جريدة الأخبار – الأربعاء 2 أغسطس  2006
سيكولوجية الحرب والارهاب الاسرائيلى (3) ... وقانا

ماذا بعد قانا ؟ … المزيد من القتـــل والدم والمزيد من القصف والهدم والانهيار . من المسئول الاول عن قتل الابرياء والاطفال والشيوخ والمرأة بل والرجال ؟ من المسئول الاول عن اغتصاب وسرقة الحق فى الحياة للآمنيين ؟ من المسئول الاول عن ضياغ ثروات اجيال وحلم اجيال تالية ؟ من المسئول عن ترويع الآمنيين ؟ ونشر العنف وقتل ما بقى من سلام ؟

احداث قانا لأى مبتدئ أو هاو فى العلوم السياسية أو العسكرية أو لكل الممارسين ومن لهم خبرة فى الحياة لن تحقق الا لمزيد من العنف ، بل الى زيادة حدة الصراع بين اسرائيل وحزب الله اضافه الى صراع اسرائيل والفلسطينين اضافه الى الصراع على المسرح العراقى … اضافه الى الصراعات التى يتم اعدادها الآن فى مطابخ السيطرة والهيمنه والتى ترعى الديموقراطية احيانا وتمارس وتساعد الارهاب فعلا (وتجمله) قولا . هناك جيل عربى ومصرى – انا منهم – يؤمن بالسلام وبالتنمية وبحياة افضل للاجيال القادمة … بدأت باعادة الارض وبحرب اكتوبر والتى اعادة كرامة وعزة العرب وبمبادرة السلام والتى اعادت كل شبر من تراب الوطن ، بل وكان من الممكن ان تكون اطارا متميزا لسلام دائم وشامل لمنطقة الشرق الاوسط … بل واقتربنا من السلام الدائم … وساهم المتطرفين فى الفكر فى مواقع المسئولين من الطرفين مثل شارون بدأت بزيارته الشهيرة لحائط المبكى ثم على الجانب الفلسطينى بقادة مدرسة الانتفاضه والحجارة والعنف … وتحول اطار السلام بداية للضرب بالحجارة ثم لطلقات الرصاص ثم لحوائط العزل البشرى والانسانى ثم للمدافع والقنابل … واخشى ان يتحول الى حلية الصراع النووى . أين ضمير الانسانية من كل هذا ؟

أرى منطقة الشرق الاوسط على حافة انفجار ؟ ماذا يريد اولمرت وماذا يريد قادة اسرائيل ؟ وبالمثل ماذا يريد حسن نصرالله ؟ وما الذى اراده من قبل شارون ؟ وما الذى اراده صدام ؟ وما الذى يريده بعض قادة الفصائل الفلسطينية التى تحول الخلاف والعنف لخطاب وسياسة … الى من يوجه الاتهام بقتل طفلة وأم عائلة وعائلة بأكملها على ارض لبنان . اشعر بخيبه أمل فى نظام عالمى حالى يمنع ويحجم الضمير الانسانى من التعبير وتحمل المسئولية ويسمح بمزيد من قتل الابرياء … اضم صوتى الى كل من يقول ان ما يحدث هو جرائم حرب آن الآوان لمحاسبة المسئولين والقادة فى كل الاطراف على قتل الشعوب وقتل الاجيال . آن الآوان لان نسكت دعاة الحرب والقتال والقتل والدمار فى كافه الاطراف وان ننشر فكر وثقافة وعلم السلام وان نغرس الحب والتسامح والحوار والتقدير … الارض تسع للجميع … وسيزداد الرخاء لو تحقق العدل والسيطرة والهيمنه … وسيتحقق النماء لو تحقق السلام سيحقق السلام لو تحقق العدل والعدالة وحقوق الانسان ما يحدث على المسرح السياسى الدولى والاقليمى يدعو الى : (1) وقف فورى لاطلاق النار ، (2) وضع اطار سلام دائم وشامل ، (3) اقتلاع مجرمى الحرب من المنطقة قادة أو افراد ومحاسبتهم ، (4) غرس لثقافة ولغة السلام ، (5) تضميد جروح من قتل ودمر على الارض العربية بمشاركة ومسئولية دولية واقليمية ، (6) وضع خريطة عمل لشرق اوسط يؤمن بالحياة والخير والامن والامان لكافه الشعوب ، (7) بتنمية وتقنيه ، (8) تعليم متميز ، (9) نزع اسلحة دمار شامل وخريطة لامن قومى واقليمى شاملة ، (10) تكامل اقتصادى مع العالم وتواصل ثقافى بدلا من صراع للحضارات … وللحديث بقية