية الملكية الفكرية والتكلفة الاقتصادية على العالم النامى . (5) الحصول على المعرفة بأى لغة متداولة وليس فقط بالانجليزية أو اللاتينية . (6) ادارة التحول للمكتبات من عصرنا الى عصر المعلومات وعصر المعرفة . (7) التطوير التكنولوجى لتقنيات الحفظ والاسترجاع واداراتها ، هذا وقد قام اتحاد المكتبات الفيدرالى مع معهد خدمات المتاحف والمكتبات وعدد من الجامعات منها الينوى وميتشيجان بتبنى مبادرة الارشيف المفتوح (OAI) ومبادرة الارشيف المفتوح هى ببساطة مبادرة تتيح لكل مكتبة بناء قواعد البيانات المتكاملة الخاصة بكل منها مع اتاحتها بعد ذلك للمؤسسات والجهات التى تريد استخدامها للنشر على مستوى العالم مما يساهم ذلك فى تعليم افضل وبحث افضل واعمق عن طريق اتاحة كل المرجعية لمن يريد أن يتعلم أو ان يبحث ويذكرنى هذا بعصر قريب فى السبعينات حين كنت اعد لدراسة الماجستير فى هندسة الحاسبات الاليه فى جامعة الاسكندرية وعلى الرغم من تقدم وتخصص مكتبة الكلية فى ذلك الوقت والمراجع الا اننى كنت اسافر للحصول على المراجع والابحاث الى مكتبة الكلية الفنية العسكرية المتميزة فى ذلك الوقت ومكتبة الجامعة الامريكية وجامعة القاهرة وكان ذلك يستغرق اياما واسابيع . الان يستطيع المرء فى دقائق وثوان حصر العديد من المراجع والابحاث والكتب من خلال الدخول على شبكات المكتبات والبعض منها متاح من خلال الانترنــت ... ولكن وهــذا تحذير لكل الباحثين وطالبى العلم . ليس كل ما يتم نشره ومعروض فى مكتبات العالم متاحا فى مكان واحد حتى الان ولازالت التقنية قاصره جزئيا عن الوصول بالجودة والشمولية الى المراجع العلمية والعملية والمفروض ان هذا هو الهدف من المكتبة الرقمية وقد سعدت – وانا متحيز بموضوعية – لجهود مكتبة الاسكندرية نحو المكتبة الرقمية والتى اعدت له مؤتمرا ودعى له اقطاب من العالم واستمر يومين وأنا متحيز بموضوعية لجهود الدكتوراسماعيل سراج الدين والدكتورة نهى عدلى والدكتور مجدى ناجى وفريق العمل الذى لا يكل فكرا وتنفيذا . وسبق ان اشرت الى انضمام مكتبة الاسكندرية الى تجمع المكتبات الرقمية فى مقالة بتاريخ 13 يوليو 2005 وناقش المؤتمر خلال يومين موضوعات مهمة ... وللحديث بقية