جريدة الأخبار – الأربعاء 3 فبراير  2010
أدارة الانتصارات ... وكأس أفريقيا 2010

مبروك لمصر... مبروك لشعب مصر وفريق مصر . أفراح المصريين بكأس أفريقيا تتوالى ... وسعادة الشعب بكأس أفريقيا تجعلنا نتسائل كيف تستمر هذه الحالة وكيف نطيل فترة السعادة ، وكيف نجعل مصر تبتسم وتفرح ، وتضحك وتلعب ، وترقص وتغنى ، ... وتتوحد وتتقدم ... بل كيف نشجع التنافس الحر والشريف والمتكافئ لكل المصريين ... ببساطة كيف تتحول الحياة من معاناة "متتالية" الى نجاحات "متواصلة ؟ وكيف نغير الثقافة العامة السائدة من الانغلاق والانفعال والضيق والضجر والعنف والعدوانية والغوغائية الى "ثقافة النصر" ، و" ثقافة الفوز" ، و"ثقافة الانجاز" ، و"ثقافة الجدية" ، و"ثقافة المحبة " ، و"ثقافة السلام " ... وهذا يعنى ايضا التدريب والتعليم والتميز والجد والعمل والتنافس والتقدم والانتصار والتعاون والتفانى والحوار وقبول الآخر والروح الرياضية وتقبل الهزيمة بل وتحويلها الى النصر... القيادة الواعية والأرادة القوية تتطلب الإدارة الفاعلة ... الفائز الأول فى هذا الانتصار بكأس افريقيا فى نظرى هو الشعب المصرى والفريق وادارته ... لقد حول الفراعنة نكسة الوصول لكأس العالم الى انتصار بالأمم الأفريقية... واتوقف كما توقف الكثيرون عند الأداء المميز فى الدورة عموما وفى مباراة الجزائر التاريخية خاصة وعن دور المدرب الوطنى الكابتن حسن شحاتة فى اعداد وتكوين فريقا يرتقى الى العالمية ... واتسائل أيضا عما يحدث للمصريين الفراعنة ... حولوا مهزلة ونكسة أم درمان الإعلامية والرياضية والاخلاقية الى نصر نفتخر به ... للفوز بكأس افريقيا للمرة الثالثة على التوالى ... هل هذا نصر لفرد أم هو لمجتمع ينشد النصر ... هل هو نصر لفريق أثبت قدراته أم هو لوطن عقد العزم على انتصاراته ... هل لدينا الوعى لوضع تقدم الوطن وأبناءه وانتصار مصر وتميز أبناؤه فى المرتبة الأولى للأولويات ... هل يمكن ان نسترشد بهذا النصر لاعداد شباب الوطن للقمة فى الرياضة والعلم وفى الفكر والأدب والعمل والإبداع ؟ ... كهدف قومى مثل أعداد القادة العسكريين وأعداد القادة الرياضيين والعلميين والإداريين والصناعيين !! الحياة هى بطولات حقيقية ونجاحات متواصلة وليست معارك زائفة أو بطولات وهمية ... هى داخل الملعب ... وبها نصر وهزيمة ... ولكن بهما أيضا سجلات للبطولات تصنع بالجد والعرق ... ولا يمكن لإعلام زائف أو غوغائية أو فرق همجية أن تسلب عطاء أبناء مصر ... عبر الزمن .

اتسائل ما هو السر الكامن فى عشق المصريين لكرة القدم ؟ هل هو للرياضة أم هو لتراب هذا الوطن ؟ ... أم لكلاهما ... فيضان الحب والفرحة ، والتشجيع والمؤازرة والوطنية والانتماء هو محصلة لشعب اصيل بجذور وطنية راسخة ، تغرس النصر، وتعشق الوطن ... أدعو لاستثمار النصر لمزيد من الانتصارات ... واتسائل أولا : هل يمكن أن نستثمر مسيرة الجدية لفريقنا القومى للكرة لكل أنشطة الرياضة وأن نعتبر أن الرياضة للمجتمع وصحة شبابه وابناؤه من الاولويات الهامة ؟ ، وثانيا : هل يمكن أن نستثمر – دون مزايدات – هذا النصر الرياضي الي مسيرة متواصلة من الانتصارات فى الرياضة من مجالات تنمية المجتمع ؟... تحية واجبة لشعب مصر الذى يثبت دائما عمق الانتماء والوطنية ... لم أرى العلم المصرى ينتشر بهذا العدد ويشتريه ويرفعه كافة المصريين بما فيهم الأطفال والشباب إلا فى الانتصارات الرياضية والانتصارات العسكرية رمزا للوطنية الكامنة والانتماء الراسخ ... لقد شعرت بسعادة لاستقبال السيد رئيس الجمهورية للفريق القومى تقديرا لابناء مصر وما اضافوه لسجل البطولات الوطنية ... ويدعونى هذا للتمنى أن نحقق النصر فى قضايانا العاجلة والآجلة من وحدة وطنية ، وتعليم ، وبحث علمى ، وقضايا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وغيرها ... تنمية الإنسان العقل ... والبدن ، والادراك والوعى ، والأمل والانجاز ... هى أهداف وطنية أساسية حاكمة وعاجلة ... فلمزيد من الانتصارات ... بإذن الله ... وللحديث بقية Alakhbar@hisham-elsherif.com