جريدة الأخبار – الأربعاء 29 يوليو  2009
محاور التنمية 2050 (1)

يناقش المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية برئاسة السيد رئيس مجلس الوزراء وعضوية نخبة من وزراء مصر وعدد من الأعضاء ممثلين للمجتمع المصرى اليوم الأربعاء بمقر مجلس الوزراء بالإسكندرية ضمن موضوعاته مقترح المخطط الاستراتيجى للصحراء الغربية فى إطار مفهوم محاور التنمية وهو أحد الأطر التى طلب المجلس بدراستها فى إطار استراتيجية التنمية الشاملة لمصر حتى عام 2050 والتى تنشد عدم التقيد بالعنصر المكانى والجغرافى التقليدى للتنمية والذى جعلها تنحصر عبر قرنين من الزمان على الاقل فى وادى النيل والدلتا وكان من أهم تداعياته أولا : التكدس ، وثانيا : تحول النمط الريفى الى نمط حضرى وظهور اشباه المدن وتضم 60% من السكان ، وثالثا : العشوائية ، ورابعا : سوء الخدمات ... الخ ولعل أهم ما فى التوجه الجديد والذى استشعر جديته واتطلع لنتائجه هو تجاوز قيد المكان وقيد الزمان حيث أن المفهوم الرئيسى للإستراتيجية الشاملة للتنمية لمصر لعام 2050 هو فى أحداث قفزة تنموية حقيقية تمد آفاقها الى 20 و 30 و 40 عاما قادمة ... ويشمل ذلك وضع وتحديد رؤية مستقبلية لمصر حتى عام 2030 وتخطيط محاور النقل وتحديثها حتى عام 2050 ووضع مخطط ستراتيجى لتوليد الطاقة الكهربية حتى عام 2027 ووضع مخططات للتنمية العمرانية حتى عام 2030 . والغرض من هذا المقال – والمقالات التى تليه – هو دعوة للمشاركة بين مواطن يسعى للخير لابناؤه وعائلته وبين حكومة تتبنى عملا جادا علميا وعمليا ... وقد اشرت سابقا على أعجابى بالمجلس والمناقشات والموضوعات التى يتبناها واتفائل بنتائجه ... ويطرح اليوم ايضا ضمن وثائقه المخطط الاستراتيجى للصحراء الغربية فى إطار مفهوم محاور التنمية ... وفكرة مشروع ممر التنمية تعود الى الدكتور العزيز/ فاروق الباز والتى تقترح محور طولى عملاق عبارة عن طريق واسع يصل العلمين شمالا حتى وادى حلفا جنوبا ويمر بمناطق واعدة للتنمية وقد تبنته الحكومة وكلفت وزارة التنمية الاقتصادية بدراسة المقترح وها نحن نرى عملا للمناقشة تحيه فيه لعالم مصرى وتحيه لعلم يناقش وينتفع به وتفاعلا لحكومة مع مقترح لمواطن مصرى تقدره وتشاركه ويشاركها فى فكرة ونشاركهم فى حاضر ومستقبل ... وتستهدف الفكرة اختيار للمحور الطولى عن بعد ملائم لخلخلة الكتلة السكانية فى الوادى من جهة ولفتح آفاق رحبة للتنمية وخلق فرص عمل فى الصحراء الغربية ... وفكرة المحور الطولى العملاق تتكامل مع محاور عرضيه لنقل السكان والمواد والمنتجات من شرق النيل الى غربه ومن غربه الى اقصى الجنوب ... والاطار المعدل والتى قادت صياغته وزارة التنمية الاقتصادية هو فى توظيف للفكره باسلوب متكامل مع ما حدث وما يحدث على أرض الواقع بل هو تحويل فكرة الى سيناريو أو احدى سيناريوهات المستقبل ... والقراءة الأولية للوثيقة تشير الى أن لدينا مواقع زراعية وصناعية وسياحية وعمرانية وتعدينية جاهزة للاستغلال ... وكان ينقصها الطرق والمواصلات ... والتساؤل هو كيف سنقتحم تنمية محور التنمية وما هو موقعه فى إطار الرؤية الأكبر للوطن لعام 2050 ؟ ... فما هى الرؤية المتكاملة لمصر وما هى رؤية المحاور المختلفة ... نقطة البداية تحديدا هو سكان مصر والتى زادت من 15 مليون عام 1930 الى 26 مليون عام 1960 الى 64 مليون عام 2000 الى 78 مليون عام 2008 ... حجم سكان مصر سيصبح مائة مليـون فى افضل السيناريــوهات عام 2028 و 125 مليون عام 2050 وفى اسوأ سيناريو سيصبح 110 مليون عام 2028 و 177 مليون عام 2050 ... أين سيعيش هؤلاء وماذا سيأكل الفرد وأين سيعمل وماذا سيعمل ؟ ... استراتيجية التنمية 2050 هى جهد جاد يتطلب مجتمع بأكمله للتفكير فى كيف سنصبح دولة متقدمة مع عام 2030 وعام 2050 ... وللحديث بقية Alakhbar@hisham-elsherif.com