جريدة الأخبار – الأربعاء 17 مارس  2010
إدارة الأولويات ... بين التغيير والإصلاح (4)

المصريون عشاق لمصر ... الوطن والأرض ، والتاريخ والمستقبل ، والأهل والولد ، النهر والخير ، والأمن والأمان ، المحبة والسلام ... حالة الغليان التي يعيشها الشارع المصري سياسيا ، ويعانى منها أبناء مصر اقتصاديا ، وتتسبب في تغيير جوهر الحياة اجتماعيا قد وصلت إلي درجة من الحراك ستحدث تغييرا ايجابيا لخير مصر وأبناء مصر ... وقد استعرضت في ثلاثة مقالات سابقة الحديث عن "الأولويات ... بين التغيير والإصلاح" ... وتحديدا في أن هناك أهمية كبرى بدءا من الآن أولا : أن نحدد كمجتمع رؤية وأهداف وأولويات واضحة للعشرين عاما القادمة ، وثانيا : وأن نشارك ونتفق كمجتمع على ترتيب هذه الأولويات وكيفية معالجة كل منها من خلال سياسات وبرامج ومشروعات واضحة وأن نتعمق أكثر في منهج العمل ولا نقف فقط عند مستوى العناوين ، وثالثا : أن ننتقل من التركيز على الشخص والكرسي ، إلي الفريق ونتائج العمل ، ورابعا : أن نبنى على ما هو جيد ، ونطور ما يجب أصلاحه ، وأن نغــير كل ما هو سيئ وفاسد . وخامسا : أن نصنع المناخ السلمي القادر على أخراج أفضل ما لدينا كمجتمع وأن نحتضن الاختلافات والتوافق لأجل التقدم ، وسادسا : وأن نتفق على هدف واضح هو تقدم ونهضة مصر وسعادة المصريين ... وأن كلا من مفاهيم "النهضة" و"السعادة" يتطلب نقلة نوعية مما نقوم به حاليا ... ولاشك أن فى خضم هذا الحراك – وأحيانا كثيرة – العراك السياسى يجب أن نفرق بين المفاهيم التالية : (1) الديموقراطية السليمة والممارسات السياسية المعاصرة فى مصر . ونلاحظ أن المسافة لازالت بعيدة للغاية فى كافة الأحزاب دون استثناء بين الممارسة الديموقراطية والحديث عنها . (2) التشخيص – التاريخى - للمجتمع للزعامة الفردية والتى عرفها المصريين من عصر الفراعنة بدلا من المفهوم المؤسسى لاختيار الفريق الأفضل من خلال أحزاب وممارسات حزبية منشودة تعرض أفضل ما فى المجتمع " مفهوم الفريق المتميز بالبرنامج المتميز " . (3) الهيكل السياسى للمجتمع من حيث اختيار فرق قوية تتنافس وليس فريق واحد قوى وفرق أخرى ضعيفة الامكانات أو الفكر أو كلاهما معا ... اليس آن الوقت أن نسعى كمجتمع لبناء ثلاث احزاب قوية – على الأقل – تمثل اتجاهات مصرية بتنوع واختلاف وتوافق ولنرى أيهما الفائز بصوت الشعب وثقته ... وأيهما القادر على تلبيه احلامه وطموحاته . (4) بناء القيادات ... لقد آمنت ومارست – ولازلت اؤمن وأمارس – بأن أهم رسالة للإنسان وللمؤسسة وللوطن هو اعداد وبناء القيادات ... والاستثمار فيها تعليما وتدريبا ؟ اعدادا وتوجيها ، حبا وعطاءا ، رحمة واحتضان ... بالقيادات المستنيرة تتقدم الأمم ... وبالديموقراطيات الحقيقية تحميهم من الإفساد والفساد . (5) بناء الشعب ... بالتعليم المتميز الذي يصل بهم الي مصــاف قمة دول العالم لأفضـــل عشرة بدلا مما وصلنا إليه من ترتيب بين الدول الي 129 من 134 ، وبالقضــاء على الأمية تمامــا فى خلال خمسة سنوات ، وبالرعاية الصحية الجيدة المتكافئة لكل المصريين وفق مفهوم "الخدمة الشاملة" فى كل محافظات مصر ، وبثقافة التقدم والسلام والوحدة والوطنية والوسطيه الدينية دون تعصب أو تطرف أو حكر فكرى . (6) وبحرية للإنسان وحرية للمجتمع وحرية للقلم وحرية للأديان دون استغلال أو إسفاف أو إرهاب . (7) العدل والعدالة وقانون يطبق على الجميع . (8) تكافؤ للفرص والعدالة اجتماعية . (9) الشفافيــة والمعلومات وحــق المصـــرى أن يعـــرف . (10) الأمــن الاجتماعي والأمن القــومي ... وحــق الأجيــال القادمة فــــي حياة أفضل ... لـ "نهضــة"..." وسعادة" ... وللحديث بقية Alakhbar@hisham-elsherif.com