جريدة الأخبار – الأربعاء 26 فبراير  2014
الارتباك القومي وأمة المظاليم

أم الدنيا تحولت لأمة المظاليم ... وأمة المظاليم تعيش هذه الأيام مسلسل للارتباك القومي ... الجانب المضئ فيه هو اختيار المهندس/إبراهيم محلب رئيسا للوزراء وهو رجل جاد مخلص لعمله ولوطنه وتلي ذلك ارتفاع مفاجئ في أسواق المال المصرية نتيجة شراء الأجانب والذي يعكس الثقة في السوق المصري ... حالة الارتباك القومي ساهم ويساهم فيها أسباب عديدة ، أولها : أن الشعب المصري بأكمله قد وصل إلي حالة من الإرهاق والمعاناة والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية إلي درجة غير مسبوقة منذ نكسة 1967. وثانيا : أن هناك إضرابات ومطالب فئوية تمثل بثورات صغيرة لقطاعات هامة من المجتمع طال انتظارها منها النقل العام وقطاع الغزل والنسج في المحلة وكفر الدوار وحقوق أصحاب المعاشات التي طال تجاهلهم بل محاولة تهميشهم . وثالثا : أزمة مالية واقتصادية كارثية تمثل في عجز متراكم للموازنة المصرية تجاوزت في ثلاثة سنوات فقط 550 مليار جنية ووصل في آخر عام إلي 240 مليار جنية وحجم للدين العام تجاوز 5ر1 تريليون جنية (أكثر من ألف وخمسمائة مليار جنية) ممثلا ما يقرب من 75% من الناتج المحلي الإجمالي لمصر . ورابعا : أزمة مياه وشيكه هي نتيجة إهمال حكومات متعاقبة ومؤسسات وقيادات نظرت للغرب وأهملت العلاقات الأفريقية وعلاقات حوض النيل ... من أكثر ربع قرن كنا نثير مع غيرنا من العقلاء قضايا المياه ونهر النيل ... واستمر التراخي السياسي حتى حكومة حازم الببلاوي . خامسا : المسلسل الدامي المتتالي للجماعات الإرهابية لقتل الأبرياء والعزل والذي يزعزع الاستقرار الوطني ويهز مشاعر المصريين ويزرع الخوف وعدم الاطمئنان في الشارع المصري . سادسا : التزايد الحاد في البطالة والاحتياج الشديد لفرص العمل وتباطؤ إعادة عجلة الإنتاج الصناعي والسياحة والمال إلي المعدلات الطبيعية . سابعا : أحجام البنوك المصرية علي المشاركة في استثمارات جديدة تحقق الدفعة والتشجيع والمشاركة للقطاع الخاص وإعادة دوره الهام للاستثمار وخلق فرص عمل وحل قضية البطالة وريادة التنمية الحقيقية المتواصلة في كل أنحاء مصر . ثامنا : البلبلة في ترجمة فلسفة الدستور الجديد وشركاء التنمية من حكومة وقطاع أعمال ومجتمع مدني لدفع مسيرة البناء والتعمير والتقدم والنماء وصراعات بين النخبة الاشتراكية ، النظرية ، والعملية والرأسمالية والوسطية سواء كانت في رئيس وزارة أو وزراء أو قادة ... بوضوح نحن نسعى لبناء وطن بمنهج وسطي في تشجيع "لآليات السوق الحر والعدالة الاجتماعية" هذا المنهج يحتاج ترجمة وتفاصيل وبرامج وخطاب سياسي اقتصادي واجتماعي وقيادة تجمع الحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع المدني والوطن بأكمله . تاسعا : الارتباك الشديد بل عدم الإدراك لأهمية وضع وتنفيذ برنامج متكامل للإصلاح التشريعي يلبي احتياجات وطن بعد ثورتين وعصر انتقل إلي عصر المعرفة وشعب ولد بدستور جديد . عاشرا : ارتباك حاد حول حل الطاقة والكهرباء والدعم والنقل والمواصلات والعشوائيات والبيئة . حادي عشر : ارتباك حاد حول معرفة الأسباب الحقيقية لتأخر ترشيح المشير السيسى لرئاسة الجمهورية . ثاني عشر : ارتباك حول حسم رؤية تنفيذ الإطار السياسي للبناء الديمقراطي والاقتصادي والاجتماعي لمصر ... ثالث عشر : ارتباك حول تشخيص الواقع ورؤية المستقبل حتى بين الرواد داخل النخبة المصرية . رابع عشر : ارتباك للإعلام والخطاب الإعلامي زاد من حدته حكومة مضت لم تخاطب شعبها . خامس عشر : ارتباك نفسي ومعنوي لأمة المظاليم تريد أن تري النهار وتشارك في التقدم وتبتسم لحاضرها وتتطلع لمستقبل أبناؤها ... حالة الارتباك القومي لأمة المظاليم وصلت إلي أقصي درجات الخطورة منذ 30 يونيو الماضي ... دعاء لله أن الحكومة الجديدة بقيادة رجل عنوانه الإخلاص والعطاء أن تستطيع بناء جذور الثقة لتعبئة أبناء الوطن للمشاركة في التحول من أمة المظاليم إلي أمة التقدم .


  723
ارسل بالبريد الالكتروني
طباعة
المقالات من الأحدث إلى الأقدم المقالات من الأقدم إلى الأحدث
جريدة الأخبار – الأربعاء 12 فبراير  2014
الارتباك القومي
سائلني الإعلامي القدير عمرو أديب في برنامج القاهرة اليوم مساء الثلاثاء الماضي هل أنا متفائل ؟ فقلت نعم أنا متفائل لمصر ... نحن سنت ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 19 فبراير  2014
قيادة أمة المظاليم
هل يمكن أن يتحقق لمصر كل أحلامها ؟؟ ... مصر هي أمة المظاليم ... ضاعت وتضيع اجيال بسبب سوء القيادة وسوء الحكم وانعدام الديمقراطية . ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 26 فبراير  2014
الارتباك القومي وأمة المظاليم
أم الدنيا تحولت لأمة المظاليم ... وأمة المظاليم تعيش هذه الأيام مسلسل للارتباك القومي ... الجانب المضئ فيه هو اختيار المهندس/إبراه ...
 صفحة:  1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 التالية>>
بحث جميع المقالات
2015
2014
2013
2012
2011
2010
2009
2008
2007
2006
2005
2004
2003
2002
2001
 
الموقع الرسمي للدكتور هشام الشريف
جميع الحقوق محفوظة ©