جريدة الأخبار – الأربعاء 24 مايو  2006
وعد لجيل جديد

سعدت برسالة المنتدي الإقتصادي العالمي "دافوس" بشرم الشيخ للسوق ولقطاع الأعمال والمجتمع المصري الإقليمي والعالمي. واعتقد ان دافوس شرم الشيخ ناجح بمقياس تأكيد إستمرار مصر في الإنفتاح للإستثمار والتجارة والتعاون في إطار عالم يجري وينافس ويتجدد. ولعل مثل هذه المؤتمرات فرصة لتعبئة الدولة نحو أهداف أكثر دقة تحددها طبيعة هذه الملتقيات وطبيعة المرحلة التي نعيشها. وعلي العكس من دافوس – سويسرا حيث تتشابك وتتنافس القضايا العالمية المعاصرة – فإن دافوس شرم الشيخ تبرز أكثر القضايا الإقليمية والوطنية. أعتقد أن مصر حكومة ومنظمات وقطاع أعمال نجحت في الإعداد والتنظيم والإدارة لمثل هذا الملتقي عددا ونوعا. وقد نجحت أيضا مصر في مشاركة ودخول وجوه جديدة وشابة لهذا الملتقي والذي يمثل عبر سنوات – منذ نشأته – ملتقي ونادي كبار رجال الأعمال علي المستوي العالمي ، ونجح أيضا في الإعلان عن عدد من المبادرات والمشاركات علي المستوي الحكومي والخاص بل وعلي مستوي التعاون المنشود بينهما مثل مبادرة التعليم والتي أعلنت بحضور السيدة سوزان مبارك ومبادرات الشركات والتحالفات والصناديق المتعددة.

ولعل أبرز ما قيل والذي يعكس أثاره علي المجتمع ككل هو ما ركز عليه الرئيس حسني مبارك في كلمته الإفتتاحية "وعد لجيل جديد" بمجتمع أكثر أمانا وإستقرارا وديمقراطية وحرية ومعرفة وفرص عمل وبنية للأعمال والخدمات والصناعة. وبإختصار الوعد للجيل الجديد هو حلم والرؤية والهدف. ما بقي من عمر جيلنا هو لمساعدة هذا الجيل في تحقيق حياة أفضل مما عشناها والمساهمة في تحقيق مجتمعا ينطلق للتقدم لخير ما لديه وهو أبناؤنا. وأشار السيد/ لوكلاوس شواب – رئيس المنتدي – ما أثاره من ضرورة أن يستيقظ العرب علي التحدي الأكبر للمنطقة وهو خلق مائة مليون فرصة عمل حتي عام 2020 وكنت قد آثرت ذلك في عدة مقالات تفصيلا في الأعوام الأربعة الماضية وتحديدا يتطلب خلق فرص العمل تحقيق (1) الأمان والإستقرار ، (2) الأمن ، (3) المناخ السياسي والديمقراطي وحرية التعبير والمحاسبة ، (4) المشاركة الحقيقية للمواطن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، (5) الإعداد البشري وما يتطلبه من تعليم وتدريب وتأهيل ، (6) بنية أساسية متقدمة للصناعة والخدمات ، (7) الإنفتاح علي العالم، (8) سياسات إقتصادية مستقرة ومتوازنة ، (9) عدالة وتكافؤ فرص وعدل لكل أبناء الشعب ، (10) بنية تقنية متقدمة ، (11) معلومات وبيانات دقيقة وواضحة، (12) إعتزاز بالهوية والمواطنة والأصالة والتراث.

ويتطلب خلق مائة مليون فرصة عمل 2 تريليون دولار بفرضية أن تكلفة كل فرصة عمل 20 آلف دولار. والسؤال من أين يتم توفير 2 تريليون دولار؟ أو ما يقرب من مائتي بليون دولار سنويا؟ إجمالي دخل منطقة الشرق الأوسط الإجمالي سنويا وصل – بعد الزيادة البترولية – إلي أكثر من 800 بليون دولار وما ينفق علي خلق فرص عمل جديدة من فوائض لا يصل إلي نصف المستهدف!! مصادر تمويل خلق فرص عمل جديدة إما من الفوائض والمدخرات أو بجذب إستثمارات جديدة. وفي حالة العجز عن تمويل خلق فرص العمل الجديدة فإن البطالة ستزداد والفقر سيزداد والفرصة للتقدم ستتلاشي … خلق فرص عمل يتطلب آمان وسياسات وإنفتاح وعلم ومعلومات وقدرة بشرية منظمة تستثمر طاقتها علميا وعمليا وتخرج من حالات الفوضي والفساد … الرسالة الحماسية للملتقين في دافوس تبشر بطاقة لقطاعات أعمال واعدة ينتظرها طالبي فرص العمل في سوهاج وقنا والمنيا وبني سويف وكفر الشيخ وسيناء وغيرهم … الرسالة هي تقدم وفرص عمل لبناء ونماء وعدالة إجتماعية متكافئة.