جريدة الأخبار – الأربعاء 16 يونيو  2002
التدريب والانترنت

هل سنسيطر على الفجوة التى تزداد اتساعا بيننا وبين الدول المتقدمة ؟ هل سنلحق ..هل سنقفز مما نحن فيه إلى موقع أفضل نستطيع منه الإسراع بالتنمية الإقتصادية والصناعية ..حديثى اليوم يتواصل مع ما سبق فى الأسابيع الماضية حول إعداد الإنسان المصرى والعربى المنتج والمتعلم ,المثقف والمتفتح , القادر والرائد .. المنافس عالميا ..كدنا أن نصل إلى بداية إنطلاقية كبرى – نحن المصرين – فى منتصف التسعينيات .. ولازال يمكننا تعبئة مواردنا المحدودة بانطلاقات متواصلة .

فى تقرير عالمى حديث عرضه ممثلو البنك الدولى يشير إلى ان الواقع العربى يتأخرفى معدلات نموه نحو مجتمع المعلومات بصفة عامة ماعدا دولة الامارات .. إن إعداد الأمة لمجتمع المعلومات يتطلب تعبئة كل قدراتها وطاقتها ومواردها المتاحة وتعظيم العائد منها على كل المجتمع .. ويواجة تدريب المجتمع العربى والمصرى فى نظرى ثلاث تحديات رئيسية .

الأول: العدد (وهو من يجب تدريبهم وإعدادهم ) فهل هم ال 67 مليون مصرى .. أم هم فى مراحل التعليم وعددهم 18 مليوناً أم هم من قوة العمل وعددهم أيضا يقرب الى 18 ميلوناً.. وإذا كنا تحدثنا عن مراحل التعليم فسأركز هنا على من هم فى قوة العمل وبالمثل فى العالم العربى مايقرب من مائة مليون ثانياً: النوع ويشمل تحديداً دقيقاً بكل فئة مستهدفة من المتدربين وما الذى سيتم تدريبهم عليه وما أفضل الوسائل والطرق وأسرعها وأرخصها للتدريب عليها . ثالثاً: الزمن ( هل نستطيع أن نسرع بتحول قوة العمل الحالية إلى مجتمع المعلومات ) الاحيان ستتوقف على ما سنضعه من فكر وبرامج وتعبئة لقوى المجتمع للمشاركة فى هذا وعلينا أن يكون التدريب لكل قطاعات المجتمع وإعداده لعصر تنافسى شرس قادم هو إحدى أولوياتنا المهمة.

وبالطبع هناك تحديات أخرى تقليدية مثل توافر الموارد المالية , وتوافر المدربين , وتوافر وملائمة مراكز التدريب .. وبالاضافه الى توافر الفكر .. وإذا حاولنا أن نسرد هذه التحديات لأصبنا بالعجز الفورى لحجم التحدى وضيق الإمكانيات والموارد التقليدية ولضيق الوقت .

التدريب والانترنت هو عنوان ومفتاح للحلول الغير التقليدية حيث يمكننا الآن نقل ما نتعلم عليه وما نتدرب عليه الى المتدرب بدلاً من انتقال المتدرب الى مكان التدريب ولكننا لا نتخيل ماذا يحدث لو أردنا تدريب مليون أو عشرة مليون أو كل قوة العمل.. البعض يمكن يتصور أن هذا حلم .. ولكننى أعتقد أنها قضية حياة وتقدم , نحن فى تنافس وحرب مع الزمن , وعلينا أن نقهرها .. بدلاًمن أن نتحول الى تاريخ حضارة .

لدينا كل مقومات النجاح ... التدريب بالانترنت يوفر ما يمكن أن يحققة مركز تدريب أو برنامح تدريبى ومدرب ومنهج تدريبى وتعليمى وأسئلة وأجوبة ومقدرة على موائمة سرعة التدريب والتحصيل الى رغبة وقدرات المتدرب... التدريب بالانترنت لمثل القنوات التعليمية (على التلفزيون ) ولكن بذاكرة يمكن استرجاعها حين تشاء وفى أى وقت تشاء حسب رغبة المتدرب .

كنا ندعو بضرورة توافر البرامج التدربية وفرصة لمصر للدخول فيها ... حاليا هناك فايض عالمى فى هذه البرامج ولكن مازال هناك فرصة لصناعة التدريب بالانترنت فى مصر . الأن ينتشر فيها مراكز كثيرة للتدريب والتعليم المجتمعى ... مصر بها أيضا العديد من مراكز الحسابات بالمدارس والجماعات وكثيرًا منها غير مستغل الاستغلال الاقتصادى ... فلنفتح هذه المراكز للمجتمع ولتدريب قوه العمل ... أولاً نمحو امية الانترنت للمجتمع المصرى فى خلال 18 شهراً ثانياً (وعلى التوازى ) نبدأ فى التدريب القطاعى بإستخدام الانترنت والاعلام والجامعات والمدارس ومراكز التدريب لتدريب كل مهندس وكل محاسب وكل محامى وكل طبيب وكل فنى وكل مدير ... ولم يعد هناك وقت نحن فى سباق مع الزمن ... وتحية لكل من يساهم فى الإسراع بالتنمية .