جريدة الأخبار – الأربعاء 19 أكتوبر  2005
الانتخابات ... والقضايا ...والمعلومات

انتهت الانتخابات الالمانية بفوز بفارق ضئيل للاتحاد " الحزب " الديموقراطى المسيحى برئاسة السيدة انجيلا ميركيل على الحزب الاشتراكى "الاجتماعى" الديموقراطى برئاسة المستشار " الاسبق " جيرهارد شرويدر . وحسمت المفاوضات المضنيه بينهما هذا الاسبوع لتشكيل حكومة ائتلافية مشتركة بين الحزبين حيث خصصت المستشارية للحزب الديموقراطى المسيحى وكذا وزارات منها الاقتصــاد والاختراعات الدفاع والداخليـة والتعليم ، والعائلة والشباب والكبار ، والشباب والكبار ، والزراعة وشئون المستهلكين بينما خصص للحزب الاشتراكى " الاجتماعى " الديموقراطى وزارات هامة منها الخارجية والماية والعمل والعدل والبيئة والصحه والنقل والتنمية … وخرج المستشار شرويدر من المستشارية ومن الحزب بل من السياسة ، ولعل من المفيد المقارنة الموضوعية بين مواقف الحزبين والقضايا التى ينحازون لها وتشكيل برامج كل منهم ولعل فى ذلك بعض الدروس المستفادة لتطوير الممارسات الديموقراطية وتحويلها من التركيـز على الشخص فقط الى تبنى البرامج والقضايا والموضوعات . وفى المانيا يتفق كلا الحزبين على ما يلى من قضايا وموضوعات ، اولا : تخفيض العجز فى الموازنة الى اقل من 3% ، وثانيا : تخفيض وتبسيط نظام الضريبة على الدخل والتغلب على التهرب الضريبى واحتمال تخفيض الضرائب على الشركات والمؤسسات ، وثالثا : فى مجال السياسة الخارجية فكلا الحزبين يتفقان على تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة ويختلفان على انضمام تركيا للسوق الاوروبيه حيث يعارضها حزب ميركيل " الديموقراطى المسيحى " ، ورابعا : اعادة النظر فى العلاقات بين الحكومة الفيدرالية والحكومات ، وخامسا : بالنسبه للبحث العلمى يتفق الحزبان على رفع الانفاق عليه الى 3% من اجمالى الدخل القومى مع عام 2010 .

واذا اتفق الحزبان الاول والثانى على هذا فيعنى ذلك اتفاق غالبية الالمان على هذه القضايا. ويختلف الحزبان على ما يلى ، اولا : بالنسبه للضرائب يرى الاتحاد " الحزب " الديموقراطى المسيحى ضرورة تخفيض ضريبة الدخل بمقدار 3% للشرائح العليا من 42% الى 39% بينما يرى الحزب الاشتراكى " الاجتماعى " الديموقراطى ضرورة ايجاد قانون للضرائب جديد للاغنياء بزيادة لاتقل عن 3% ايضا . يأمل حزب ميركيل اقناع الحزب الاشتراكى بزيادة ضريبة المبيعات لتمويل الشركات التى يجب تخفيض العمالة بها من 16% الى 18% ويعارض ذلك الحزب الاشتراكى الديموقراطى ، وثانيا : يختلف الحزبان فى برامج تخفيض واصلاح تمويل الرعاية الصحيه ويتوقع المراقبون انه لن تنفذ أى من وجهات النظر ، ثالثا : بالنسبه للحزب الاشتراكى الديموقراطى يعارض وجهة نظر الحزب الديموقراطى المسيحى فى تقليل الحماية للعاملين والغاء الفيتو لاتحادات العمال بشأن التفاوض الجماعى … وقد اتفقا اخيرا بعدم الاقلال من حقوق العمال ، رابعا : بالنسبه للطاقة يأمل حزب ميركيل الغاء قرار الحزب الاشتراكى المسيحى وحزب الخضر المتحالفين بانتخابات عام2000 بشأن غلق محطات الطاقة النووية بعد فترة زمنية ملائمة بل والحفاظ عليهم مع تخفيض تمويل الطاقة المتجددة من الرياح . ولعلنا من الانصاف القول بأننا بدأنا فى مصر نرى انتخابات " بدلا من الاستفتاءات " وبرامج مثل ما عرضه بوضوح الحزب الوطنى نتمنى ان نرى برامج محددة من باقى الاحزاب تعكس رؤيتها كما نأمل ان نرى هذه البرامج تتطور باستمرار حسب متطلبات العصر واحتياجات المواطن المصرى … ونحن على مشارف انتخابات محلية لمجلس الشعب … ترى ما هى الدروس من التجربة الالمانية ؟… وللحديث بقية