جريدة الأخبار – الأربعاء 6 يوليو
2005 الوطن والتغيير والعصر الجديد
الحياة تغيير ، والتغيير فكر واطار وسياسات واستراتيجيات واهداف وموارد وقواعد واشخاص واصول . حديث المدينة وضفاف النيل مصر هو عن التغيير وما يحدث وما سيحدث وفى عصر المعلومات والمعرفة – اكثر من غيره – يؤثر التغيير ايجابا وسلبا على المجتمع أو على فئات منه . ونحن نعيش الان فترة نقلات نوعية تحدث وستحدث . وأري مصر من خلال موجات التغيير مجتمعا اكثر حرية واكثر ديموقراطية واكثر ممارسة واعمق فكرا ورشدا وحوارا ونماء وتقدما بل واستقرارا . ابناؤنا سيرون مصر التى كنا نحلم بها جميعا ، وناضل لتحريرها اجدادنا ، وللدفاع عنها اباؤنا ولتحرير تراب ارضها قادتنا والبعض من جيلنا ، ولبنائها واعاد بنائها اجيال متعاقبة فى الخمسين عاما الماضية من بناء سد عال والاف المصانع الى اعادة بناء مدن القناة وسيناء وازالة اثار العدوان الى الانفتاح الى بناء مدن صناعية وصناعة نفخر بها وقطاع اعمال صاعد يتكامل مع قطاع عام جار تحريره وخصخصته الى تغيير كامل للفكر والسياسات والاستراتيجيات من اقتصاد اشتراكى موجه الى اقتصاد حر … صاحب ذلك بالطبع تغيير فى جميع مجالات الحياة من بنية اساسية الى بنية عمرانية تلبى الحاجة من التضخم السكانى واحتياجهم ايضا للغذاء والمسكن والخدمات مثل التعليم والصحة … بل احتياجهم المستمر لفرصة عمل جديدة منتجه لكل من يولد على ارض مصر … عاش المجتمع وسيعيش ينشد حلما بالتقدم والنماء والرخاء يصارع تحقيق التوازن بين الطموحات الكبيرة وما اكثرها ، والموارد المحدودة وقلتها ، وكيفية تحويل الاستخدام الرشيد لهذه الموارد لخق فرص عمل وتحقيق النماء .
كانت تتم التحولات فى الماضى دون مشاركة من الشعب ، ثم تحول – مع زيادة مساحات الحرية – والانتشار الاعلامى من تليفزيون وصحافة وغيرها ، باقطابه وشبابه الى المساهمة فى تحقيق تغيرات جذرية ، بينما قد تراها مجتمعات اخرى انها طبيعية . والفرق بيننا وبين هذه المجتمعات الاكثر تقدما هو ان القواعد محددة ومعروفة بينما نحن نسن القاعدة دون قاعدة . فمثلا التغييرات الصحفية الجديدة كانت متوقعة لكل من يرى ويحلل ما يحدث وما سيحدث اخيرا ، ولكن ما حدث من ضجيج وانفعالات عن التغيير لفترة يراها البعض طويلة ويراها البعض الاخر مطلوبة للاستقرار اللازم لتحقيق التنمية ، والنقلة مما كنا فيه ايدلوجية وممارسة الى ما نحن فيه الان ، الى ما سيكون افضل باذن الله . واعتقد اننا كنا نستطيع التغلب على هذا الضجيج المجتمعى الذى صاحبها بتحديد للفترة الزمنية لكل تغيير ولكل منصب والقواعد وأسس التغيير أو التجديد . واعنى بهذا سواء قيادة اعلامية أم قيادة حكومية ، ومع التسليم بل والايمان باهمية التغيير فىكل موقع فإنى اؤمن بشدة ان هذا التغيير يجب ان يصاحبه التقدير ، وفى اطار منظومة الاخلاق … ولكل انسان ايجابياته ولكل انسان ايضا اخطاؤه ومن انبل ما حدث فى عصر الرئيس حسنى مبارك انه اعاد احترام وتقدير السلف من رؤساء الجمهوريات وتحديدا الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الراحل انور السادات والرئيس الراحل محمد نجيب بكل الاحترام والتقديــر لقــادة مصر وملوكهــا من محمــد على الى فاروق الاول . وقـــد عشــت فتــرة مــن حياتــى – وتألمت – ارى فيها اللاحق يكيد للسابق بل ويشطب تاريخه … الاصول تعنى احترام الابن للاب والاب للجد ، نعم للابن كل الحق فى ان يختلف فى الفكر وفى الرؤيه ولكنه عليه التعبير وفق اداب الحديث والكلمة … فتحيه لكل قلم سطر لنماء وتقدم وحرية مصر من قادة الصحافة لجيل سبق وتهنئه لجيل جديد بفكر جديد وبعقد جديد لاقلام ستسطر لمصر الحرية والتنمية والرخاء والتقدم والديموقراطية والعدل والعدالة والاصول وفق الاخلاق المصرية النبيلة والعريقة … التغيير يتطلب الاستفادة من تراكم عقول الفكر والخبرة والتجارب الانسانية والعملية … التغيير والتجارب الانسانية والعملية … التغيير اخلاق وانما الامم الاخلاق ما بقيت … فإن همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا … وللحديث بقية