جريدة الأخبار – الأربعاء 5 ابريل  2006
قمة الابداع والمعرفة

شاركت بعد ضغوط من عدد من رواد التقدم المعاصرين في لقاء هو الأول من نوعه في موضوعه وفي مكانه وأيضا في نوعية المشاركين فيه. وموضوع اللقاء هو عن الإبداع والريادة وعن الجيل الجديد الذي يصنع حاليا ، أما مكانه فكان بمسقط بسلطنة عمان وفي منتجع من أجمل الأماكن الطبيعية وفي دولة بنت نفسها في ربع قرن رغم قلة إمكاناتها بفكر وشفافية وسماحة وإبتسامة. وكانت آخر مرة زرت فيها سلطنة عمان منذ أكثر من عشر سنوات حيث قام المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات بتنفيذ مشروع لبناء مركز للمعلومات ودعم القرار بقيادة الأخ الفاضل د/ محمود رزق بهيئة التخطيط والتي أصبحت وزارة بعد ذلك. والطريق من المطار إلي مقر اللقاء صمم ونفذ علي أعلي مستوي عالمي وتري تجانس وتناغم التقدم مع الحفاظ علي التراث والطبيعة والبيئة في لوحة بديعة يديرها أبناء عمان بالإستعانة ببعض الخبرات الأجنبية … وشارك في اللقاء نسبة كبيرة من قيادات الشركات العالمية والمؤسسات الدولية والجامعات المرموقة والمهتمين بعصر ومجتمع المعرفة وأهمية الإبداع للمجتمعات. ونوقشت موضوعات كثيرة ثرية وموضوعية عكست غني المشاركين الفكري وتناولت محاور خمسة هي: (1) تنافسية البيئة الأساسية، (2) المعرفة والتنمية، (3) السياسة وإبداع المجتمعات، (4) الطاقة والبيئة، (5) التكنولوجيات الحديثة والقيمة المضافة. وشمل الموضوع الأول تنافسية البنية الأساسية في وجود تحولات في دول العالم من حكومات تبني وتدير وتحتكر البنية الأساسية التكنولوجية الي مجتمعات طبقت بقدر من النجاح التحول الي ريادة للقطاع الخاص الي مجتمعات تعيش في البيئة الرمادية للسياسات والتحكم والتخصص الي البعض ليسعي بجد الي التنافس وفق القواعد والأصول العالمية وأجمع الكل أن الحكومات قادرة علي بعث القدرات الخلاقة أو محاربتها أو إجهاضها … وتتوقف تنافسية الدول وترتيبها علي مستوي العالم علي أي إتجاه تتبعه بتجانس وشفافية أما بالنسبة للمعرفة والتنمية فقد طرحت موضوعات مرتبطة بتفعيل المعرفة للتنمية في الدول النامية والصاعدة وكيف تتجانس جهود المجتمع حكوميا ومؤسسيا وبشريا علي إحداث طفرات في التعليم والتدريب والبحث العلمي والإختراعات وترجمة كل ذلك الي تقدم.

وتناول اللقاء أيضا في محوره الثالث السؤال الرئيسي أين سنكون في عام 2010 وما يجب أن نفعله الآن لكي نحدث التقدم. وبالنسبة للطاقة والبيئة شاركت الشركات والمؤسسات البترولية والطاقة ومؤسسات البيئة فاعلا لطرح مصادر الطاقة البديلة والحفاظ والإدارة الأفضل لموارد الطاقة الحالية وأخيرا الإطار السياسي والجغرافي والديموجرافي لإحداث التقدم في إطار علاقات عالمية وإقليمية متغيرة ومتباينة ، ومتعاونة أحيانا ومتطرفة أحيانا أخري أيضا … أجمع الحضور أن صناعة المستقبل تبدأ اليوم وأن التغيير والتطوير والتحديث والإصلاح يراه المنصف في معظم الدول العربية بمبادرات من هذه الدول وبدور أكبر لشباب تزداد مساحة مشاركته علي الرغم من معاول الهدم والفوضي والغوغاء والتسلط … وأنهم قادرون بالفرصة والتشجيع علي الإبداع وبناء مستقبل جديد … أراه أفضل كل يوم بإذن الله … وظهر تحديدا أن الإبداع لا يقتصر علي فرد ولكن علي كل المجتمع ولتحقيقه يستلزم مناخ وريادة وقيادة وعقول وبحث وتطوير وحماية للملكية الفكرية وتقدير للعلم وتقدير للعمل ولنتاج أعمالهم وترجمتها لصناعة ومنتجات وخدمات تنافس عالميا وتضيف قيمة مضافة في إطار من الشفافية والعدالة والحوكمة والأصول … وأول كل هذه الجهود هو مدرس ومنهج وفصل ومدرسة تشجع الإبداع والمعرفة والحفاظ علي تراثنا … وللحديث بقية