جريدة الأخبار – الأربعاء 16 أغسطس  2006
تساؤلات تكنولوجية (2) القدرة والارادة

هل لدينا القدرة على النماء والتقدم بمعدلات اسرع ، وبعدالة اكثر ، وبديموقراطية اعمق ، وبرؤيه أدق ؟ الاجابة التى يؤمن بها الكثيرون هى نعم . عرضت الاسبوع الماضى عدد من التساؤلات عن التنمية التكنولوجية فى كافة قطاعات المجتمع المصرى ، واضافة الى ما طرحته اتسائل اليوم عن " القدرة والارادة " التكنولوجية الوطنية وهى جزء لا يتجزأ من " القدرة والارادة " الوطنية . فاذا كانت التنمية التكنولوجية تسعى الى خلق قيمة مضافه اكبر لدخل ونتاج المجتمع فاننا يجب ان نقف بكل انصاف امام ما تحقق من هذا فى نصف قرن … نتعلم من الايجابيات ونعى دروس السلبيات ولكل منهم رصيد يعرفه معظمنا . ولدينا على ارض مصر امثله للتقدم التكنولوجى وعبر رحلة الزمن فى بناء السد العالى وفى تشييد بنيه صناعية كانت متميزة فى الستينات (معظمها كانت قطاع عام بعد التأميم) وتكاملت لفترة مع صناعة مصرية تعود جذورها فى اوائل القرن الى رواد مثل طلعت حرب باشا وعبود باشا وغيرهم … ثم انهارت البنيه الصناعية العامة مبكرا ايذانا بانهيار النظرية الاشتراكية فى التنمية ونتيجة للتدخل الحكومى والعام فى ادارة المؤسسات الصناعية ثم تلى ذلك فى فترة السادات انفتاحا ، وفى فترة مبارك بناء واعادة بناء لبنيه صناعية عصرية يقودها القطاع الخاص ، امثلتها واضحه ودقيقة فى العاشر من رمضان والسادس من اكتوبر وبرج العرب واسيوط وغيرها … ويضاف لهم الان الف مصنع فى اعادة بعث ونشاط وبنيه (وصحوه) لصناعة وصناع مصر . نرى ايضا عمق فى بناء بنيه الكهرباء الوطنية المصرية بعقول وسواعد مصرية فى معظمها وفى قطاع الاتصالات حيث يلمس المواطن المصرى تطور وسائل الاتصالات فى يدة (رغم ما يعانى منه المواطن من عبء اضافى لتكاليف فواتير الموبايل والاتصالات ونسبتها من دخله ومن ميزانية الاسرة) . حدثت ايضا نهضه غير مسبوقه فى المعلومات فى مصر فى الثمانينات والتسعينات وبنت لاول مرة بنيه معلومات غير مسبوقه ، حدثت ايضا نهضة نوعية فى البناء التقنى لقواتنا المسلحة ولدرع الدفاع الوطنى واتوقف بكل اجلال – وتحيز – لفكرة وتجربة البناء المؤسسى للكلية الفنية العسكرية فى الستينات والسبعينات لبناء علماء وصناع للتكنولوجيا لمصر وللقوات المسلحة المصرية ولتعميق البعد العلمى والتقنى فى كافة الكليات والمعاهد العسكرية ، اتوقف ايضا عند المؤسسة التعليمية فى مصر وعلى الرغم من النقد اللاذع والمتواصل لسلبياتها إلا أن هناك بعض الجنود والرموز المجهولة من الاساتذة لهم الفضل فى اخراج جزء متعلم والبعض يتفوق (نأمل أن يتضاعف عددهم) .

لقد عشت مبادرات وطموحات منها بناء "مصنع كل يوم " وتصنيع من " الابره الى الصاروخ " وبناء السد العالى وتصنيع طائرة مصرية (مع الهند) وعبور القناة فى حرب 1973 (بتقنيه مستحدثه مصرية الابتكار) وتصنيع سيارة مصرية وتصنيع حاسب مصرى وبناء دبابة مصرية ومدفع مصرى الى الهيئة العربية للتصنيع . الى بناء بنيه المعلومات ومراكز المعلومات ودعم القرار … الى بناء الف مصنع .

والسؤال هو هل لدينا القدرة اجابتى نعم وهى ليست اجابة عاطفية بل هى اجابة علمية وعملية من نتاج معايشه وممارسة ومشاركة فى عديد من المجالات … وقد تشاركوننى الرأى فى ان العامل الاساسى لتحقيق النجاح هو الارادة … فالقدرة والارادة هما وجهين لعملة واحدة اذا اردنا التنمية التكنولوجية الحقيقية والتى تنقلنا مثل ما تقدم من الامم فى الولايات المتحدة واوروبا أو الهند وماليزيا والصين فأن لدينا القدرة ولكن علينا بالرؤيه الواضحه وبالخطط المحكمه وبالعمل الجاد … نعم لدينا القدرة واعلم ان لدينا الارادة وبقى أن نترجم ذلك الى نهضه نوعية تساهم فى مضاعفه الدخل القومى ودخل المواطن المصرى مرة كل 5 اعوام وان نقضى على الفقر فى خلال 10 اعوام … فهذه هى التنمية التكنولوجية التى ينشدها نماء ورخاء لكل المصريين . وحماية الوطن ، والدفاع عن السلام وطنيا واقليميا . وبالعلم والتقنية نحمى الوطن ، وبالقدرة والارادة نحقق التنمية … وللحديث بقية