جريدة الأخبار – الأربعاء 25 مارس  2001
المعلومات والاعلام

المعلومات والإعلام وجهان لعملة واحدة قيمتها فى تكاملها وتزامنها ولا قيمة لأى منهما إذا غاب أحدهما عن الآخر ... بل إن قيمتهما الحقيقية هى فيما يتحقق من تنمية للأمم، وتقدم لصناعاتها، ورخاء وديمقراطية لمواطنيها.

يجب أن نسجل – بكل فخر – الانجاز الكبير والتقدم الموضوعى الذى حدث فى الإعلام المصرى والذى يؤهل مصر لقفزات للأسراع بالدخول لعصر المعلومات. لقد تحققت انجازات وطفرات عصرية بكل أجهزة الإعلام نحو عصر المعلومات فى الصحافة، فى الإذاعة والتليفزيون، وفى إنتاج وإطلاق القمر الصناعى المصرى "الأول والثانى" وفى جهاز الاستعلامات القومى، وفى قاعدة الإنتاج الإعلامى.

لنا أن نفخر بأن لدينا بنية إعلامية من مفكرين وأقلام. من رواد وشباب، من منابر مختلفة، من عراقة وأصالة، من تجديد ومعاصرة، من جذور وتقدم، من تقنية وفنيين ومن تحديث وتطوير .. يصعب أن يكون لها نظير فى العالم النامى والصاعد وقد حدث ويحدث هذا بفكر وعرق وجهد وقيادة يجب تسجيلها.

ويتجه العالم – ومصر أيضاً – حالياً إلى التزاوج بين المعلومات والإعلام سواء على : (1) المستوى التقنى: حيث يرى البعض أنه بدخول الإنترنت يمكن أن يكون هناك جهاز واحد بالمنزل والمكتب للتليفزيون والمعلومات. (2) على المستوى الموضوعى: حيث تتقدم كل وسائل الإعلام التقليدية وتتكامل وتتزاوج مع مصادر المعلومات.

التزاوج والتكامل بين المعلومات والإعلام هو حتمى للإسراع لبناء عصر المعلومات وإذا كانت المعلومات هى أساس للتنمية فإن الإعلام هو وسيلة أساسية لتحقيق هذه التنمية ... التحديات التى تواجهنا الأن فى مصر ليست كبيرة فى هذا المجال فقد تحقق والحمد لله الكثير من الإنجازات فى بنية المعلومات والإعلام، فى الثمانينيات والتسعينيات ومصر الأن جاهزة لإنطلاقة كبيرة نحو عصر المعلومات.

وفى هذا الإطار نريد مزيداً من التزاوج بين مراكز المعلومات التى بنيت وأجهزة الإعلام المختلفة بحيث تعمل على نشر مزيد من المعلومات على المجتمع والمواطنين فى كل مركز "وعددهم 1500 مركز" ووحدة لنشر المعلومات نريدها مصدراً أساسياً لأجهزة الإعلام تنشر صورة الواقع "وصف مصر بالمعلومات" وتحلل وتقيم وتوجه السياسات والبرامج والمشروعات القومية وبرامج التنمية المحلية بكل محافظة وكل مدينة.

المعلومات والإعلام أساس لتخفيف المعاناة عن الجماهير وتحديد أين يذهب المواطن من أجل خدمة أسرع وأفضل وبتكلفة أقل "ودون وساطة" وبعدالة ودون محسوبية.

المعلومات والإعلام أساس لتحقيق المشاركة الشعبية من خلال متابعة ما تعلنه الحكومة من برامج ومشروعات وما يقوم به قطاع الأعمال من تنفيذ المشروعات وبناء المؤسسات تضيف صناعة وخدمات وفرص عمل تجذب من يعمل ويبنى ويتميز.

بدون المعلومات ... مراكز المعلومات جزر تنتج بيانات ومعلومات لمستخدم ومستهلك غير موجود ... بل إن اتخاذ القرار يعود إلى أساليبه البدائية فى غياب نظم دعم اتخاذ القرار ويكون الراى الشخصى هو الحاكم وتصبح البدائل الاقتصادية والاجتماعية وتقييمها أوراقاً بحثية أو علمية لا ترى الواقع ولا ترتبط به ... بالمعلومات ودعم القرار يعمل المجتمع كفريق يجمع متخذ القرار – قيادات العمل فى المجتمع مع المواطن ويتفاعل نحو الأفضل، وفى غياب المعلومات المعروفة للمجتمع يعمل المجتمع بفردية ... وتتلاشى قوى الدفع نحو التنمية المتواصلة.

المعلومات والإعلام أساس للعمل فى النور .. وغياب تكاملهم – كلياً أو جزئياً – يعمل المجتمع فى ظلام جزئى ويتخبط فى التوجه نحو عصر المعلومات. نريد برنامجاً قومياً لنشر المزيد من المعلومات على المجتمع. نريد تفعيلاً لكل مراكز المعلومات التى بنيت على أرض مصر وأن يقاس عائدها مما يستفيد منها المجتمع "حكومة – قطاع خاص – مواطن".. لدينا كل المقومات فلنعمل على مزيد من التزاوج بين الإعلام والمعلومات … وللحديث بقية .


  515
ارسل بالبريد الالكتروني
طباعة
المقالات من الأحدث إلى الأقدم المقالات من الأقدم إلى الأحدث
جريدة الأخبار – الأربعاء 11 مارس  2001
دخول المصريين لعصر المعلومات (4)
الدخول لعصر المعلومات بدايته مواطن يمكنه الدخول على جهاز سواء يملكه أم هو متاح فى مكان عام مثل مكتبة القرية أو مراكز القرن الحادى ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 18 مارس  2001
دخول المصريين لعصر المعلومات
سألنى مقدم شاب فى برنامج تليفزيونى بأنه قد كثرت الأحاديث عن عصر المعلومات وبرامج ومشروعات المعلومات فى الفترة الأخيرة وما رأيى فيم ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 25 مارس  2001
المعلومات والاعلام
المعلومات والإعلام وجهان لعملة واحدة قيمتها فى تكاملها وتزامنها ولا قيمة لأى منهما إذا غاب أحدهما عن الآخر ... بل إن قيمتهما الحقي ...
 صفحة:  1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 التالية>>
بحث جميع المقالات
2015
2014
2013
2012
2011
2010
2009
2008
2007
2006
2005
2004
2003
2002
2001
 
الموقع الرسمي للدكتور هشام الشريف
جميع الحقوق محفوظة ©