جريدة الأخبار – الأربعاء 14 يونيو  2006
الريادة فى الفيه الجودة و 80 سنة زواج

أعجبت بتميز برنامج عن " الريادة فى ألفية الجودة " وقام باعداده وتنفيذه معهد جوران مع المعهد الاقليمى لتكنولوجيا المعلومات والذى يرأس مجلس ادارته السيد الفاضل السفير محمد شاكر ويديره باقتدار الدكتور/خالد وهبه ويساعده السيد/هشام مصطفى ومجموعة شباب هم مرآه للجدية والعطاء والخدمة للمجتمع . وكنت قد انجذبت لاعلان عن اللقاء واستسلمت لدعوة د/خالد وهبه بأن أزور البرنامج والذى عقد لمدة يومين بالقاهرة . وقد دهشت حين دخلت القاعة لاجد اكثر من 106 مشارك من القيادات المصرية ينصتون ثم يتفاعلون مع السيد/جو دوفيو رئيس والعضو المنتدب لمجموعة جوران . وأعجبت حين بدأ يسال الحاضرين عما يرون أنه يجب أن يركز عليه أكثر خلال يومى العمل وشمل ذلك : تحسين الجودة ، تخطيط الجودة ، مراقبة الجودة ، الطريق الى الجودة ، التخطيط الاستراتيجى ، رضاء العميل ، تكلفة سوء الجودة ، تقييم ثقافة الجودة ، اعادة الهيكله والهندسة الادارية ، فرق العمل ، التدريب على الجودة . وخلال حوالى نصف ساعة احسست بما اراد د/خالد وهبه ان اراه بتميز المحاضر والمعهد وبتميز وعدد المشاركين ومدى الاحساس اهمية الجودة بمجتمعنا.

ولكن ما هو معهد جوران ؟ ومن هو جوران ؟ ، يلقب السيد/ ج.جوران بأنه " أبو الجودة " فى العالم ، عمره حاليا 101 عاما (أطال الله فى عمره) منهم 80 عاما زواج – وقد أسس معهد جوران للمساهمة فى تحقيق الريادة فى الجودة من خلال نتائج وانجازات محددة . وتحول الرجل الذى ساهم فى انطلاقة اليابان الصناعية منذ 50 عاما ، وفى الريادة لكبرى الشركات اليابانية (الاكثر مبيعا) حين غزت العالم ، ثم فى الريادة لشركات السيارات الامريكية حتى افاقت من كبوتها ، والى شركات تكنولوجيا المعلومات والشركات الصناعية والشركات الخدمية الكبرى … أبحث على النجاح ستجد وراءه أبو الجودة أو ابحاثه أو نظرياته أو منهجه أو حاليا معهده …

وأعجبت بما سمعته من رئيس المعهد عن الدور الاجتماعى لكل فرد فى مؤسسة جوران حيث يفرض قضاء اسبوع على الاقل لكل منهم فى خدمة المجتمع الأكثر فقرا والأقل حظا دون مقابل . فى عام 1937 وضع السيد/جوران ما يسمى بمبدأ باريتو والذى يستخدمه ملايين المديرين والذى يركز على التركيز على الاكثر اهميه من الاغلبيه ، ويسمى مبدأ الـ 80 – 20 حيث يسعى المديرين على التركيز على أهم 20% والتى تحدث 80% من العائد مقارنة بالتركيز على 80% التى تنتج 20% من العائد . والسيد/جوران صاحب مرجع الجودة الرئيسى الذى تعتمد عليه جامعات العالم . ووضع الأساس عام 1964 لما سمى بعد ذلك بالـ (6 سيجما) وفى عام 1979 أسس أول معهد فى الجودة على مستوى العالم ، وفى عام 1986 أصدر ثلاثيه جوران – بعد 50 عاما من الابحاث – ليوضع ثلاثة عمليات يجب تطبيقهم فى مؤسسات العصر كى تتطور وتتنافس هم : تخطيط الجودة ، ومراقبة الجودة وتطوير الجودة . ومفهوم أبو الجودة من وجهة نظر المستهلك أو العميل ببساطه هو توفر أكبر عدد من الخصائص التى يريدها فى المنتج أو الخدمة وخلوها من العيوب والمشاكل … ترى أين نحن من هذا ؟

لقد كانت سعادتى بالغة حين لخص لى رئيس مؤسسة جوران يومى العمل مع القيادات المصرية وذكر ان هذا أكبر تجمع فى تاريخهم لمثل هذا اللقاء بعد ما حدث مرة فى الصين . وهم يشعرون بخبرتهم بالدول الواعدة وحدث ذلك فى اليابان ثم كوريا ثم شرق أسيا والآن فى مصر . وأنه يرى أن مصر واعده للمستقبل . ولمس من قيادتها الواعدة الوعى والجديد والشغف على التعلم للجودة … ريادة وأمل لمجتمع جديد … انطلاقتنا الحقيقية ستكون بكل المصريين … وأساسها الجودة والتميز … فى المنزل وفى المصنع وفى الزراعة وفى التعليم والبحث العلمى وفى السياحة وفى النقل والمواصلات وكافة الخدمات ، بل هو فى السياسة والإعلام والأخلاق والمعلومات والمعرفة … وللحديث بقية .