جريدة الأخبار – الأربعاء 19 يوليو  2006
الارهاب الاسرائيلى وضمير الانسانية

المشهد العربى يزداد سوءا ، والارض العربية تمتلئ دماء ، والحلم العربى يبغى اشراقه أمل … تداعيت الاحداث الدامية على الارض العربية الهبت احاسيس الحزن والغضب واليأس فى الشارع العربى ، وبات العقل العربى حزينا واعادت ذكرى والآم الحروب والجروح عبر قرن من الزمان بدأت بالحرب العالمية الاولى ، وتلى ذلك وعد بلفور ، ثم حرب عالمية ثانية ثم حرب 48 فحر 67 فحرب 73 فمسلسل المقاومة ، ثم مبادره السلام والذى قادته مصر وحاربه العرب فى بدايته … ثم مسلسل المزايدة والانقسام وحرب الكلام ، ثم مسلسل السعى الى قطار السلام بعد تحركه بسنوات … ويعى الآن قادة مدرسة الفرص الضائعة والسلطه والفساد والافساد أن مصر كانت لديها بقيادتها وشعبها – التى التزمت بالسلام القوى والقائم على العدل – بمبادرة عام 1978 وبربع قرن من زرع ورعاية سلام اعاد كل اراضى مصر وحافظ عليها رغم العواصف والكوارث المتوالية .

منذ نصف قرن ولدت وعشت واعتقد انى سأموت وقضية فلسطين تشغل حياة المجتمع واكثر من نصف طاقته التنمويه … اما بحروب عشناها أو بتوابعها أو بمناخ يغيب عنه الاستقرار والسلام والامان . سؤالى اليوم هل للعقل مكان على الساحة الدولية ؟ وهل سيستيقظ الضمير الانسانى ؟ وهل يمكن وقف الحرب المستمرة على ارض فلسطين والعراق ولبنان اليوم ؟ وترى من سيكون ضحية الغد ؟ . تداعيت الاحداث الاخيرة تثير العديد من القضايا ، اولا : كيف نستطيع اعادة السلام بفكر وعقل وثقافة السلام فى اطار لغة الغاب والارهاب والعنف وثقافة الحرب ؟ ، وثانيا : من الذى سينتصر دعاة السلم والسلام أم المرتزقة والارهابيون من الدول والفصائل ومنظمات وافراد ؟ ، هل للعقل مكانه أم أننا سنعيش تحت وطاه من لديه الرصاص ؟ ، ثالثا : كيف نقتلع جذور الحرب ؟ ، خامسا : كيف يمكن لنا نحن العرب ان نبنى قوة ردع تحافظ وتحمى السلام والتنمية والرخاء ضد المغامرين والطامعين ودعاة الحرب ؟ ، سادسا : هل من الممكن تحقيق الامن والامان الانسانى للتقدم ؟ ، سابعا : ما هو دور الحكومات ومؤسسات وشعوب العالم فى صنع السلام بدلا من السكوت على الحرب ؟ ، ثامنا : ما هو دورنا بالعقل فى وقف سفك دماء الشعوب العربية وصنع السلام ؟ وهل هذا جزء من قدرنا أم هو جزء من امننا القومى العربى ؟ ، تاسعا : هل سلاح اليوم لازال هو الرصاصة والبندقية أم هو العقل والمعرفة أم هو المال والثروة أم هو البترول والطاقة ؟ ، عاشرا : اين الضمير الانسانى امام غطرسة اسرائيل فى رد فعل هو مثال دقيق لسوء الاستخدام البشرى لاسلحة الدمار الفتاكه التى تواجه الى صدور الاطفال وقلوب الامهات فى فلسطين والعراق ولبنان … على الرغم من الاحداث الداميه والغير انسانية فانه بالعقل والمعرفة تتقدم الامم ، وبالعقل المعرفة تبنى الامم قوتها العلمية والعملية بل والدفاعية التى تحمى بها وتصون تقدمها الاقتصادى والاجتماعى ، وبالعقل والمعرفة ندعو لفكر وثقافة السلام وبكثير من الجهد لبناء السلام القائم على العدل اللازم للتنمية والتقدم ورخاء وتواصل الامم والشعوب .

وبالعقل والمعرفة والحكمة ندعو لنبذ ثقافة الحروب ولغة الغاب ، بل انه بالعقل والمعرفة وحكمة السنين ندعو لعدم الانزلاق الى بركان الغضب وساحة الحروب فكل من يدخلها خاسر … وبالعقل والمعرفة ندعو لاعادة السلام الى أرض السلام … وللاسف فان رصيد ضحايا الحرب تعدى الآف واهدر ما يقرب من نصف تريليون دولار فى حروب فلسطين والعراق ولبنان فى العشرون عاما الماضية … ترى ما هو حالنا نحن العرب بضمير عالمى اكثر حسا وبعقل عربى اكثر ادراكا … وللحديث بقية


  479
ارسل بالبريد الالكتروني
طباعة
المقالات من الأحدث إلى الأقدم المقالات من الأقدم إلى الأحدث
جريدة الأخبار – الأربعاء 2 أغسطس  2006
سيكولوجية الحرب والارهاب الاسرائيلى (3) ... وقانا
ماذا بعد قانا ؟ … المزيد من القتـــل والدم والمزيد من القصف والهدم والانهيار . من المسئول الاول عن قتل الابرياء والاطفال والشيوخ و ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 26 يوليو  2006
الارهاب الاسرائيلى وضمير الانسانية (2)
سيسجل التاريخ فى كتاب اسود ما حدث ويحدث على الساحة العربية من قتل للابرياء وتدمير للانسانية وهدم لبنية الحياة والمعيشة فى لبنان وا ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 19 يوليو  2006
الارهاب الاسرائيلى وضمير الانسانية
المشهد العربى يزداد سوءا ، والارض العربية تمتلئ دماء ، والحلم العربى يبغى اشراقه أمل … تداعيت الاحداث الدامية على الارض العربية ال ...
 صفحة:  <<السابقة 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 التالية>>
بحث جميع المقالات
2015
2014
2013
2012
2011
2010
2009
2008
2007
2006
2005
2004
2003
2002
2001
 
الموقع الرسمي للدكتور هشام الشريف
جميع الحقوق محفوظة ©