جريدة الأخبار – الأربعاء 25 مارس  2009
الأم وتكريم المجتمع

عيد الأم هو أصدق الأيام لدى جموع المصريين . تحيه لأصحاب فكرة عيد الأم ولمصطفى أمين وعلى أمين ولمؤسسة الأخبار ولجيل وضع بصدق وشفافيه الأم بعيد يحتفل به ويكرمها المجتمع والأسرة . وتحية ايضا لمن ناضل ويناضل لابقاء هذا اليوم مشرقا وناصعا ضد دعوات الظلام وإدعاءات التخلف ومن حاول تغييره أو استبداله ...

وأتوقف فى كل عيد أم – إجلالا – للفيض المتواصل الذى قدمته وتقدمه والدتى فى رسالتها من حب وعطاء ، وبناء ودعاء ، ودعم وفكر ، ونصح وتعليم ، وتوجيه ورعاية ، وموده ورحمة وغيرها من صفات خص بها المولى تعالى الأم عن غيرها ...

أتوقف ايضا عند احتفال مصر بعيد الأم ... بيوم يفرح فيه المجتمع ويتذكر الكبير والصغير فضل الأم وعطائها ... ومن اجمل ما اتابعه على صفحات جريدة الأخبار – خاصة – كل عام هو تغطية الأم المثالية فى كل محافظات مصر وما تقوم به وزارة التضامن الاجتماعى فى ابراز نماذج مضيئه هى عنوان للعطاء المتدفق والمتواصل للأم المصرية ... واتابع ما يكتب واتابع ما بين سطور كل قصة نبيلة لكل أم تلقى عليها الاضواء فى ذلك اليوم .

واتسائل ... أين هذه القصص النبيلة للأم الوطنية – لإعلامه ومثقفيه ومبدعيه - على صفحات وشاشات الدراما المصرية ؟ أين هذا على شاشات التليفزيون ؟ والسينما المصرية ؟ أين كتاب مصر من كل حالة انسانية واجتماعية واقتصادية وثقافية تشكل الاسرة والمجتمع فى مصر ؟ ... هل مصر ما نراه من تخلف واسفاف فكرى فى عديد من المسلسلات والافلام والبرامج أم ان هناك دور ومسئولية لدينا كمجتمع لتشكيل وجدانه وروحه وحسه وسماحته ... مصر التى اعرفها اجمل وانقى من مصر التى أراها ... لقد سيطرت الفوضى والجهل والاسفاف على ادوات الثقافة وشاشات التليفزيون ... وسأذكر مثال واحد ... لدى مصر كل عام تحديدا ثلاثون قصة للأم والاسرة المصرية يتم تكريمها عن نماذج للعطاء للأم فى محافظات مصر وارضها الطيبة تعطى نماذج انسانية حقيقية فى اجمل الصور الانسانية المتدفقة والمتواصلة ... كل قصة تصلح لمسلسل ولفيلم يعيد لمصر مكانتها وللفيلم شأنه وللاعلام دوره ...

أمس الأول قمت بطلب ملخصات عن كل أم وأب تم تكريمهم بهدف دعوة رواد الكتاب والقصة والسيناريو والدراما المصرية للاستلهام الفكرى للقصص الاجتماعية والانسانية التى تعرف الاسرة المصرية بحقيقتها وليس بظلامها وفسادها وتشردها كما تلقى علينا فى كثير من الاحيان ... واذا كان من النظرى ان تنشد المجتمعات مدنها الفاضلة فإنه من الواجب ان نعيد التوازن العادل لكياناتها الرئيسية واهمها على الاطلاق الاسرة وعمادها وسندها ورصيدها ... هو الأم ... وكل عام والأم والاسرة المصرية بخير ... أدعو وزارة التضامن الاجتماعى ووزارة الاسرة والسكان ووزارة الثقافة ووزارة الاعلام ومؤسسات الصحافة وقادة الفكر وصناع الدراما المصرية للمراجعة الدقيقة لكل قصة تكريم لنماذج العطاء الفياض لأم المصريين هذا العام والأعوام السابقة - لنرى ونتابع المجتمع - دراما وقصص من خـــــلال افضل وليس فقط بالمزايدة على اسوأ ما لدينا من رمـــوز هدامه وفكر متخلف وعقـــــول أما فوضوية أو مظلمة ... انظروا الى الأم ستبتسم مصر ... وستزرعوا فيها الرحمة والسلام . للمشاركة بالرأى Alakhbar@hisham-elsherif.com وللحديث بقية