جريدة الأخبار – الأربعاء 1 سبتمبر  2010
مدينة أجمل ... وحياة أفضل (7)

مفتاح تقدم مصر هو أولا : في تحديد معدل نمو السكان المقبول والممكن تحقيقه في الأربعين عاما المقبلة وهو ثانيا : في تحديد أين وكيف ستعيش الزيادة في السكان حتى عام 2050 وبعدها ... دقة الهدف تحتاج قرار وفكر ... وكمجتمع يجب علينا أن نأخذ القرار ولدينا أصحاب الفكر والعلم والرؤية والخبرة القادرين على تحديد الشكل الأمثل لما يجب أن تكون عليه مصر عام 2050 ... مصر حاليا – وللأسف – تزيد بمعدل نمو للسكان يزيد عن 2% وبالتحديد هو 04ر2% وهي تعني أن الزيادة في السكان هذا العام تفوق 6ر1 مليون نسمة وستصل بمصر في حالة الثبوت عليها إلي 176 مليون نسمة ... أي أننا سنحتاج لمدن وقري أضافية تستوعب مائة مليون نسمة !!! ... وهذا سيناريو يقترب إلي الانتحار الاقتصادي والاجتماعي ... والاختيار الآخر أن نختار معدل نمو ينخفض تدريجيا إلي 93ر1% ثم 88ر1% ثم 66ر1% وسيصل بنا إلي ما يقرب 157 مليون نسمة (بزيادة قدرها 80 مليون نسمة) أو أن ننخفض في معدل نمو السكان إلى 82ر1% ثم إلي 64ر1% حتى نصل إلي 26ر1% وسيصل بنا هذا الطريق إلي 139 مليون نسمة (أو ما يقرب من 140 مليون نسمة) بزيادة حوالي 60 مليون نسمة ! ... والقرار هنا إلي حكومة مصر والمجتمع المصري ... وأعتقد أنها قضية القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية ... يجب أن تكون قضية كل مواطن وكل عائلة ، كل وزارة وكل مؤسسة بل يجب أن تكون قضية الأحزاب كلها ... قضية حاضر وقضية مستقبل ... وتوضح دراسة قيمة لوزارة التخطيط أعدت من عام (مايو 2009) حول محاور التنمية أن بعض المدن والمحافظات ستضاعف فيها عدد السكان ثلاثة أضعاف وأخري خمسة أضعاف ما هو عليه ... فهل أعددنا دور المخططات الاقتصادية والعمرانية لهذه المدن والمحافظات والمدن ... أما الاختيار الثانى بعد معدل نمو السكان المستهدف فهو "استخدام أرض مصر" ... وهو يعني توزيع السكان ونشاطهم أي كيف سنستخدم كتلة الأرض لحياة أفضل لسكان مصر ... مع الأخذ في الاعتبار أن 80 مليون يستخدمون 6% فقط من أرض مصر حاليا ... وبلغة "الفنان" كيف سنشكل الأرض لنصنع منها لوحة ورمز ونسق حضاري يمكن للمصريين أن يعيشوا فيه ومعه بل يكون أساس للحياة الأفضل والمعيشة الأجمل ... وبلغة "الاقتصادي " ما هو أفضل معدل للتنمية وبلغة "الاجتماعي" ما هي أفضل حياة للمجتمع ... كيف سيتم هذا كله فى التخطيط العمراني والنسق الحضاري ، وفي النشاط الاقتصادي والخدمات الاجتماعية ، في شبكة النقل ووسائل الانتقال وفي التعليم والصحة ، في الزراعة والصناعة ... وفي البيئة والثقافة ... هل يمكن لمصر المستقبل أن تكون متحفا مفتوحا وواديا للحضارة وواديا للمعرفة ومدن صناعية وخدمية . الأفكار المطروحة لأستيعاب الحد الأدني للسكان (140 مليون نسمة) في عام 2050 هي (1) أن يتم استيعاب 10 مليون نسمة في الساحل الشمالي (مطروح) ، (2) أن يتم استيعاب 10 مليون نسمة في سيناء ، (3) أن يتم استيعاب 25 مليون نسمة حول ممر التنمية والتطهير الصحراوى (شمال نهر النيل وصعيد مصر) ، (4) أن يتم استيعاب 5 مليون نسمة في الصحراء الغربية والبحر الأحمر ، (5) وأن يتم استيعاب من 90 إلي 95 مليون نسمة في الدلتا والصعيد (الحالي) ... فهل هذا مقبول أم أن هناك بدائل – عملية – أخرى ... مثلا ما هي القـدرة الاستيعابية لمشروع تنمية جنوب الصعيد (سوهاج – البحر الاحمر) ؟ وتوشكى والعوينات ؟ وسيناء ؟ ومطروح ؟ ... وما الذي يمكن عمله للحد من الزيادة الطبيعية في سكان الوادى الحالي (في الدلتا والصعيد) حيث انها مثلت 95% من استيعاب الزيادة في العشر سنوات الماضية ... وهل يمكن تخفيضها وخلخلتها من السكان ؟ أم أن ذلك نظريا ؟ ... أري بشائر رؤية لمصر يقودها "المجلس الأعلي للتخطيط والتنمية العمرانية لعام 2050" ... يمكن أن تغير مستقبل مصر لمدن وقري أجمل ... وحياة أفضل ... وللحديث بقية .


  584
ارسل بالبريد الالكتروني
طباعة
المقالات من الأحدث إلى الأقدم المقالات من الأقدم إلى الأحدث
جريدة الأخبار – الأربعاء 15 سبتمبر  2010
مدينة أجمل ... وحياة أفضل (9)
مصر 2050 ستكون ضعف ما نحن عليه الآن في حالة نجاحنا الكامل في مواجهة الزيادة في معدل نمو السكان ... ستتراوح حجم الزيادة - في حالة ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 8 سبتمبر  2010
مدينة أجمل ... وحياة أفضل (8)
رأس البر ... مكان واسم يرتبط بالسعادة والبهجة والأيام الجميلة لأجيال – أنا منهم – ولذكريات للزمن الجميل عشناها وعاشها مجتمع بالكام ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 1 سبتمبر  2010
مدينة أجمل ... وحياة أفضل (7)
مفتاح تقدم مصر هو أولا : في تحديد معدل نمو السكان المقبول والممكن تحقيقه في الأربعين عاما المقبلة وهو ثانيا : في تحديد أين وكيف ست ...
 صفحة:  1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 التالية>>
بحث جميع المقالات
2015
2014
2013
2012
2011
2010
2009
2008
2007
2006
2005
2004
2003
2002
2001
 
الموقع الرسمي للدكتور هشام الشريف
جميع الحقوق محفوظة ©