جريدة الأخبار – الأربعاء 21 مايو  2008
منتدى شرم الشيخ ... الحكمة ومفترق الطريق

منتدى دافوس الاقتصادى بشرم الشيخ كان كالعادة مثل هذة الملتقيات تجمع الساسة ورجال الاعمال ومشاركين كل يذهب بغرض ونوايا ... ومنتدى دافوس الاقتصادى نجح فى ان يكون على قمة الملتقيات العالمية التى ينشدها من يريد فهو تجمع لساسة ورجال اعمال فى عالم تؤثر سياسات الحكومات فيه على عالم الاعمال ويؤثر رجال الاعمال على سياسات الدول ... ولمن يهتم بتسويق مصر وجذب العالم لها تضيف هذه المؤتمرات عن قرب فرصة لالقاء الاضواء على نماذج للجهود التى تبذل فى اصلاح وتطوير وتنمية المناخ الاقتصادى لمصر ... وكل صورة وتعليق يظهر على شاشة تليفزيون هو اعلام واعلان لمصر يؤكد مكانتها ويعزز توجهها ويساند اصلاحاتها .

وكانت كلمة الرئيس حسنى مبارك متميزة فى المضمون والتوقيت والوضوح والقوة ... وشعرت بفخر واعتزاز بمصر وبالحكمة لرئيس مصر فى كلمته التى القاها من حيث الرسالة والمعنى وبحضور 13 من القادة و 1500 شخصية عالمية . وكان شعور وتعليق كثير من المصريين – فى ذلك اليوم – بأن الفجوة كانت كبيرة بين كلمة الرئيس حسنى مبارك وغيره من الكلمات فى الرسالة والمضمون والوضوح والدقة ... وشملت بكل حكمة ما يلى اولا : السلام وتسائل الرئيس مبارك – وكان محقا – هل تحقق وعد السلام للمنطقة بما يحدث فى فلسطين والعراق ولبنان ودارفور بل والصومال ؟ هل تنفذ الولايات المتحدة واسرائيل التزامها بتحقيق سلام مع الفلسطينين يرتكز على اسس العدالة ويحقق التطلعات لشعوب المنطقة ؟ . وثانيا : استقرار منطقة الشرق الاوسط ، اشار الرئيس الى بوادر زعزعة الاستقرار بالخليج والمنطقة كلها وأن القضية الفلسطينية هى جوهر الصراع فى المنطقة والمدخل الصحيح لمعالجة باقى ازماتها وبؤر توترها . وثالثا : ازمات العالم الاقتصادية وشملت ازمات اسواق المال والاسواق العقارية وازمة الدولار وتراجع معدلات النمو . ورابعا : ازمة الطاقة والارتفاعات غير المسبوقه فى اسعار الطاقة وما تمثله من اعباء على الدول وشعوبها . وخامسا : الامن الغذائى وازمات الغذاء وتأثير الموجات التضخمية وارتفاع الاسعار فى دول العالم وعلى الفقراء والفئات الاقل دخلا ... وهل يمكن لبعض الحكومات تشجيع ودعم انتاج الوقود الحيوى بينما يواجه العالم ازمات الجوع والجفاف والتصحر . وسادسا : المسئولية المشتركة والجماعية لمواجهه قضايا العالم خاصة التى تمس الفقراء والوفاء باحتياجات العالم من الغذاء والدعوة لحوار دولى عاجل نحو هذة القضايا الهامة . سابعا : " التكافؤ والاحترام" أكد الرئيس مبـــارك تمسكنا بالعلاقات التى تقوم على التكافؤ والاحترام . ثامنا : " مفترق الطرق" ان العالم والمنطقة تواجه اختيارات واضحه منها الاستجابه لتطلعات الشعوب ، والتوازن بين التحيز والتوافق الدولى نحو الحرية الاقتصادية والسوق الحره وبين تمتع الشعوب بنتائج تطبيق الحرية الاقتصادية والسوق الحره والاحساس بمنافع العولمه بدلا من المعاناة منها ومن تحدياتها . تاسعا : تحديات المستقبل والفرص الضائعة نتيجه الوقت الذى يداهمنا وعدم التعلم من دروس الماضى والحاضر واللتين هما اساس للمستقبل والذى يجب ان يوحدنا . عاشرا : "الوطنية المصرية والقرار المصرى" خاصة فى تحديد الخيار الوطنى للتقدم والاصلاح دون تردد وفى تنفيذه بعزم وثقة ... لقد كان الرئيس مبارك ملبيا لطموحات شعبه بصدق وبوضوح ... وكان على العكس الرئيس بوش وهو رئيس اكبر واقوى دولة فى العالم ... مخيبا لآمال وطموحات شعوب المنطقة ، بل واطفالها ... سيسجل التاريخ ان ما نعيشه من كوارث وازمات وتصدع بالمنطقة فى العشرة سنوات الماضية كان احد اسبابه المساعدة الرئيسية رئيسا بمواصفات الرئيس بوش ... مستقبل دول المنطقة ومستقبلنا يتطلب منا اليقظة والصحوه والارادة والعزيمة والوحدة والحكمة ...وآن الآوان للاعتماد على النفس وقيادة صنع المستقبل ، فالمستقبل يبدأ من هذة اللحظة ... بالحكمة والعلم والعمل .