جريدة الأخبار – الأربعاء 21 ديسمبر  2003
تحديات مجتمع المعرفة … الاتصالات والخدمة الشاملة (1)

المعلومات هي تنمية ، والمعرفة هي تقدم واسراع بالتنمية في مجالاتها الاقتصادية والاجتماعية ، ولا يمكن تحقيق هذا التقدم دون : (1) البشر وهم ركيزة التقدم ، و(2) البنية الأساسية للاتصالات والمعلومات وهي ببساطة تليفون وحاسب وشبكة اتصالات وحزم برامج اساسية ، و(3) تطبيقات قطاعية في كل مجالات قطاعات الأعمال والحكومة بل والجمعيات الأهلية ، و(4) بيانات وأرشيف " المحتوى " وتعني قواعد للبيانات دقيقة ومنظمة ومحدثة ، و(5) نظم عمل للإدارة تربط الأهداف والمهام بالانشطة ، و(6) رؤية وقدرة وقيادة لتوجيه المجتمع من مكان الى مكان آخر أكثر تقدما .

وحديثي اليوم على الخدمة الشاملة وهو أحد تحديات مجتمع الاتصالات والمعلومات بل وتطورهم الطبيعي والتدريجي الى مجتمع المعرفة . والاتصالات تعني بربط المجتمع بعضه ببعض ، وتحديداً بتوفير إمكانية تحقيق اتصال بين شخصين ، وقد ثبت - ولا داعي ان نكرر إثبات هذا – أن الاتصالات هي تنمية ، فهي توفر الوقت والجهد والعناء وتزيد من انتاجية الفرد والشركة والمجتمع . ولو تخيلنا العالم أو الانسان دون وسيلة للاتصال فإننا سنرى بسرعة امكانية تضييع الوقت والجهد وضياع الفرص والتكلفة المباشرة وغير المباشرة بل وتكلفة الفرص الضائعة . وأهمية " الخدمة الشاملة " كمفهوم وسياسة واستراتيجية وتوجه وتطبيق أن المجتمعات تعلن عن المساواة في الحق في الاتصال بين مواطنيها وهو ليس فقط اساساً للعدالة الاجتماعية بل هو حق من حقوق الانسان خاصة في القرن الحادي والعشرين وقد أجمع العالم على أهمية الخدمة الشاملة فهناك اربعة بلايين نسمة على الأرض لا يملكون تليفوناً وأغلبهم لا يستطيع ولا يقدر على تحقيق اتصال تليفوني واحد كل يوم . وإذا اعتقدنا بأهمية القدرات البشرية والطاقات العقلية لهؤلاء بل والحقوق الإنسانية لهم والفرص الضائعة وتكلفتها نتيجة عدم قدرتهم لتحقيق هذه الاتصالات لرأينا أهمية الخدمة الشاملة . وإذا كانت تكلفة الخط التليفوني شاملاً ما يطلق عليه الاسلاك " النحاس " والشبكة الطرفية والتليفون تبدأ من 100 دولار على الأقل فإن كل مليون خط تتكلف على الأقل 100 مليون دولار ويتراوح اجمالي المطلوب للمحرومين في العالم من مائة بليون دولار بفرض خدمة أربعة أشخاص من كل خط ووجود أساس للشبكات في دول العالم المختلفة ، وتكلفة الخط تزداد إذا ما كان أساس الشبكة الرئيسية يتطلب هذا الى 200 دولار بل و300 دولار ، ويقدر البعض الأخر الاحتياجات الفعلية لبنية الاتصالات فقط للتغلب على الفجوة وتحقيق الخدمة الشاملة بأربعمائة بليون دولار . وتجد الحكومة لزاماً عليها القيام بتوصيل خدمات الاتصالات لمن لا يقدر بل الى المناطق النائية والمحرومة .وقد قامت مصر - والحمد لله - بإصدار قانون رقم 10 لسنة 2003 والخاص بتنظيم الاتصالات والذي تعرض الى مبدأ الخدمة الشاملة ويهدف إلى توفير الاتصال الي المجتمع ككل دون تفرقة فليس كل انسان قادرا علي استخدام الموبايل او ادخال خط بمنزله فيمكنه استخدام كابينة اتصال او كارت اتصال محدد القيمة بعشرة جنيهات أو عشرين جنيها .. بل أننا نرى مصر في طليعة نشر مراكز المعلومات في القرى ومراكز استخدام التكنولوجيا وهي تنمية متوازية تليفون لعصر الاتصالات ، وحاســب وانترنت في مدرسة " في أكثر من 20 ألف مدرسة " أو في مركز شباب . أو مركز لتكنولوجيا المعلومات أو مراكز القرن الحادي والعشرين أو مراكز المعلومات ودعم القرار بالقرى والمحافظات ومجتمعين هم روافد وانهار وقنوات لكل المصريين . بالطبع نعلم أن بعض هذه المراكز لا تعمل بالكفاءة المنشودة ولكن عدداً كبيراً من هذه المراكز كان ولازال بوابة للمجتمع وافراده وشبابه بل وغير القادرين فيه على الانفتاح والتواصل مع العالم ومع عصر المعلومات ... بل هو أساس لبناء بوابات عصر المعرفة الجديدة ... وللحديث بقية