جريدة الأخبار – الأربعاء 22 فبراير  2006
ادارة الازمات ... وانفلونزا الطيور

الحمد لله ... معدلات الأزمات لدينا أكثر من معظم المجتمعات فتارة نواجه أزمة العبارة السلام 98، ويليها أزمة الصحيفة الدنماركية وما أثارته في عالمنا الإسلامي وتدعياته، وثالثهم انفلونزا الطيور ... ومن الأزمات ما هو قضاء الله مثل الزلازل والبراكين ودخول الأوبئة ... ومنها من الأزمات ما هو بفعل البشر إما كمتسببين فيها أو مهملين في معالجة أسبابها. وفي إعتقادي أن التعامل مع أزمة انفلونزا الطيور للآن كان موفقا من حيث التدخل الفوري والمتابعة والإدارة والإستعداد الجيد بل وإدارة الحدث قوميا وشمل ذلك: (1) تشكيل لجنة قومية من الوزارات المعنية تجتمع دوريا، (2) التوعية للمجتمع بأهمية وضرورة المشاركة في الإبلاغ الفوري عن أي حالات إشتباه في نفوق الطيور أو في إصابات البشر، (3) الإعلام والتثقيف والتعليم للمجتمع بما هو انفلونزا الطيور ودور كل فرد في التعامل معه، (4) التدخل المبكر للوزارات المعنية بالتعامل مع الأزمة وهي وزارة الزراعة والمسئولة من خلال الطب البيطري للإشراف والتعامل مع الإكتشاف المبكر والتدخل الفوري لحالات انفلونزا الطيور ووزارة الصحة والمسئولة عن حماية المواطنين من الإصابة وتوفير سبل الوقاية والتدخل والعلاج والمتابعة وثالثهم وزارة الإعلام وأجهزة الإعلام والتي يبرز دورها المستمر في نقل الحقائق والمعلومات والحقائق دون إنفعال (تضخيم) أو تهوين (تخفيف) للحدث، (5) تأمين إحتياجات مصر من الدواء المحتكر عالميا من أحدي الشركات من خلال تعاون وثيق مع منظمة الصحة العالمية أو من خلال تضامن لوزراء الصحة العرب لتأمين مخزون إستراتيجي في مصر والدول العربية بالمثل يتناسب مع حجم السكان وبالحد الأدني المطلوب ويصرف مجانا، (6) إصدار القرارات اللازمة لتأمين المجتمع من إنتشار أي حالات بين البشر، (7) التدخل المبكر لمجلس الوزراء منذ ظهور أو حالة مساء الخميس الماضي الي الإعلان عنها صباح الجمعة والتعامل معها فور ظهورها إيجابيا، (8) برامج الإرشاد للمجتمع والتي تبنتها الفضائيات الخاصة والعامة والصحافة حول النظافة وغسيل الأيادي وعد التعام مع الدواجن والطيور وغيرها، (9) المعلومات الدقيقة عن الحالات المختلفة التي ظهرت، (1.) المصداقية ... هذه عناصر ساعدت المجتمع في أيامه الأولي إلي إستيعاب حجم الأزمة والتعامل معها دون إنفعال أو إنهيار أو شائعات وبإطمئنان بأن مصر لن تسمح بأن يسري فيها عدوي انفلونزا الطيور بين البشر ... هذا الذي نسميه "إدارة الأزمات"، فهناك (1) قيادة للأزمة و"غرفة العمليات"، (2) هناك وزراء هم سياسيون "جدد" ولكنهم في قلب الحدث ومعه لحظة بلحظة، (3) وهناك نظم مؤسسية وإدارية تتعامل معه، (4) وهناك إعلام مسئول، (5) وهناك معلومات تفصيلية ودقيقة ولحظية، (6) وهناك بنية وتقنية من إتصالات ومعامل تحليل وأدوية ... إلخ، (7) وهناك أدوات تشريعية وقرارات تسن، (8) وهناك مجتمع متزن يتعامل بإنضباط وهدوء ... إلخ. ومن جهة أخري لكل أزمة تكلفة ونجد أكبر أثر لها علي صناعة الدواجن ويرتبط ذلك مباشرة بآلاف البيوت والبسطاء والتجار والشركات والمستثمرين الذين يعيشون ويسترزقون علي هذه الصناعة والتحدي الأخر هو لتأمين الغذاء للمواطن المصري "بخاتم جودة وآمان" للطيور والبيض تأمينا للمجتمع يتطلب ما نحن فيه محاربة الإشاعات والإلتزام بالقرارات والتعلميات البيطرية أو الصحية والبيئية بما فيها حماية النيل "شريان حياة المصريين" للمرور بإذن الله من الأزمة بسلام ... وللحديث بقية.


  457
ارسل بالبريد الالكتروني
طباعة
المقالات من الأحدث إلى الأقدم المقالات من الأقدم إلى الأحدث
جريدة الأخبار – الأربعاء 15 فبراير  2006
الكتاب المفقود ... وازمة " السلام 98"
منذ حادث العبارة "السلام 98" للآن لم تخلو جريدة من خبر أو قناة تليفزونية رئيسية من برنامج يتابع ما حدث ما يحدث في حادث العبارة وتد ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 22 فبراير  2006
ادارة الازمات ... وانفلونزا الطيور
الحمد لله ... معدلات الأزمات لدينا أكثر من معظم المجتمعات فتارة نواجه أزمة العبارة السلام 98، ويليها أزمة الصحيفة الدنماركية وما أ ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 1 مارس  2006
الازمة الثانية ... والتوابع التالية
هل هي أزمة أم أزمتين؟ عاش المجتمع كله أزمة انفلونزا الطيور، وتعرض المجتمع لإمتحان دقيق تجتازه بنجاح مصر كل يوم بعدم حدوث حالة إصا ...
 صفحة:  1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 التالية>>
بحث جميع المقالات
2015
2014
2013
2012
2011
2010
2009
2008
2007
2006
2005
2004
2003
2002
2001
 
الموقع الرسمي للدكتور هشام الشريف
جميع الحقوق محفوظة ©