جريدة الأخبار – الأربعاء 6 فبراير  2008
بطاقة التموين ... ومعاناة المصريين

لم أصدق عينى يوم السبت الماضى حيث كنت أتابع نشرة أخبار التاسعة مساء على القناة الأولى بالتليفزيون المصرى وشاهدت تقرير عن ما يحدث للمصريين فيما سمى " مشروع حصر المواليد " بمكاتب التموين فى مصر ... ولم أصدق عينى حين طالعت الصحافة المصرية وهى تعرض معاناة المصريين ... ولم أصدق – ولن أصدق – أن أى عضو من اعضاء الحكومة الذكية والألكترونية أقر أو وافق على هذه المهزلة فى حق المصريين عامة وشرائحهم الاكثر فقرا وعذابا خاصة ... والموضوع كما تابعته صوتا وصورة وكتابة انه تم الاعلان على تسجيل المواليد ثم على مد تسجيل مواليد الأعوام من 1987 الى 2005 ببطاقات التموين حتى 30 يونيو ... وأنه عقد مؤتمر جماهيرى للاعلان عن ذلك وأنه تم فتح منافذ بجميع المصالح الحكومية ومراكز الشباب بالاضافة الى مديريات التموين لتلقى الطلبات لاضافة المواليد وذلك لتخفيف الضغط امام المنافذ ... وهذا حرفيا ما ذكر . بينما يشير الاعلان "حرفيا" ايضا تحت بند التعليمات بما يلى (1) استمارة طلب الخدمة مدون بها الاسم رباعى لجميع افراد الاسرة المقيدين + المواليد . (2) صورة ضوئية لبطاقة الرقم القومى لرب الأسرة أو الجد المراد إضافة المولود اليه الى غيرها من البنود . (3) صورة شهادة الميلاد ... وأشك من أن الحزب الوطنى أو لجنة السياسات قد عرض عليه ما يحدث أو أنه وافق أو يوافق على أى ما يمس بمعاناة اضافية لفقراء المصريين ... والموضوع من وجهه نظرى كمواطن مصرى يجب الوقوف امامه بمنتهى الجديه وليس بهذا الاستهتار المؤسف "بالغلابة " من ابناء مصر فى عصر وعدنا المجتمع منذ ربع قرن ثم من عشرين عاما ثم من عشر اعوام ببشرى وانطلاقة دخول مصر لعصر المعلومات ... فإما الوعد خطأ وأما ما يحدث خطأ ... بل خطأ فادح يمس الجزء الاكثر احتياجا والاكثر تضررا من المجتمع المصرى . واعتقد أن هذا واضح جدا للبعض أنه فى اطار عدالة التنمية ووصول الدعم لمستحقيه فان وجود قاعدة معلومات تساند وتدعم هذا هو أمر حيوى وهام ولا يمكن الاستغناء عنه . ثانيا : أن قاعدة بيانات الرقم القومى لمصر يجب ان تستخدم كركيزة لخدمة المواطن والتى توفر منذ عام 1997 بيانات كاملة عن كل مواطن مصرى وكل مولود فى مصر بعد اسبوعين منذ "ولادته" لكل المصريين وتشمل قاعدة البيانات كل مواليد القرن الحالى والقرن العشرين ... كل من ولد وحيا أو توفى على ارض مصر حتى الان ومنذ القرن التاسع عشر ... وقد افتتاح السيد رئيس الجمهورية محمد حسنى مبارك هذا المشروع الكبير فى 4 مارس 1997 وسيكتب له انه تم ارساء هذه القاعدة الهامة فى عهده وانجز فى اربعة سنوات بعد دراسات ومشاكل استغرقت ربع قرن . وشرفت بالاشراف على تنفيذ هذا المشروع ... وانجز هذا المشروع الضخم الرقم القومى لمصر والبطاقة القومية واهم من ذلك – ولاول مرة – العلاقات بين الاسرة الواحدة وتشمل "شجرة العائلة" وقاعدة المعلومات الخاصة بالاسرة بمعنى انه يمكن استخراج مكونات العائلة الواحدة كالاب والام والابن والابنه والاحفاد ومن على قيد الحياة والمتزوج .. الخ . وهذة البيانات متاحه ومتوفره لكل المصريين ... ومنذ التسعينات هناك تطبيقات محددة للاستخدام القطاعى (1) السكان حيث يمكن من قاعدة البيانات معرفة عدد سكان مصر وتوزيعاتهـــم يوميا وهى ما كان يتطلب تعداد يجرى كل اربعة اعوام . (2) التعليم . (3) الشئون الاجتماعية والتأمينات الاجتماعية . (4) الصحه . (5) الدعم والتموين .(6) العمالة والبطالة . (7) المال والبنوك . (8) التجنيد . (9) التخطيط العمرانى (10) الشباب والطفولة . (11) الاسرة والامومة . (12) ذوى الاحتياجات الخاصة . الرقم القومى ركيزة لتعامل المواطن مع الحكومة . وفى كل قطاعات العمل لتسهيل الاجراءات والمعاملات ، ولتخفيف معاناة الجماهير ... وكان بديهيا الا يطلب من المواطنين "الغلابة" الوقوف فى طوابير لاستخراج شهادات والانتقال فى مصر... وان يتم ذلك الكترونيا ... ويجــده المواطن جاهزا بمكتب التموين ، وأى شخص أو مسئول يمكن ان يدعى غير ذلك يجب محاسبته ... فنحن نعذب اغلى ما لدينا ابناء الوطن ... لدينا ركيزة معلومات تنقل الأمة لعصر جديد ... أقل معاناة وأقل جهدا وأكثر عدالة ... علينا أن نستخدمها ... وللحديث بقية .