جريدة الأخبار – الأربعاء 20 سبتمبر  2006
بركان الغضب ولغة السلام

المتابع للاحداث يزداد اندهاشا واحتقانا وغضبا من معدل الاخبار السيئة التى تنقل لنا عبر وسائل الاعلام من صحف وتليفزيون وقنوات الانترنت والتى اصبح تأثيرها كبيرا وعميقا على كل المجتمع . وتتلاحق هذه الاحداث وتتنوع من محليــة وعربية ودولية . وعلى سبيل المثال عشنا محليا احداث حوادث القطارات ، وعربيا حرب لبنان اضافه لما يحدث فى العراق وفلسطين حول عقارب الساعة وعالميا تابعنا بكل اسف حديث بابا الفاتيكان وتصريحاته المسيئه للاسلام والذى استرجع صفحات سواداء فى تاريخ البشرية … ما يحدث لنا يثير تساؤلات جوهرية عن حقيقه ما نحن فيه وما يجب ان نقوم به … واعتقد اننا كمجتمع نتصرف بحكمة ووعى وادراك انه مع موجات الاحتقان الناتجة عن براكين الغضب المتواليه يجب التعامل مع هذه الاحداث بتوازنات تحتكم الى المصلحة العامة وحياة ومستقبل 74 مليون من المصريين . ومن جهة اخرى فانه من الحكمة ايضا تجنب الازمات والكوارث لهذا الشعب المسالم والذى يطمح ابناؤه الى حياة مستقرة وآمنه تحقق الدخل والرزق لمواطنيه ومستقبل اكثر نماء وتقدم لابناؤه . والسؤال الجوهرى كيف يتحقق الاستقرار اللازم لاحداث التقدم ؟ هل يتم ذلك بالانزلاق الى دائرة العنف أو الانزلاق الى براكين الغضب ؟ أو الاستسلام الى مشاعر اليأس ؟ لعل لنا دروسا مستفادة فى الاحداث التى عشناها وكيف توحد ويتوحد المصريون فى كل ازمة مثلما حدث منهم فى التعامل مع اثاره بابا الفاتيكان ولنتوقف امام ردود الفعل لنرى نخوه وعزة وكرامة المصرى سواء كان مسلما أم مسيحيا فى الحفاظ على الوحدة الانسانية والتقدم الحضارى . لقد تعامل الاعلام والاعلاميين مع هذا الحدث بتميز ومسئولية . هناك افعال فردية سلبيه لقيادات عالمية ودولية تثير من الفرقة والضغائن اكثر ما يثير من الوحدة والائتلاف … بل أن بعضها يثير براكين غضب وتوابع للاحتقان مثل ما حدث ويحدث فى فلسطين والعراق ولبنان وخطبه بابا الفاتيكان … بالاضافه الى سوء المعاملة والنظرة الى جموع العرب وعشيرة الاسلام . ومثلما ننادى للآخر بالسلام فنحن نؤمن بضرورته واهميته لامة السلام . والسلام الذى نعنيه هو ليس الاستسلام ولكنه سلام القوة وسلام الحق . فهل رأينا سلاما يتحقق فى مناخ ظلم وفى ممارسات غير عادلة . لقد كانت لى فرصة وشرفت المشاركة والاطلاع عن قرب لمبادرة وممارسه لنشر الثقافة لغة السلام تبنتها السيد الفاضلة سوزان مبارك فى القراءة للجميع وحركة سوزان مبارك الدولية من اجل السلام . ورأيت شباب مصر يشارك ويتفاعل لنشر وترسيخ قيم السلام فى معسكرات الشباب التى ينظمها المجلس القومى للشباب وناقش الشباب : (1) السلام نحو عالم افضل ، (2) التسامح ، (3) المسئولية الفردية والاجتماعية ، (4) احترام البيئة والحفاظ عليها ، (5) التواصل والحوار ، (6) الحرية الشخصية واحترام حرية الآخرين ، (7) المشاركة والانتماء … ورأيت شباب مصر المستقبل من خلال نقاش صريح يؤكدون على السلام كاختيار وتوجه كأساس لتنمية الوطن وعلى وحدة الوطن وعلى المشاركة وعلى احترام الآخر وعلى تواصل الحضارات وعلى بناء القوى الذاتيه من معرفة وعلوم وتقنيه كأساس للتقدم وعلى العدالة الاجتماعية وعلى حقوق الانسان والمساواه وعلى الديموقراطية وعلى القدوة وعلى احترام الاديان وعلى احلام شابه تصنع الحلم المصرى والحلم العربى فى مجتمع السلام … لقد زرع شباب مصر فى اعماقى املا لعصر تتحقق فيه ما لم اراه فى حياتنا من تقدم ورخاء … كيف نفسر لشباب مصر التباين بين ما يرونه على الشاشة والدعوة للسلام ؟ … بالعلم والايمان والسلام واحترام الاديان والتعايش مع الآخر تتقدم الأمم … وللحديث بقية