جريدة الأخبار – الأربعاء 31 مايو  2006
فقراء البورصة والاميه المعلوماتيه

يتابع المجتمع المصري بكل آلم ما تناقلته الأنباء والصحف والفضائيات عن البورصة وما حدث ويحدث فيها. وتحديدا صدر يوم الأربعاء الماضي مانشيت "العالم اليوم" قائلا 60 مليار جنيه خسائر البورصة في ثلاثة أيام بما يمثل 17% من قيمة السوق والتي أشارت أيضا أن السوق فقد 200 مليار جنيه تمثل 35.7% من القيمة السوقية من 3 فبراير الماضي. ويتابع أيضا كيف يتم التعامل مع هذا الحدث كما يسميه البعض ، أو هذه الكارثة أم الأزمة كما يسميها البعض الآخر. وما بين الحقيقة والتهويل بخطورة الحدث والتقليل والتهميش له نتابع بكل آسف تصريحات وأراء وتوصيف معظمه غير مسئول. ويغيب المسئول الحقيقي عن الإيضاح الشفاف والتوصيف الدقيق والإجابة المقنعة. فتارة يراها البعض مثل العبارة نتج عنها آلاف الضحايا ، والبعض الآخر يراه شئ طبيعي أو كما يسمي "تصحيح" ، والبعض الآخر يعتبره نتيجة لهبوط عالمي لبعض البورصات الناشئة في الدول النامية بما يسمي أزمة "الأموال الساخنة" وتعبير عن إنسحاب كبار المتعاملين عالميا مرة واحدة من الأسواق. بينما يندهش بعض الخبراء للظاهرة العكسية لحدوث الإنهيار رغم تحسن أداء مؤشرات شركات السوق. وتعلو الأصوات بعدم الشفافية وضعف الحوكمة وتداخلات المصالح خاصة لبعض الأسماء "سيئة السمعة" التي يتهمها البعض بالتلاعب أو تشغيل البورصة لحساب مصالحها. بينما يتحاشي كل مسئول عن التدخل أو التعليق كأن ضحايا البورصة من المتعاملين هم المسئولين وحدهم – دون غيرهم – عن ضياع ثرواتهم المحدودة وتهدم طموحاتهم.

وأتساءل أين المعلومات؟ وأين الشفافية؟ وأين الإدارة الرشيدة ؟ أين الحماية لصغار المستثمرين؟ أين الحماية لغير المتعاملين وغير المهره في التعامل مع السوق؟ يتعامل البعض مع الفقراء والبسطاء والغير مدركين لما يمكن أن يحدث لهم وكأنهم في درجة من النضج تؤهلهم لقراءة المؤشرات العامة والتحليلات البسيطة أو المتعمقة. ونتناسي نحن نسبة الفقراء ونسبة الأمية في المجتمع بصورة عامة ، والأمية المعلوماتية الشائعة بصورة خاصة. فمن هو الذي يعلم ويري ويتابع ويحلل؟ هل هم أفراد أم عشرات من القريبين مما يحدث؟ وعلي من مسئولية نشر الحقائق وبوضوح عما يجري في السوق؟ فهل أنتقلت هذه البلطجة والصياح الي ثروات الغلابة وأصبح حلم الفقراء بالثروة – دون عناء – هو سراب مثل توظيف الأموال. ونذكر حين حدث توظيف الأموال أن تصدت الدولة بعد غرق العديد من الضحايا. فهل سيتم التدخل الحاسم لتحقيق الإنضباط ومواجهة ممارسات "سيئة السمعة". مبادئ السوق الحرة تعني الشفافية والوضوح وتوفر المعلومات كي يستطيع الفرد والمؤسسة "بتكافؤ" من خلال إستخدام المعلومات والتنافس وتحقيق التقدم … فأين المعلومات وأين الممارسات الجيدة وأين كتاب الأصول في التعامل مع ممتلكات البسطاء من أبناء مصر. هل هناك من يسمعهم أو يرد علي أسئلتهم وتليفوناتهم؟

تعاملنا مع الواقع يتطلب التعامل معه. هناك من خسر وهناك من ربح ولدينا معلومات عن كلاهما. ويهمني بالدرجة الأولي من خسر وفقد ثروته من الضعفاء المتعاملين مع البورصة. هل ممكن حصرهم؟ وهل ممكن التعامل مع أزماتهم؟ هناك من باع كل ما يملك ومن إستدان للدخول للبورصة ولسراب الثراء السريع. هؤلاء الضحايا أو "المقامرين" سيتحولون الي بورصة "الإحتقان الإجتماعي" نتيجة لما شاهدوه وما لا يعوه وعانوا منه نتيجة لتعاملهم الجاهل والأعمي مع البورصة أو وسطاء لا يمارسون الأصول المتعارف عليها.السؤال لنا جميعا ، هل نتفرج أم ندير هذه الأزمة؟ والسؤال الأهم هو كيف نواجه الأمية المعلوماتية؟ … وللحديث بقية


  444
ارسل بالبريد الالكتروني
طباعة
المقالات من الأحدث إلى الأقدم المقالات من الأقدم إلى الأحدث
جريدة الأخبار – الأربعاء 31 مايو  2006
فقراء البورصة والاميه المعلوماتيه
يتابع المجتمع المصري بكل آلم ما تناقلته الأنباء والصحف والفضائيات عن البورصة وما حدث ويحدث فيها. وتحديدا صدر يوم الأربعاء الماضي ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 24 مايو  2006
وعد لجيل جديد
سعدت برسالة المنتدي الإقتصادي العالمي "دافوس" بشرم الشيخ للسوق ولقطاع الأعمال والمجتمع المصري الإقليمي والعالمي. واعتقد ان دافوس ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 17 مايو  2006
احمد فراج والخطاب الدينى
توفي إلي رحمة الله علما من أعلام المعرفة والدين والفكر والسماحة والإخلاق. لا يختلف غالبية المصريين من الآجيال المعاصرة – خاصة الذ ...
 صفحة:  <<السابقة 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 التالية>>
بحث جميع المقالات
2015
2014
2013
2012
2011
2010
2009
2008
2007
2006
2005
2004
2003
2002
2001
 
الموقع الرسمي للدكتور هشام الشريف
جميع الحقوق محفوظة ©