جريدة الأخبار – الأربعاء 4 ابريل
2007 النهار الساخن
فى عام 2002 كتب جان فرانسوا ريشارد نائب رئيس البنك الدولى السابق كتابا بعنوان "High Noon " . وهو من الكتب التى اعجبت بها ليس فقط لان الكاتب من المجتهدين والجادين الساعى لعالم نامى أكثر نماء وتقدم وعنوان الكتاب يعكس عدد من القضايا الساخنه والتى تؤثر وسيتأثر بها العالم والتى تتطلب مواجهه وتضافر عالمى كبير ... وقد تعرفت على جان فرانسوا ريشارد خلال لقاء فى بروكسل فى اوائل التسعينات حيث أسسنا مع مجموعة من قادة مؤسسات تكنولوجيات المعلومات " المفوضيه العالميـة للبنيه الاساسية للمعلومات " . وتشاركنا فى الرؤيه والاهتمام بالعالم النامى وبالفقراء وبعالم افضل عبر اكثر من 15 عاما ... وقد اتخذ قرارا شجاعا بالتقاعد من البنك الدولى منذ عامين .
وكتاب جان فرانسوا ريشارد هو كتاب يستعرض عشرين قضية عالمية وعشرين عاما لمواجهتهم وهم اولا : القضايا التى تشمل الارض التى نعيش عليها ومنها (1) التغيير المناخى العالمى ، (2) التنوع البيولوجى ، (3) انحسار الثروة السمكيه ، (4) العجز المائى ، (5) البيئه والحماية البحرية . وثانيا : القضايا المرتبطه بالانسان والتى تتطلب تعهدات عالميه ومنها (6) محاربه الفقر ، (7) الحفاظ على السلام ومحاربه الارهاب وحل النزاعات ، (8) التعليم للجميع ، (9) مواجهه الامراض المتوطنه ، (10) الانقسام الرقمى ، (11) مواجهه الكوارث الطبيعية ، (12) القضاء على الغابات . وثالثا : القضايا المرتبطه بمناخ وعلاقات دوليه افضل ويشمل (13) تطوير نظم الضرائب للقرن الحادى والعشرين ، (14) قواعد البيونكنولوجيه ، (15) الاطار الهيكلى المالى الدولى ، (16) المخدرات ، (17) التجارة والاستثمار والمنافسه ، (18) حمايه الملكية الفكرية ، (19) التجارة الالكترونية ، (20) قواعد الهجرة .
واستعرض الكاتب الزمن المطلوب والجهد اللازم لمواجهه هذه القضايا . والسؤال الذى يطرح عليه مـرات عديدة هل هذه كـل القضايا ؟ واجابته المباشرة لا . بالطبع هناك قضايا اخرى هامة ... بل قد تكون اكثر اهميه للبعض منا مثل (1) السلام والاستقرار فى الشرق الاوسط ، (2) الطاقة ، (3) نزاع السلاح النووى ، (4) اهداف الالفيه ... الخ ولكن هذه – من وجهه نظر الكاتب – الاكثر اهمية ... واثيرت العشرات من الاسئلة حول هذة القضايا والتى يصعب بل يستحيل لأى دولة أو أى مجتمع ان يقوم بحلها بمفرده ، ومنها هل يمكن لاطار العلاقات الدولية ان يواجه هذه القضايا العالمية المستعصيه ؟ وكيف ؟ واعتقد ان هذا يثير بالتبعيه اسئلة اكثر عن الاطار الحالى للعلاقات الدولية وعن الاتفاقات بين الدول والقانون الدولى فى حد ذاته . وكذا يثير التساؤل عن المؤتمرات واللقاءات الدولية وجدواها وتأثيرها . وعن التجمعات والتحالفات الدولية مثل مجموعة الثمانية وغيرها . واخيرا وليس اخر المؤسسات الدولية ...
واتسائل هل نعيش كبشر فى عالم ومناخ يتغير دون سيطرة على اسبابه ؟ اذا كان ذلك حقيقى على الاقل فى العشر سنوات الماضية فهل يمكن بالتعاون الانسانى المشترك والمعرفة والمعلومات ان نصل الى عالم افضل وحياة اكثر استقرارا ... مناخ وأرض ومعيشة وسكن ومآكل وملبس وعمل ومحبه وابتسامه ... فما هو رأيك ؟ ... وللحديث بقية