جريدة الأخبار – الأربعاء 13 يناير  2010
الوعى والمواطنة ... والاصلاح الدينى

هل أحداث نجع حمادى هى إنتصار للاجرام والأرهاب والهمجية على الوعى والثقافة والسلام الاجتماعى ؟ ... هل هى نتيجة انهيار جزء من المجتمع أم هو غياب العقل لدى البعض ؟ هل ما حدث هو غفله لانحسار دور الدولة أم أنه لبروز التطرف ؟ ... هل ما يحدث هو نتيجة غوغائية الخطاب الاعلامى والدينى أم أنه نتيجة تراكم ثقافة الثأر فى صعيد مصر ؟ ... ما يبرز على الساحة من اخبار واحداث وردود افعال للمجتمع المصرى تؤكد على ما يلى اولا : ان الغالبية الكبرى من المجتمع وأكرر - الغالبية الكبرى – ضد العنف الطائفى سواء من مسلمين أو أقباط . وثانيا : ان هذة الغالبية مع المبادئ الراسخة للمجتمع المصرى واهمها الوحدة الوطنية وحرية العقيدة وحقوق الانسان بمفهومها المعاصر . وثالثا : ان الاحداث الطائفية تثير المجتمع وتدمر ركائزه واهمها السماحة والطيبة والسلام والأخوة والمحبة ... ما هو حال المجتمع المصرى ... الآن ؟ هل يتبنى ثقافة السلام أم ثقافة العنف ؟ هل هو مجتمع متعلم أم مجتمع جاهل ؟ هل هو مجتمع يشعر بالعدل والتكافؤ أم أنه يشعر بالظلم والقهر ؟ هل يعيش مناخ استقرار وآمان أم صراع ونزاع ؟ هل هو فى حالة سلام اجتماعى أم انه فى حالة حرب ؟ ... علمتنا الأيام ان السلام هو أساس التنمية وأساس التقدم وأساس النهضة ... وأن العنف هو وسيلة التخلف والانهيار ... وللنظر لما حدث فى مصر من تقدم منذ حرب اكتوبر وفرض السلام ، وما يحدث نتيجة العنف وغياب السلام فى العراق وفلسطين ودول محيطه بنا ...

السلام هو حياة وممارسة ومناخ وإطار وعلاقات بين المجتمع وعناصره حكومة وبشر، ومؤسسات وشركات0 السلام هو استقرار وأمن وأمان ونزع الصراعات والتفرقة والتعصب والظلم والإحتقان0 السلام هو مجتمع عدل وعدالة وتكافؤ ومساواة0 السلام مناخ دافع ومشجع له حيث يعيش الإنسان دون ظلم بين ودون قهر فكري أو معنوي أو جسماني0 السلام هو ثقافة وهو تعليم وتربية وتأهيل0 السلام هو إعلام مريح واضح وصادق ومسئول وليس إعلام الإثارة والإنشقاق والتجاوز0

ما الذي يحدث في مصر الآن؟ حادث الإعتداء علي مواطنين مسيحين ومسلم أمام كنيسة تمارس فيها شعائر دينية غير مقبول علي الإطلاق سواء كان هذا المكان للإسلام أو المسيحية أو اليهودية0 حرية ممارسة الشعائر الدينية هو مبدأ حسم بالسماحة الدينية التي تربينا عليها تاريخيا ومنذ عصور الأنبياء والرسول صلي الله عليه وسلم0حــادث نجع حمادى ومــن قبلـــه احداث محرم بـــك عام 2005 و 2006 تؤكد على ضرورة التدخل لإصلاح جذري للمجتمع لإعادته إلي مناخ السلام فكرا وعملا وممارسة وحياة0 وضرورة البدء جديا بإصلاح ديني فعال يشمل (1) المؤسسات الدينية ، (2) الخطاب الديني ، (3) القيادات الدينية ، (4) الإعلام الديني0

ولنتساءل جميعا فيما يجب أن نفعله ؟ هل نتبع سياسة إطفاء الحرائق؟ هل ننتظر إشتعالها مرة أخري سواء بمتطرف أو بمعتوه أو بمطحون؟ هل للحكومة دور؟ هل للشعب دور؟ هل لكل منا دور؟ أين نحن من فكر وعقيدة وثقافة السلام؟ أين نحن من صحيح الأديان؟ أين نحن من الخطاب الديني العقلاني؟ ومن حماية المجتمع من الجهلة والمزايدين والمنتفعين؟ أين القيادات الدينية المسئولة وسط طبول المزايدين؟ أين نحن من التعليم والثقافة والوعى ... ومكارم الأخلاق والتسامح والتعايش وحب الجار والزميل واحترام الكبير وتشجيع ورعاية الصغير؟ علينا أن نبدأ برنامجا وطنيا لتعميق الوحدة الوطنية والإصلاح الديني والتسامح والمحبة وغرس ثقافة السلام في أرض السلام 000 تقدمنا من أمننا القومي ، وأمننا القومي أساسه وحدتنا ... وركيزته التعليم والثقافة والوعى والاصلاح الدينى ... ومشروع قومى للتنوير ... وللحديث بقية Alakhbar@hisham-elsherif.com