جريدة الأخبار – الأربعاء 29 فبراير
2012 مشروع التقدم ... والوعي المفقود
هل يمكن أن يتحقق التقدم دون وعي ورشد ، وعلم ومعرفة ، وقادة وعلماء ... ما نراه علي الساحة هو نتيجة لفقدان الوعي القومي لسنوات عديدة ... مصر في محنة حقيقية بدأت منذ ما يزيد عن ثلاثين عاما انهار فيها التعليم ، وانهارت فيها الأخلاق بل انهارت فيها الوطنية الأصيلة ... في خلال ثلاثين عاما وصل ترتيب مصر في جودة وكفاءة التعليم قبل الجامعي المرتبة 129 من 134 دولة وأصبحت من أسوأ عشر دول في التعليم لستة سنوات علي التوالي ... وفي خلال نفس الفترة انهارت التربية اسما ومسمي من وزارة التعليم وتحولت ثقافة المجتمع إلي استنساخ سيء لسخرية دراما "مدرسة المشاغبين" بدلا من معالجة لسلبيات عصر تحولت نتيجة الجهل والأمية إلي ازدراء للعلم والمعلم ، والتعليم والمعرفة ، والتربية والأخلاق ... وهكذا انهارت ركائز التقدم والنهضة العلم والأخلاق ... هذا الانهيار هو ما نراه علي الساحة في ظواهر للعنف والبلطجة والشغب والفوضى والابتزاز والهدم ... فهل يمكن التقدم دون علم ومعرفة ؟ وهل يمكن التقـدم دون رشد وحكمه ؟ وهل يمكن أن يكون هناك تقدم دون أخلاق ووعي ؟ ... استعراض المشهد العام خلال 12 شهرا يؤكد أننا في حالة فقدان للوعي القومي ومشاهد ذلك عديدة منها أولا : أن مصر بعد ثورة 25 يناير لم تستطع بعد عام أن تتحول إلي طريق البناء والتقدم بل علي العكس كانت عنوانا للهدم والتخريب والدماء والتدمير ، ثانيا : انهارت هيبة الدولة بما تعنيه لشعب من كيان يحترم ، ومؤسسات تعمل وعلاقات تتفاعل ، ثالثا : انهار الأمن العام لوطن – مع سبق الإصرار والترصد – بواسطة تيارات تجني نجاحها وانتصارها من انهيار الدولة وانهيار الأمن ، ورابعا : السعي الحثيث والمتواصل لهدم المؤسسة العسكرية وتدمير العلاقة بينها وبين الشعب والمحاولات المضنية لابتزاز المجلس العسكري سياسيا ودمويا ، خامسا : أن الأعلام الوطني يعكس حالة متواصلة للضياع والفوضى - بدون استثناء – وتدهور وغياب الوعي القومي ، سادسا : انهيار الاقتصاد الوطني وضياع أكثر من أربعمائة مليار جنية في اقــل من عام دون مساءلة أو محاسبة ، سابعا : تعمد تهميش للفكر والمفكرين ، والعلم والعلماء وهما جناحا الرشد والحكمة وركيزة "الوعي القومي" ، ثامنا : بروز البلطجية بدلا من الثوار يشابه إحلال المشاغبين بدلا من التلاميذ ، تاسعا : بعث لشعب وثوار من كل الاتجاهات الفكرية والعقائدية بحرية وأمل لوطن تضاءل فيه الحلم وقتل فيه الأمل لأجيال متواصلة ، عاشرا : مخزون لوعي ورشد لأجيال من علماء ومفكرين وقادة تتواري عاشت انقسام وعزل في ثلاثين عاما وتعيش عزل وانقسام في عصر تبرز فيه الحجارة علي العقل ، والهدم علي الرشد ، والجهل علي العلم ... طريقنا للتقدم والرخاء أساسه (1) وحدة ومصالحة شعب بكل فئاته وكل تياراته ، (2) إطار أشمل للديمقراطية لكل الآراء والأحزاب ، (3) برنامج لتمكين الفقراء والأميين للمشاركة الديمقراطية ولمواجهه الاحتكارات التوافقية ، (4) وعي ورشد يقوده المفكرين والعلماء والنخبة الوطنية والشباب وتحالف قوي الوطن الواعي من أجل مشروع نهضة الوطن ، (5) دستور متوازن ، (6) وانتخاب ديمقراطي لرئيس جمهورية ومجلس شعب وحكومة ومحافظ في إطــار ديمقراطي وانتخاب ديمقراطي ، (7) معلومات وشفافية ، (8) برنامج للتقدم والنهضة وإستراتيجية للإسراع بالتنمية ، (9) برنامج "للوسطية" وللإصلاح الديني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي ، (10) وثورة تؤمن بالتعبير السلمي وحرية الرأي وحق الأقليات والضعفاء في التعبير ، (11) عدل وعدالة اجتماعية راسخة ، (12) ثورة تعليم وثقافة وبحث وفكر وفن تصل بمصر إلي أفضل عشرة دول بالعالم ...حينئذ سنكون علي طريق الديمقراطية الحقيقية ... لكل المصريين .