جريدة الأخبار – الأربعاء 8 مارس  2006
مؤتمر الاصلاح العربى الثالث

استضافت مكتبة الاسكندرية لعامها الثالث مؤتمر الاصلاح العربى الثالث وعنوانه "التحديات والمشاغل التى تواجه منظمات المجتمع المدنى" . وصلت لمؤتمر الاسكندرية ظهر اليوم الثانى فوجدته مؤتمرا ساخنا ومفتوحا وحرا وتناول الحاضرون الشأن العربى والشأن الوطنى وهول مشاغل المجتمع المدنى العربى وبأسلوب جديد لجلسات عامة يديرها الدكتور (القدير) اسماعيل سراج الدين من خلال مداخلات مشاركين كل منهم فى حدود ثلاث دقائق ثم من خلال حوار مفتوح مع المشاركين فى جلسات عامة وتلى ذلك جلسات محورية تناولت الجلسات العامة موضوع المؤتمر مثل المشاغل التى تواجه المجتمع المدنى والخبرات والتجارب الدولية ثم تلى ذلك جلسات قطاعية شملت تمكين المرأة والقروض المتناهية الصغر وعمالة الشباب والشفافية وحقوق الانسان والبيئة وختم المؤتمر بجلسة عامة على الاصلاح هل يتم من الداخل أم من الخارج .

وكانت للمشاركين ولى انطباعات عن اللقاء أولها : أن مكتبة الاسكندرية قيادة وريادة تتواصل فى تبنى ورعاية قضية الاصلاح العربى – رغم حساسيتها – بكل جدية وشفافيــة وأن المكتبــة أصبحت بالفعل منبرا لكل الآراء والاختلافات . وثانيا : أن المشارك والمنصف يرى النمو والنضج والتطور العددى والنوعى فى المشاركة وفى الأنشطة المصاحبة للمؤتمر للأنشطة الفنية ومنها المعرض الرائع للفنان الراحل كنعان . وثالثا : أن موضوع الاصلاح العربى لا زال هو انعكاس للحال العربى والشأن العربى والعقل العربى والاختلاف العربى والاحساس والتضارب والتخبط والتوافق العربى … وفى كل هذه التباينات وضحت الأصــوات العاقلة والأخرى المتسلطة والأخرى العالية والأخرى الرافضة . ورابعا : أن معظم المشاركين يركزون أن الحال العربى للمواطن العربى هو نتاج للبيئة المحيطة والتحكم والتسلط والتخبط فى جميع الدول العربية . خامسا : أن هناك فرضية حاضرة عبر أحاديث المشاركين وهو أن الاصلاح ممكن تحقيقه لو زالت أسباب التخلف والتحكم والتسلط . سادسا : أضاف اللقاء الثالث أوراقا مكتوبة لعديد من المشاركين مما يساعد على تواصل وتراكم الفكر وتركيزه لمسار يتواصل عبر الزمن . سابعا : برزت – بسخونة – ملحوظة سمعت بها لقاء الشفافية – وللأسف لم أحضره – ولكن دلالته التى أراها وهى مساحة الحرية غير المنقوصة التى وصلت اليها المكتبة كمنبر وطنى وعربى . ثامنا : للأسف لا زالت أصوات المدافعين على حقوق الانسان تتبنى فقط البعد السياسى والبعض لا زال يعيش – أو يزايد على – صور الانتخابات الماضية ويغيب عنهم جميعا حوق الانسان الاجتماعية والاقتصادية فى حياة أفضل ومستقبل أسعد . تاسعا : تواصل الحديث عن الاصلاح من الداخل أو من الخارج من جهة واتفق معظم الحاضرين على أهميــة وضرورة أن يتم الاصلاح من الداخل ودون تدخلات خارجية . عاشرا : تطرق النقاش الى كيفية الاصلاح وهل يتم اصلاح ما هو قائم أو يتم استحداث مؤسسات جديدة قادرة على قيادة الاصلاح . حادى عشر : أشار الحاضرون الى الصراعات القائمة بين الحرس والفكر القديم والجديد والمتسلطون القدامى والجدد واستخدام العناوين البراقة والصحيحة بدخلاء الاصلاح وبتباعد صفوة محترمة قادرة من قوى الشعب المختلفة من النزاعات والقوضى والعنف . ثانى عشر : أثيرت تساؤلات جوهرية على ملائمة الأطر الحالية للتطوير وتحقيق حلم المواطن العربى فى حياة كريمة ومستقبل أفضل لابنائه وأين سيكون 400 مليــون عربى بعد 12 سنة ؟ ، ثالث عشر : هل أطر الحل والتقدم قطرى أم عربى؟ ، رابع عشر : أين الحوكمة فى الواقع العربى والعمل العربى للمؤسسة الخاصة والعامة بل للحكومات ومؤسسات العمل الأهلى؟ ، خامس عشر : ضرورة توفير المعلومات كى ترى أين نحن وأين سنذهب … وبدونها سنظل نمارس ديوانية الأحاديث وانفعالية الشكوى … وللحديث بقية