جريدة الأخبار – الأربعاء 28 ابريل
2010 سيناء من النصر إلى النماء
احتفلت مصر وجيشها بعيدها وبرئيسها احتفالا يعيد للقلوب أمجاد الوطن . وكما عهد المصريون بقائدهم كان لقاءه الأول - بعد عودته بسلامة الله - من سيناء ومع القوات المسلحة رمزا لما تحقق وجسرا لما سيتحقق ... أحتفل المصريون بعيدهم وبقائدهم تواصلا مع نموذج للتنمية يضيف نجاحا الى نصر ... يوم السادس من أكتوبر وعيد سيناء القومى من أقرب الأعياد القومية الى قلبى ، وهما لمصر تتويج للعبور من نكسة لمجتمع الى نصر لوطن ... هو عبور من حرب الى سلام ... هو عبور بالسلام الى الاستقرار ... وبالاستقرار الى التقدم ... وبالتقدم الى النماء ... سيناء لجيلنا هى عشق ... سيناء هى الكرامة والأرض والعرض ... والمتمم لجسد الأمة ، والمحرك لروحها والمعبئ لقلبها ووجدانها ... احتفلت مصر والمصريون يوم الاحــد الماضى بعيد سيناء القومى يعكس عددا من المعانى الهامة منها اولا : أن هذا النصر المجيد الذى حققته القوات المسلحة سيظل على مدى التاريخ موضع فخر دائم لشعب مصر وقواتها المسلحة ، وثانيا : أن مصر قادرة بشعبها على تجاوز اسوأ النكسات الى أعظم الانتصارات ، ثالثا : أن مصر قادرة على صنع السلام بدلا من الاندفاع الى الحروب ، رابعا : أن الإدراك العميق والوعي والحكمة لقيادة مصر التزمت بغرس السلام وتحقيق الاستقرار لمصر دون الانزلاق فى حرب ... وخامسا : أن سيناء تحولــت من مسرح للعمليات العسكرية الى مناطق للتنمية ، سادسا : تحولت سيناء من ساحة للتدمير الى أرض للتعمير ، سابعا : حولت مصر أرض المعارك الى واحدة من أكثر المناطق جذبا للسياحة فى العالم واضافت سيناء وشرم الشيخ وما يجاورها ما يزيد عن اربعة ملايين سائح تضيـف ما يزيــد عن ثلاثة مليارات دولار بطاقة فندقية تصل الى سبعين الف غرفة ، ثامنا : اعاد التحرير بترول مصر للوطن ، تاسعا : اضيفت بنية صناعية وفـــرص عمل من شمال سيناء الى جنوبها ومن قلب الصحراء الى شرق التفريعة ، عاشرا : جامعات ومدارس ومستشفيات وخدمات تتنافس للتميز ، حادى عشر : مطارات عصرية وطائرات مدنية لا تتوقف بنيت بصقور التحرير والعبور ... ما حدث ويحدث على أرض سيناء سجله ابناء مصر من جيل اكتوبر بدم وعقل ، وبجهد وعرق واصرار وإيمان ... أطفال وشباب اليوم لا يعرفوا أبعاد ما تحقق وهذا خطأ منا ... لم نسجل ما تم وما يتم من تحول سياسى واقتصادى واجتماعى وبيئي ... لم نوثق سجل مصر الناصع فى الحرب وفى السلام . الاجيال الحالية ترى فقط مسلسلات الهدم المتواصلة والتشكيك الدائم فى كل القضايا الوطنية ... نتذكر على استحياء البطولات الوطنية وصناع النصر ... يبرز الأقزام ويتوارى العمالقة ... كم اتمنى أن أرى – على الأقل – توازن بين ما هو ايجابا صنع وطن ، وما هو سلبا يرصده ابناء الوطن ... كم أتمنى أن أرى مناهج التعليم الوطنية والأنترنت والصحف والفضائيات تعكس بطولات وانتصارات المصريين سيناء وعيدها هى تتويج للنصر وهى معرض مفتوح للتنمية لكل من ينشد السلام والتقدم والرخاء ...... عاشت مصر سالمة ... وكل عام وسيناء بخير . وللحديث بقية Alakhbar@hisham-elsherif.com