جريدة الأخبار – الأربعاء 21 سبتمبر  2005
جائزة العالم للانترنت للمزارعين

منحت جائزة المعلومات للتنمية هذا العام الى برنامج " شوبال " والتى قامت بها شركة أى تى سى الهندية المحدودة وقد تم اختيارها من بين 135 مرشحا على مستوى العالم فى مسابقة عالمية يقوم بتنسيقها بوابة التنميـــة التابع للبنك الدولى ، وتبلغ قيمة الجائزة مائة الف دولار . وبرنامج "شوبال" جعل ملايين المزارعين والفلاحين يحصلون على المعلومــات للزراعة ولتسويق منتجاتهم ، وقد نما البرنامــج من يونيو عـــام 2000 الى 5200 منفــذ للانترنــت Internet-Kiosks يخدمون 5.3 مليون مزارع فى 31 الف قرية وعند كل منفذ للانترنت يتعلم المزارع اصول وادوات وطلب الاسمدة والمستلزمات الزارعية الاخرى ، ويستطيع متابعة اسعار المنتجات على الانترنت . واضاف ذلك الى ما يقرب من 20% زيادة فى الدخل للمزارعين والفلاحين .

وشركة أى تى سى " الفائزة الاولى " هى شركة خاصة اسسها عدد من المساهمين ويرأسها ديفشوار وهو ايضا رئيس اتحاد الصناعات الهندية وقد قامت الشركة بتحليل وتوصيف مراحل عمليات التوريد والتوزيع للمنتجات الزراعية فى الهند وتحليل للمشاكل واسباب الفاقد وسوء الانتاجية نتيجة الوسطاء والمتحكمين سواء فى عناصر الشركة بفكرة الغاء الوسطاء واستخدام الانترنت للوصول الى المزارع ومشاركة المزارع فى نسبة الربحية الزيادة نتيجة تطبيق هذا البرنامج . وقامت الشركة باتاحه حسابات وتدريب ، وتوفير للانترنت والمعلومات الملائمة للفلاحين (خاصة صغار الفلاحين) وتسبب ذلك فى الحصول على اسعار افضل بالنسبه لمستلزمات الزراعة أو لبيع المنتج الزراعى ، وتأمل الشركة ان تصل الى مائة الف قرية هندية فى عام 2010 وخدمة عشرة ملايين مزارع وان يصل حجم العمليات التى تتم على برنامجهم الى 52.5مليون دولار ، وكانت النتيجة نجاحا مشتركا … الاول للمزارع ومكسب زائد 20% وايضا للشركة حيث زاد حجم سوقها من 8% الى 12% وقيمتها السوقية من بليون دولار الى 12 بليون دولار فى خلال عشر سنوات . وتتعاون الشركة فى كل قرية مع شريك لها (ممثل لها) ومع الفلاحين والمزارعين ومع الجمعيات الزراعية . ويتم تدريب الشريك فى كل قرية بحيث يصبح متمرسا فى استخدام الانترنت لخدمة المزارعين وتدريبهم والتغلب على الانقسام الرقمى وايضا للتغلب على الرهبة والخوف والقدرة من استخدام التقنية … فأصبح للشركة الواحدة الاف الشركاء فى الاف القرى … ووفر النظام للمزارع المعزول والمعلوب على امره المعلومات واهم من ذلك القدرة على الاختيار واتخاذ القرار المفيد له . وبالطبع الشركة تستفيد من هذا النموذج الاقتصادى " الجديد " حيث تشارك المزارع وكلاهما يربح بل ان المجتمع والاطفال والتلاميذ ابناء القرية يتدربون ويتعلمون ويشاركون فى مناخ عصر جديد … والزراعة فى الهند – كما الحال فى مصر – هى عصب الاقتصاد وهو يمثل 23% من اجمالى الدخل القومى ويعمل به 66% من قوة العمل . وكنتيجة للثورة الخضراء نمت الانتاجية الزراعية فى الهند بحيث وصلت الى الاكتفاء الذاتى ثم بعد ذلك الى تصدير الحبوب ومع ذلك لازال الفلاح الهندى فقيرا وفى كثير من الاحيان معدم فلم يصله عائد أو نتيجة للثورات المتعددة . ومازالت قضاياه فى ضعف وسوء الانتاجية وسوء النقل والاستغلال واستخدام الادوات التقليدية فى الزراعة … الخ .

وقمت مع عدد اربعة من المحكمين للجائزة بتتويج الفائز فى هذه المسابقة . وفى اثناء الاحتفال الكبير فى بكين عاصمة الصين – سرحت لبلدى واهل بلدى ، كم مشكلة نتصورها فى وقتنا الحالى يمكن ان نتوقعها لو ارادت شركة ان تقوم بهذا للمزارعين فى مصر .

اذكر عند بدء ادخال ونشر الانترنت وضعت مشروعا لخدمة 4400 قرية وحدث حماس كبير من البعض وحرب كبيرة من البعض الاخر حين بنيت اكبر بنية رقمية للانترنت كى تقوم بادخال الانترنت للقرى وتستخدم فى مواجهه وحل قضايا مصر الاقتصادية والتنموية وعصبها فى الريف المصرى وللمزارع ولم يدخل التطبيق المرتبط بقضايا التنمية … التحول الخطير الذى حدث فى مصر انه فى الثمانينات والتسعينات كنا نتصدى لقضايا التنمية ، اولا : ونستخدم التكنولوجيا لحلها . ثانيا : ولكن الان نوفر اولا التكنولوجيا ولا يوجد اارتباط بينها وبين قضايا التنمية . ما يحدث فى الهند والصين وماليزيا وغيرها من دول كانت بعدنا فى تطبيق المعلومات هو انهم تعلموا من نجاحاتنا فى الثمانينات والتسعينات … وتنبهت على حديث الرجل الاول فى الصين فى المعلومات وعدت سريعا مما نحن فيه الى قضايا التنمية فى الصين وكيف يستخدمون المعلومات لحل قضايا 450 مليون فلاح صينى مهمش … وللحديث بقية