جريدة الأخبار – الأربعاء 4 مارس  2009
إعمار غزة أم إنماء فلسطين

هل يمكن بعد ربع قرن ... (1) أن تكون غزة مثل سنغافورا ؟ ، (2) وان تصبح الضفة الغربية مثل سويسرا ؟ ، (3) وهل يمكن أن تكون العراق مثل المانيا ؟ والشرق الاوسط مثل اوروبا ؟ ... أنتهى أمس الأول المؤتمر الدولى للمانحيين لإعمار غزة بشرم الشيخ وهو مما لاشك فيه انجاز لمصر وللرئيس حسنى مبارك بشخصه وبحكمته والذى عبر الالغام الى ما تحقق والذى يمكن تلخيص اهمها فيما يلى اولا : انتصار لصوت العقل والسلام أمام الة القتل والذبح والارهاب . ثانيا : التزام عربى وعالمى بالسلام طريقا وبحل الصراع الاسرائيلى الفلسطينى هدفا . ثالثا : رفض المنهج العسكرى الاسرائيلى والاساليب البربرية المستخدمة ضد المدنيين العزل من الفلسطينين . رابعا : رفض الابتزاز السياسى واللامسئولية لفئة من القيادات الفلسطينية فى تعريض المدنيين العزل من الشعب الفلسطينى لويلات الحروب . خامسا : التأكيد على وحدة الشعب الفلسطينى ورفض انقسامات ممثليه وان هناك سلطة واحدة تمثله يجب ان تكون على مستوى المسئولية والحدث والفاعلية والنقاء. سادسا : التذكرة بأنه يجب أن يضع المجتمع الدولى نهاية لمعاناة الشعب الفلسطينى والحق فى الحياة الحرة الكريمة مثل باقى البشر . سابعا : الرفض العالمى والعربى للارهاب المادى والارهاب العسكرى والسياسى . ثامنا : التأكيد على السلام والبناء بدلا من الدمار والمذابح . تاسعا : ايقاظ الضمير الانسانى والمجتمع الدولى للوقوف امام مسئولياته لتأمين الشعب الفلسطينى الاعزل . عاشرا : تضافر دولى واقليمى لرصد 5ر4 مليار دولار لبدء أعمار غزة . حادى عشر : عدم فصل غزة عن الضفة الغربية . وثانى عشر: وضع اولويه السلام على اجندة العالم بعد ثمانى سنوات اخرى ضاعت من عمر شعب وعمر المنطقة ... وللأنصاف تحقق هذا – فقط - من خلال مصر ورئيس مصر وحده وبحكمته وجهده الفاعل والصامت ونأمل ان ينصف ويسجل التاريخ له ولمصر هذا الدور المتميز الذى يضاف لرصيد مصر فى نضالها ومعاناتها لاعادة الحق الفلسطينى وترسيخ الاستقرار والسلام والوصول الى تسوية عادلة وشاملة مع اسرائيل من جهة ومن جهة اخرى لم الشمل الفلسطينى بين فصائله وقادته واختلافاتهم وتنوع مصالحهم ... ايمانى غير محدود بقدرة وقوة وصلابه الشعب الفلسطينى ومشروعية قضية وحتمية انتصار السلام على غوغائية الحروب والارهاب ... وسؤالى هل يمكن أن نرى من ابناء فلسطين نموذج لغاندى ؟ أو نلسون مانديلا ؟ يقود الشعب الفلسطينى بلغة السلام بدلا من الحرب وبثقافة السلام بديلا عن ثقافة الارهاب وبالمقاومة السلمية بدلا من حجارة دون معنى ... قناعتى ورسالتى دون قيادة فلسطينية شريفه واعيه فاعلة وقادرة فإن نصف جهود العالم ضائعة وكل جهود مصر فى مفترق طرق ... آن الآوان لان يمثل الفلسطينيون خير ابنائها وندعو الله ان يكون هناك اسلوب ديموقراطى لاخرجهم تحت ظروف اليأس والجوع والحاجة الى مأوى وعلاج وعمل وتعليم ... والبديل – العملى فى نظر البعض – هو التعامل ما هم على الساحة مع التمنى بأن يكونوا على مستوى المسئولية والحدث مرة اخرى ... والسؤال البديهى والبسيط اين سيذهب المال هل هو لاعمار غزة أم لانماء فلسطين ... هل ستصرف فقط على حديد واسمنت ومنازل وبيوت عشوائية وخنادق لتهريب سلاح وحسابات بنكية لبعض القادة الفلسطينين ووسطائهم ... أم هى لبرنامج متكامل حقيقى لانماء فلسطين مثل ما تم فى اوروبا بعد الحرب العالمية وسمى برنامج مارشال لانماء المانيا ... الفرق بين مفهوم الانماء والاعمار كبير ... نريد أن تكون غزة سنغافورا أو هونج كونج للبحر المتوسط عام 2040 وان تكون الضفة الغربية دون حواجز مثل سويسرا أو ماليزيا ... يريد الشعب الفلسطينى مصانع وفنادق وطرق ومواصلات ومحطات كهرباء وجامعات ومدارس ومستشفيات ... ولا نريد فقط عربات اسعــاف وخيام وبطاطين ... يريد ابناء فلسطين فرصة فى عمل أو بناء مشروع ؟ يريدون مجتمعا مفتوحا وليست سجونا مغلقه ... لنخرج من مفهوم اعمار الحروب الى انماء السلام ... ولنسعى ان يكون ما تحقق فى شرم الشيخ أن يكون بداية لطريق السلام ... دون عودة . وللحديث بقية