جريدة الأخبار – الأربعاء 28 سبتمبر  2005
التنمية والانقسام الرقمى والمعرفة

نعيش عالم ثورات وتغييرات تبدل ما كنا فيه وتصبح كل يوم على جديد فى عالم تتسابق وتتسارع فيه الاحداث السياسية والاقتصادية بل والاجتماعية والبيئية ايضا .

واصبح دعاة التغيير والتطوير والاسراع بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية – وأنا واحد منهم – مشغولين بأهمية ، (1) اختيار السرعة المثلى ، (2) وانتقاء الظروف والعناصر المتكاملة للتغيير، (3) واهمية التواصل بما يسمى التنمية المستدامة ، (4) ومواجهه تحديات الانشطار والانقسام . وكل تغيير أو حدث كبير يحدث توابع وانشطارات وانقسامات كبيرة فمثلا احداث الحادى عشر من سبتمبر وما احدثته للعالم ولمجتمعاتنا من انقسامات وتغييرات واحداث العراق وما نتج عنها ، واحداث الاعاصير المدمرة كاترينا وريتا وتغيير البيئة وما ينتج عنها من كوارث مازالت اقوى دول العالم قوة وثراء تجاهد لتخفيف اثاره ، بالمثل يعيش العالم ثورة المعرفة والاختلافات جوهرية فان ثورة المعرفة تعنى فى معظمها ايجابيات بينما تلك الاحداث السابق الاشارة لها تعنى فى معظمها كوارث وازمات … وما تحدثه الثورات والازمات والتقديرات بما فيها ثورة المعلومات وثورة المعرفة هو ضغط تختلف شدته واثاره مع طبيعته وتوابعه ، ولعل ثورة المعلومات وما تلاها من ثورة للمعرفة جعلت من عالمنا عالما جديدا يتلاحق بموجات جديدة يومية نشاهدها ونتابعها تليفزيونيا بصورة يومية ، ونقرأ عنها ونمارسها بمعدلات زادت عما كان اجدادها يمارسون ويشاهدون التقدم . ومؤسسات القرن الحادى والعشرين فى ادواتها مختلفة فلم يكن هناك حاسبات آليه متشرة مثل ما نراه الان ولم تكن الاتصالات بالتقدم الذى نراه بل ولم يكن هناك موبايل وانترنت بل انه لم يكن هناك ترابط تزداد بين تقنيات الحاسبات والاتصالات مثلما يزداد يوميا … وستزداد معدلاته فى المستقبل . وساعد فى التغيير فى ربع القرن الاخير التطور الكبير فى التكنولوجيا والانتشار الكبير فى الابداع والتطوير والبحث والاختراع والاختصار الشديد فى مراحل الانتاج وميكنه وآليه معظمها واصبحت الجوانب غير المادية مثل توفر المعلومات واتخاذ القرار الافضل بأهمية الجوانب المادية مثل توفر التقنية وبيئة الاتصالات ، ايضا ساهم فى ثورة المعلومات والمعرفة التطور الكبير فى الانتاجية وتطور نوعية ومهارة قوة العمل فى عديد من الدول ، ووجود ونشر اطر العولمة بما فيها من مصالح وضغوط ومبادئ بل نماذج وايديولوجيات ساهمت المعلومات واستخداماتها فى أن يستطيع الفرد والمؤسسة والدولة أن تسرع بتقدمها وزيادة تنافسيتها وتراكم ثورتها بينما ظل الابطأ فى الحصول على المعلومات واستخدامها سواء كان فردا أو مؤسسة أو دولة يحبو أو يتقدم بنفس المعلومات المتواضعه . ونرى دولا تقفز للامام مثل الدول الغربية بديموقراطياتها وسوقها الحر ودولا اخرى مثل الصين تقفز ايضا رغم اختلاف اطارها السياسى ونموذجها الاقتصادى ودولا اخرى مثل ماليزيا ودول جنوب شرق اسيا بل وبعض من دول امريكا اللاتينية واصبح دون استثناء التعليم والتدريب هما أساس تزداد اهميته ليس كل يوم ولكن كل ساعة واصبحت تحديات مجتمع المعرفة تنصب حول ، (1) سرعة استيعاب المعرفة ، (2) والحصول عليها ، (3) والاضافه لها بالبحث والتطوير ، (4) تطويعها على القدرة لمجالات الحياة الصناعية والزراعية والخدمية والمؤسسية ، (5) رفع درجة الانتاجية المعرفية ابداعا وتوظيفا ، (6) حماية المعرفة والملكية الفكرية والابداع والتطوير ، (7) العدالة المعلوماتيه ، (8) العدالة المعرفية ، (9) الاصول المعرفية للمجتمع كأفراد " العلماء " وكوثائق "ابحاث وخبرات " وكمؤسسات رائدة " علمية أو عملية " ، (10) التجانس دون الانقسام بين من يعرف ومن لا يعرف ، ومن يعلم ومن لا يعلم، (11) تحويل المعرفة الى ثروة ، (12) تحويل الثروة الى تنمية متجانسة ومستديمة ومتكافئة أو انشطار أو تفرقة بين فئات المجتمع ، افرادا أو مؤسسات .