جريدة الأخبار – الأربعاء 28 فبراير  2007
الدروس الخصوصية وآلام العائلة المصرية

ما هو حجم ما يكتب عن التعليم فى مصر ؟ ما هو عدد المبادرات والاستراتيجيات والبرامج التى تم عرضها لاصلاح وتطوير التعليم ؟ ما هى المشاكل ؟ وماهى التحديات ؟ وما هو السبيل للاصلاح الجذرى لقضية التعليم … أنا انتمى لمدرسة أن الاصلاح ممكن ، وأن حلم وهدف ان يكون لابناء مصر (1) مدارس نموذجية ، (2) ومنهج معاصر ، (3) مدرس قادر ، ومربى فاضل ، (4) وادارة رشيدة ، (5) واسرة مشاركة وفاعلة – بالتالى – سعيدة هو هدف يمكن تحقيقه . ولكن كيف يتم تحقيق الهدف ؟ … علينا ان نرى الحقائق – بتجرد – وعلينا ان نطبق ما قمنا باعداده من رؤى واستراتيجيات وبرامج ومشروعات فى اطار متكامل وبادارة فاعله مثل ادارتنا لحرب اكتوبر … ومن لا يعى ماهى حرب اكتوبر ارجوه يعود لاسترجاع حال مصر فى 9 يونيو 1967 واين اصبحت مصر بعد العبور وتحقيق النصر وغرس فكر ومفهوم وواقع السلام فى وطن وشعب . ولكن للاسف تضيع القضايا الكبرى للامة فى صخب وتداعى الهتافات والانفعالات الصحفيه والتليفزيونيه التى اصبحت تصيب المصريين بالانزعاج والتخبط والشلل من المشاركة فى الاصلاحات الجادة التى تحدث ومسيرة النماء الحتميه التى بدأت .

وأحد أهم اسس الانطلاق لمعرفة واقعنا هو تحديد وتحجيم مشاكلنا . وفى اعتقادى اننا تاركين فى كثير من الاحيان المشاكل الاهم ونركز على الاقل اهميه وحولنا ظواهر عديدة تستنزف دخل وميزانية وحلم الاسرة المصرية ولا يتم فيها شيئا … والمثال الذى اعرضه بالارقام هو ظاهرة الدروس الخصوصية فى المجتمع والذى وصل تعداده الى ما يقرب من 75 مليون نسمه منهم سبعين مليون داخل الجمهورية يمثلون ما يقرب من اربعه عشر مليون اسرة وصل نسبه الاسر التى تعانى من مشكلة الدروس الخصوصية الى ستين بالمائة واذا قمنا بتحليل مقارن لانفاق الاسرة المصرية اليوم وما كانت عليه سنكتشف بوضوح اين نزيفها الحاد فى علاج وغلاء اسعار ودروس خصوصية وموبيل وغيرها . هناك 5.8 مليون اسرة فى مصر تعانى من الدروس الخصوصية ، 15% من الاسر المصرية تعانى من الدروس الخصوصية (حوالى مليون اسرة) تنفق على كل ابن اقل من خمسين جنيها ، 48% من هذه الاسر (حوالى 4 مليون اسرة) تنفق لكل ابن واحد من خمسون الى مائة وخمسون جنيه شهريا ، 21% من الاسرة (حوالى 7.1 مليون اسرة ) تنفق من 150 الى 250 جنيه شهريا ، 7% من الاسر تنفق من 250 الى 500 جنيه ، 2% تنفق اكثر من 500 جنيه شهريا ، 7% غير معروف حجم ما ينفقوه شهريا . وبحسبه بسيطه نجد أن المجتمع المصرى يصرف لكل طفل فى سن التعليم يأخذ درس خصوصى ما يقرب من 1200 مليون جنيها شهريا ولكل طفلين فى سن التعليم 2400 مليون جنيها شهريا فاذا افترضنا وجود ما يقرب من طفلين فى سن التعليم فان ما يصرفه المجتمع شهريا على الدروس الخصوصيه لا يقل عن 2 مليار جنيه مصرى ، بمعنى 24 مليار جنيه سنويا … ترى هل من الممكن التصدى لهذه المشكلة دون سياسة دفن رأس النعامة وتأجيل المشاكل المستعصيه لاجيال جديدة ويكفى اننا ورثنا هذه المشكلة من اجيال سابقة وأدى ذلك الى تفاقم المشكلة … نريد وسنفخر بحكومة تطبق ما اثراه المجتمع من دراسات وتوصيات لحل مشكلة الدروس الخصوصية والتى تؤرق كل بيت مصرى … والتى تؤرق كل اب وأم وابن وابنه … والتى تساهم فى انهيار اعمدة القيم مبكرا لدى الاجيال . وترى مبكرا عدم وجود تقدير للمعلم واضطراره للجوء الى مصدر دخل اضافى عن طريق الدروس الخصوصية فى معظم الاحيان يدفع بالابناء والاسرة للرضوخ اليها لانهيار التعليم الموضوعى داخل الفصل والمدرسة … فهل الحل فقط هو اصدار الكادر الخاص للمعلم ؟ … أم اننا سنتبع ذلك باصدار كادر خاص للاسرة المصرية ؟ … وللحديث بقية .