جريدة الأخبار – الأربعاء 11 ابريل  2004
مجتمع المعرفة العربى والاصلاح (4)

المجتمع العربى يتطلب اصلاحا شاملا..والاصلاح اساسه معرفة للوصول الى مجتمع المعرفة العربى ... فمن اين نبدأ ؟ وكيف نعبئ العقول من ابناء العرب؟ لدينا بدائل اولها ان نعبئ المجتمع العربى لاصلاح حقيقى , ثانيها ان نتحدث فقط عن الاصلاح (دون تنفيذ) ونكتب فيه المقالات ونخرج له الندوات والمؤتمرات دون نتيجة يحسها المواطن العربى ... البديل الاول فرصة تاريخية لامة العرب والبديل الثانى هو ضياع لفرصة (تاريخية) للاجيال . البديل الاول يتطلب سلاما واستقرارا ورشدا وقيادة وديمقراطية وحرية ويعنى تقدما وتنمية ورخاء ومستقبلا افضل وبسمة للاجيال القادمة من المجتمع العربى .

والبديل الثانى هو استمرار لما نحن فيه كأمة عربية بل هو تواصل متجانس لما يحدث عبر عدة قرون - وتحديدا خلال القرن العشرين - لامة العرب من تدهور من حال الى حال اسوا فى معظم الاقطار العربية - وذلك اذا ما قورن بما هو ممكن ومايجب ان يكون - والبعض يرى اننا نتحول الى شعوب بل لامة تتخصص فى الفرص الضائعة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.

والسؤال الذى يطرح ذاته بالحاح من اين نبدأ؟ وارى بكل وضوح ضرورة تحديد الهدف والطريق للوصول للهدف من واقع نحن فيه الان . وارى كفانا بكاء ونحيبا او تشدقا بالماضى باسلوب وفكر سلفى وادعو ان نبدا بقراءة واضحة وامينة للواقع بالمعلومات بعقول ابناء العرب والمخلصين من قادته لصياغة الاطار التنفيذى لبرنامج الاصلاح ولدينا بداية مشجعة فهناك دعوة للاصلاح العربى من (1) عدد من الحكام العرب وعلى راسها واهمها مبادرة الرئيس مبارك ، (2)جامعة الدول العربية ، (3)عدد من الدول الغربية وعلى سبيل المثال مبادرة الولايات المتحدة والمبادرة الأوربية والألمانية..الخ ، (4)عدد من التجمعات لمنظمات العمل الاهلى العربى ، (5)بعض افرع المنظمات الدولية والمؤسسات مثل الامم المتحدة والبرنامج الانمائى والبنك الدولى بل والصناديق الاقليمية والدولية ... وبرغم حسن النوايا ونقاء الدعوات لمعظم هذه المبادرات فيوجد اختلافات بينها ... وهذا لايزعجنى بل هو دعوة للقراءة المتانية والواعية لتحديد مجالات الاتفاق ونقاط الاختلاف واسبابها ثم بعد ذلك تحديد الحد الادنى من كل هذه المبادرات اللازم تنفيذه وإطار التنفيذ للوصول الى هدف محدد يتفق عليه ... واخشى ما اخشاه ان يتحول كل هذا الجهد الى ملفات تضاف الى الارفف التقليدية تفيد باحثى المستقبل والمنظرين فى نكبات امة العرب (عبر قرون) او ان تتحول الى (اوسلو) جديدة لسراب سلام يخدع بها المواطن والمجتمع العربى خانه شركاؤه واطرافه فتضيع فرص للحياة من الاجيال المتواصلة..القراءة-للاصلاح-تتطلب وعيا وادراكا ... والتنفيذ يتطلب ايمانا واخلاصا ... والحياة تتطلب قلبا واحساسا ... واخشى ما اخشاه ان حول قادة الاصلاح والتغيير-ممن يقود-فى عدد من الدول العربية مئات بل الاف من اصحاب المصالح فى عدم التغيير هم حوائط مانعة للتغيير واصحاب المنفعة فى ان يستمر الوضع كما هو عليه..اصلاح المجتمع العربى يتطلب جهدا هو اضعاف حرب اكتوبر ... واضعاف بناء السد العالى ... واضعاف بناء الاهرامات ... فهل لدينا المعرفة للاصلاح ؟ الاجابة نعم ... وهل تمت التعبئة للاصلاح وبناء مجتمع عربى جديد؟ الاجابة لا ... نريد كتائب للبناء والتنمية والتعمير وكفانا ضحايا ودماء على ارض فلسطين والعراق لاجيال تضيع منها فرص الحياة والمعرفة والتواصل . للوصول لمجتمع المعرفة على امة العرب وعقولها الاجابة على اربعة اسئلة ما هو الهدف؟ وما هو الطريق للوصول؟ وماذا سنفعل للوصول (برنامج التنفيذ) ومن سيقوم بالتنفيذ ؟ ... وللحديث بقية