جريدة الأخبار – الأربعاء 4 فبراير  2009
القمة ... وأفضل مدارس العالم

التعليم هو التقدم ... التعليم هو المستقبل ... التعليم هو الحياة ... أطلعت على تقرير متميز عن كيف تتفوق أحسن نظم التعليم فى العالم ؟ ... وتميز التقرير انه يوصف ويحلل تفوق الفرد ، وتفوق الدولة ... من خلال تفوق النظام ... فهل لدينا النظام التعليمى المتفوق عالميا ؟ ... يشير تقرير ماكينزى وهى أحدى المؤسسات ذات الخبرة العالمية أن افضل نظم تعليم فى العالم استنادا الى النظام العالمى لتعليم التلاميذ فى المناطق والدول التالية : ألبرتا ، استراليا ، وبجيكا ، وفنلندا ، وهونج كونج ، واليابان ، وهولندا ، ونيوزيلاندا ، وانتاريوا ، وسنغافورا ، وكوريا الجنوبية ... والملاحظة الرئيسية انه لا توجد دولة عربية واحدة فى هذه الدول ... الكل يسعى لغرس افضل النظم التعليمية لصنع التفوق ولصنع التميز ... وقد وجد أن اهم ركائز النظام التعليمى الذى يصنــع افضل مدارس فى العالم يعتمد على أولا : اختيار المدرس المناسب ، وثانيا : اعداد المعلم الكفء ، وثالثا : التحقق من تقديم افضل اعداد وتعليم لكل طفل ... وقد وجد ان هذه العناصر الثلاثة المشتركة - هى الأهم على الاطلاق - فى كل نظم التعليم المتميز والتى تحصل على المراكز العشرة الأولى مهما اختلفت خصائص الدول والمجتمعات ثقافيا أو جغرافيا ... وقد وجد أن احسن نظم تعليم بالمدارس فى العالم هى كندا فى امريكا الشمالية ، وفنلندا فى اوروبا ، وكوريا الجنوبية واليابان وسنغافورا فى آسيا وهذه التجارب تعنى ببساطة ووضوح – أن الخبرة المتراكمة والمكتسبه من نجاح هذة التجارب يمكن أن يفيد فى صياغة وتدقيق سياسات وتجارب ونظم الدول الذى تنشد اصلاح وتطوير وتقدم التعليم بل أن هذه التجارب يمكن أن تساعد الدول التى تنشد التفوق والتميز لابنائها فى بناء النظام اللازم لتحقيق هذا التقدم ... والتساؤل الدقيق لنا جميعا – ولى ايضا – هل نحن كمجتمع ننشد ونرغب أن يكون نظام التعليم فى مصر من افضل عشرة نظم عالمية يرتقى بأبناء مصر الى التنافس العالمى ... أم أن هناك من يدعى أن هذا حلم لا يمكن تحقيقه ... أعلم أن هناك من لا يدرك اهمية تحقيق هذا الهدف وعلينا تجاه ذلك التوعية بحتميه الاسراع ببناء نظم التقدم ... وأشك فى أن يكون هناك مواطن مصرى لا يهمه تحقيق هذا الهدف ... وهذه ليست قضية وزير أو حكومة وليست قضية حزب أو جمعية ... هذة قضية حياة وبقاء ... وتواصل ... واشبه ذلك بأنه اذا أردنا التقدم فى مجال الرياضة علينا اعداد وبناء افضل النظم التى تسمح باخراج الرياضيين على مستوى العالم ... والسؤال لنا جميعا هل نحن متقدمين رياضيا بالمستوى الذى ننشده كمجتمع وكشعب وكحكومة ... هل نحصل على الميداليات فى المسابقات التى نتقدم لها ... وهل فرقنا تحصل على المراكز الاولى ... وما الفرق بين من يحصل على المراكز الثلاثة الاولى عالميا والمواقع التى يصل اليها الرياضيون المصريون فى معظم الاحوال ... الرياضة ايضا نظام ومدرب (معلم) وادارة ولاعبين ... التشابه بين صنع التفوق فى التعليم والرياضة كبير للغاية ... وقد وجد بكل دقه وحســم أن اولا : جودة النظام التعليمى لا يمكن ان تتجاوز جودة المدرسين ، وثانيا : ان الطريق الوحيد لتطوير التعليم هو من خلال تطوير طرق التدريس ، وثالثا : ان التقدم والتميز يتطلب نجاح وتقدم كل التلاميذ وهو مفهوم أعمق يربط التفوق بتكافؤ الفرص وبالعدالة الاجتماعية فى التعليم ... اهمية النظام ترتكز على عناصر كثيرة منها اختيار المعلم فعلى وجه المثال يعطى نموذج فنلندا الرائد دروسا كبيرة منها (1) ضرورة اختيار من سيتقدم للتعليم ، و (2) التأكد من الاعداد المتميز لمن سيقوم بالتعليم فى معاهد المعلمين والجامعات ، و (3) ان يكون راتب المدرس متميزا ، و (4) جذب المهارات لتكوين مدرسين ، و (5) تبنى استراتيجية المعلم المتميز لبناء التلميذ المتميز . ويشمل اسلوب اختيار المعلم ، (1) مسابقة قومية (مثل الثانوية العامة) . (2) امتحان تقييم (قبل التعليم الجامعى) ، (3) مقابلات شخصية للتأكد من الكفاءة العملية ، (4) عمل جماعى (فى الجامعة) ، (5) وعند التخرج والانتهاء يتم انتقائهم للمدارس المختلفة . والنتيجة أنه واحد من كل عشرة متقدمين يقبل كى يدرس كيف يكون معلما عند البداية ... وواحد من كل سته مما تبقى يقبل لممارسة التعليم ... صلاحية المعلم ... هى اساس نهضه المجتمع ... وهى أحد ركائز بناء نظم التقدم والتفوق والتميز . وللحديث بقية