جريدة الأخبار – الأربعاء 11 يناير
2012 من الثورة للأنهيار
في 11 ابريل 2011 كتبت مقالة بعنوان " مصر بين التقدم والانهيار " وأعتقد أنه من الملائم اعادة نشرها لدعوتي لمشروع التقدم والنهضة لعلنا نقرأ ونعي ونستوعب ونعمل لوجه الله والوطن والاجيال المعاصرة والقادمة تضمنت " مصر الثـورة هي عصر جديد ، هي عصر للتقدم والرخاء ، وعصر السلام والديمقراطية ، وعصر العدل والعدالة ، وعصر الآمان والاستقرار ، مصر الثورة هي بسمه علي وجه كل طفل وطفلة ورجل وامرأة ، بحياة وسعادة يشعر كل منهم بالكرامة والحق ، والأمل والحب ، والتقدم والتكافؤ ... مصر الثورة هي نظام سياسي جديد تعلو فيه قيم الديمقراطية وتمارس في إطار واضح ينقلنا من عصر أختزل فيه الوطن في أشخاص واحتكرت فيه السياسة في حزب واحد إلي عصر يمارس فيها المصريين شرف العمل السياسي والخدمة العامة في مؤسسات شرعية تبدأ باتحادات للطلاب في المدارس والجامعات ، وبأحزاب تمثل كل التيارات اليمين واليسار والوسط تتنافس لخير الوطن ببرامج ومشروعات يختار فيها المصريون الأفضل والأصلح بانتخابات شفافة ونقيه يكون للصوت حصانته ويعيد للمصري كرامته ... مصر الثورة هي نظام اقتصادي جديد حر وجاذب للاستثمار الوطني والخارجي الجاد – وليس الفاسد – يخلق فرص عمل ويخفض معدلات البطالة يرتبط بأولويات الوطن ويحقق فرصة العمل لكل خريج ويحقق تنافس عادل يتقدم فيه الأصلح والأكفأ . مصر الثورة هي نظام اجتماعي جديد يعيد مفاهيم ومبادئ العدالة الاجتماعية والتكافؤ الاجتماعي ... هو انحياز لمبدأ أن التقدم لكل المصريين وليس لاحتكار المجتمع ... مصر الثورة هي الـ 80 مليون وليس لـ 8 لثماني أفراد يحتكرون المال والسياسة... مصر الثورة هي تكافل ورعاية لكل غير قادر وذوي احتياج بكرامة وحضارة ... مصر الثورة هي قضاء علي الفقر في عشرة أعوام وقضاء علي الأمية في ثلاث أعوام ... مصر الثورة هي أن يكون أبناء مصر في كل مدارسها من أفضل عشرة دول في العالم في خلال 15 عاما ... مصر الثورة هي أن تصبح دولة بحث وعلم تنافس جودة وإنتاج أفضل عشرة دول من خلال عشرين عاما ... مصر الثورة هي صناعة تضاعف أنتاجها وصادراتها كل أربعة أعوام بتميز وجودة ... وتضاعف مساحتها المحصولية كل عشرة أعوام اكتفاء وتنوعا ... مصر الثورة هي سياحة تجذب العالم لها وتنافس الدول الخمس الأولي في العالم ... مصر الثورة هي هدف وطريق لوطن يصبح متقدما في عشرين عاما ... هل هذا حلم ؟ أم يمكن أن تحوله ثورة الشعب إلي حقيقة ؟ التقدم هو طريق صعب وشاق أشبه بطريق التفوق والتميز في التعليم ... علينا أن نجتهد ونتعلم ونعلم ونعمل بموضوعية وفكر كي نكون من أوائل الدول ... ولا أعرف طريق آخر للتقدم ... فلا تقدم بالفهلوة ولا تقدم بالفوضى ولا تقدم بالصراعات ولا تقدم دون قانون ولا تقدم دون قيادة وإدارة ولا تقدم دون روح معنوية واستقرار وسلام ... رؤيتي لثورة مصر ومصر الثورة ليست في المشاهد المؤسفة التي تبرز أسبوعيا علي الساحة ومنها محاولات الوقيعة بين الجيش والثورة علي الرغم أن الغالبية العظمي للمصريين تعي وتعلم وتشعر وتحس بأنه قد ثبت أن جيش الشعب هو جيش الثورة وسيسجل التاريخ أن ما حدث هو ثورة شعب وجيش معا ... فهل ما حدث في التحرير الجمعة الماضي هي ثورة تقدم أم دوافع للانهيار ؟ وهل ما حدث في إستاد القاهرة وما حدث في اطفيح هما عنوان للثورة أم للخارجين علي القانون ؟ وما يحدث في الإعلام يوميا من رفع درجات الاحتقان الوطني ؟ وظاهرة التخوين الوطني لكل ما هو لازال قائما ؟ ولمصلحة من ... ؟ ومن المستفيد ؟ ومن الذي يدفع الوطن إلي الانهيار ؟ بين اختيار التقدم والانزلاق إلي الانهيار اختيارات واضحة لكل المصريين ... إما أن نتنافس للتقدم أو أن نتصارع للانهيار ... حما الله مصر والمصريين" .