جريدة الأخبار – الأربعاء 27 ابريل  2005
الكتاب فى مجتمع المعرفة

الكتاب … من أهم أسس مجتمع المعرفة والتى تشمل الانسان والمحتوى (ومنه الكتاب) والنظم والتقنية والسياسات والاستراتيجيات اللازمة للتحول مما نحن فيه الى عصر ومجتمع المعرفة . الكتاب هو اساس التكوين والتعليم والتدريب والتثقيف فى جميع المعارف وما يطبق منها ، وما يبحث فى آفاقها ، وما يرجع له تاريخا ، وما يستشرف اليه مستقبلا ، ولقد احتفلت مصر بيوم الكتاب العالمى السبت 23 ابريل 2005 مع مائة دولة فى الاحتفالية التى ينظمها اليونسكو ، والاحتفال بالكتاب هو رمز ومعنى ، وجوهر ومنتج ، ومعرفة وتنمية ، ولنا نحن المصريين أن نفخر بأهم الانجازات المعاصرة لمصر فى عودة الاهتمام بالكتاب وللطفرة التى تحققت فيه انتاجا ونشرا وتوزيعا واطلاعا ومعرفة . وسيسجل للسيدة الفاضلة سوزان مبارك انها قادت عبر سنوات اعادت الفخر لنا نحن المصريين بالكتاب والمؤلف والمصمم والناشر وبمناخ يحمى ملكية الفكر والمفكرين . وقد اصدرت مكتبة الاسرة 167 كتابا فى عام 1994 ، و 86 عنوانا فى عام 1995 ، و271 كتابا فى عام 1996 ، و 179 كتابا فى عام 1997 و 881 كتابا فى عام 1998 و 452 كتابا فى 1999، و 271 كتابا فى عام 2000 ، و188 كتابا فى عام 2001، و257 كتابا فى عام 2002، و365 كتابا فى عام 2003، و194 كتابا فى عام 2004، وقد وصل عدد عناوين الكتب التى تم اصدارها فى هذا المشروع العملاق الى 2870 كتابا ومنها ما طبع اكثر من مرة ، وقد شملت هذه الكتب اعمالا فكرية وابداعية فى الآداب والفنون والعلوم والاديان ويغطى مساحة كبيرة من التراث والفكر المعاصر بل وتتواصل مع الفكــر العالمى وتخاطب المجتمع بجميع اعماره اطفالا ونشئا والشباب والاسرة . ما تحقق فى الكتاب صاحبه ريادة لاستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات لتعميق الفكر والاستيعاب . كوسيلة مساعدة – لنتاج هذ الفكر وعلى عكس ما يدعيه البعض - فان التقنية ساعدت وتساعد فى نشر الكتاب الورقى التقليدى ومن غير المنتظر أو المتوقع ان تقلل هذه التكنولوجيا من استخدام الكتاب التقليدى أو انها ستحل محله .

وقد ثبت من الاحصائيات الزيادة فى معدلات طباعة ونشر الكتب فى اكثر الدول استخداما للتكنولوجيا رغم استخدامها للوسائط المتعددة سواء كقنوات للبيع أو للعرض المشوق لمحتوى هذه الكتب .

لقد اكدت سيدة مصر الاولى فى رسالتها بمناسبه هذه الاحتفالية على عدة معان اساسية للكتاب ، (1) كقيمة حضارية واداة للتواصل بين الشعوب ، (2) كركيزة للتنمية وللتقدم وللانتقال الى عصر المعرفة ، (3) الدور المتكامل لنشر الكتاب ولبناء وتطوير المكتبات فى جميع محافظات مصر كقناة رئيسية ومناره للاطلاع لكل المصريين ، (4) للدور التكاملى وليس التنافسى للكتاب وتكنولوجيا المعلومات ، (5) التزام الملكية الفكرية كمبدأ اخلاقى واقتصادى للمجتمع وعلى مواثيق الشرف التى تربــط نشر الكتاب ، (6) على التواصل مع العالم وامة العرب ، (7) ضرورة التجديد والتطوير والتحديث فى تلبيه الاحتياجات المتزايدة للمواطن فى جميع مراحل عمره ايضا لذوى الاحتياجات الخاصة من المواطنين ، (8) الكتاب هو صناعة يجب الاعتناء بجميع مقوماتها.

سعدت بالاعداد الاعلامى المتميز وسعد معى كل المصريين لتحويل احتفالية مصر باليوم العالمى للكتاب الى ما يمكن تسميته " بعيد للكتاب " باسمى معانيه ، وبالفعل لقد اصبح للكتاب عيد كما اصبح للكتاب وطن … يحق لنا أن نحتفل به قراءة واستيعابا ، اقتناء واهداء ، اطلاعا ومعرفة … أريد من كل أب وأم ان يسألوا ابناءهم عما قرأوه كل يوم وكل اسبوع ؟ اريد منهم ان يشجعوهم على الاشتراك فى المكتبات العامة وعلى الاستعارة ؟ وعلى التنوع فيما يقرأونه ، اقترح ان يختاروا الكتاب كأعظم الهدايا لابنائهم واصدقائهم وان يشجعوا الابناء على شراء واقتناء الكتب كل حسب مقدرته … وأهم من ذلك هو على قراءة واستيعاب ما فى هذه الكتب … أريد من كل أب وأم العمل على تحقيق التوازن الفكرى والانفتاح المتواصل فى مجالات الاطلاع المختلفة وليس التحيز فقط الى مجال دون آخر … بالمعرفة تتقدم الأمم … وبالكتاب والانسان يبنى ويصنع مجتمع المعرفة … وللحديث بقية .