|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
 قطاع اعمال للشباب (2) 
الشباب نقاء وعطاء وبراءة وإقدام ، وحماس وجرأة وتعلم ومخاطرة ، بل هو أيضاً تجريب وتعليم أوهام وأحلام ، وتحدي واقدام ، شباب عصر المعلومات وشباب عصر المعرفة مختلف عما سبقه فهو يفكر بسرعة أكبر ، ويقفز بطموحاته اسرع ولو تأملت بعض الشباب يستخدمون الحاسبات والانترنت ، لشعرت باختلاف جيل عمن سبقه . طموحات هذا الجيل – المشروعة – وصلت به إلى أنه يمكن تحقيق الإحلام – كل الأحلام – بالعلم والمعرفة وبالمعلومات والحاسبات بل أنه يمكن تجاوز حاجز الفقر أيضاً بالمعلومات والحاسبات وبالتعليم والتدريب ولقد أشرت في الأسبوع الماضي الى أهمية بناء قطاع أعمال بالشباب وللشباب ، وتحديداً أشرت الى أهمية توسيع قاعدة المشاركة في التنمية والبناء وفي التقدم والإنتاج من خلال مؤسسات قادرة وفاعلة ، منتجة ومتميزة ، تنافس وتقود ، وتفتح الآفاق أمام أجيال الشباب المتعاقبة لتحقيق آمالها وتقدمها . طرحت أيضاً أهمية الزيادة العددية والنوعية لهذه المؤسسات لتشمل قطاعات الانتاج والخدمات في محافظات مصر بحيث يتم انشاء شركات خاصة – بالطبع صغيرة في نشأتها – ولكنها كبيرة في أهدافها بالنسبة للشباب والوطن في نفس الوقت . ولقد اشرت الى الريادة العالمية الآن لتايلاند والهند وكوريا الجنوبية لقطاعات الأعمال الصغيرة وكيف تواجه بلد مثل اليابان تحديات كبيرة لتشجيع – شبابها والذي تمتع بالثروات فترة طويلة – وهو نسبياً فقد ريادته اذا ما قورن بشباب دول أخرى تجري أسرع وتنتج بمعدلات أكبر ... وفي هذا السباق العالمي تتنافس دول المقدمة على هدف رئيسي واحد هو .. (حياة أفضل لمواطنيها) .. والسؤال الحاكم كيف يستطيع شاب مصري تكوين شركة دون عشرات الموافقات والتي تتطلب مالاً ووقتاً كبيراً ويضيع على الشباب والوطن فرص لاستثمار ذلك الوقت والمال لانتاج وقيمة مضافة . وقد قامت اليابان بمشروع الين الياباني وذلك لضرب البيروقراطية في مقتل ، فهل يمكن للشباب المصري بأن ينشأ كيانات قانونية برسم شامل (جنيه واحد) يعني سبع اضعاف الين !! على الانترنت ويشمل ذلك جهات منها مصلحة الشركات والسجل التجاري والتأمينات ومصالح الإدارة المحلية والكهرباء وغيرها ... وقد وضع توظيف الانترنت لخدمة قطاع الأعمال والرقم القومي للمنشأت كهدف منذ عدة سنوات للمجتمع ككل ولكن لأسباب لا أعلمها لا يهتم بذلك أخيراً ... فهل ممكن اعطاء أولوية للشباب " للتنافس مع الزمن " ... مشاكلنا تتضخم والبطالة تزداد ويجب إزالة جميع القيود ... وفكرة التسجيل باستخدام الإنترنت ليست الحاكمة ولكن الأساس هو " التنافس مع الزمن ، من خلال ازالة ونسف البيروقراطية والوساطة والرشوة ، بل يجب رفع كل ومعظم الرسوم عن إنشاء الشركات والمؤسسات ... والأرقام تتحدث فلدينا مع مصر أكثر من 2.05 مليون منشأة مسجلة (حسب معلومات قاعدة بيانات السجل التجاري) منها 98% برأسمال أقل من 50 ألف جنيه على الأقل يعني حوالي 2 مليون منشأة سؤالي هل من الممكن إضافة مائة ألف منشأة لها (أي يكون معدل النمو لمنشآتنا 5% ) لو عمل خمسة بكل منشأة يعني هذا استيعاب نصف مليون شاب بسوق العمل ... ويتطلب ذلك خمسة مليارات جنيه ، فهل لدينا مدخرات ببنوك مصر ومؤسساتها المالية وصندوقها الاجتماعي يمكنها توفير آليات عملية – دون مخاطرات او مغامرات – للشباب بحيث نسرع بتوسيع قاعدة قطاعات الأعمال الصغيرة ... السؤال التالي هل ممكن مضاعفة عدد المنشآت المنتجة الى 200 ألف (أي يكون معدل النمو 10% سنوياً) في هذه الحالة يمكننا استيعاب مليون شاب سنوياً .. وبنفس المنطق نوفر الإمكانات (في هذه الحالة نحتاج على الأقل الى عشرة مليارات جنيه) .
|
|
|
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||
جميع الحقوق محفوظة ©