جريدة الأخبار – الأربعاء 22 فبراير  2004
قيادات عمل واعيه ... واهداف متجددة

هناك قيادات عمل نفخر بها ... وآخرون لا نفخر بهم ... وهذه سمة وظاهرة لا تختص بها مصر فقط ولكن هي ظاهرة في كل المجتمعات شرقية أو غربية متقدمة أو نامية ، وقيادات المجتمع هم نتاج تعليم وثقافة وفكر واعلام وعمل وممارسة واحتياجات ورغبات وآمال وطموحات .. ويتأثرون كبشر – سلباً وايجاباً . وفكراً وعملاً وممارسة . ونحن ندخل عصر المعلومات وعصر المعرفة فأين قيادات العمل المؤهلة للانتقال بمصر والمجتمع العربي الى عصر المعلومات وعصر المعرفة ولإصلاح وتنمية المجتمع العربي وتنافسه مع عالم يجري ؟ فهل لدينا قيادات العمل بالاعداد الكافية في الحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع المدني ؟ وهل هم مؤهلون التأهيل اللازم ؟ وكيف يتم اعدادهم ؟ وكيف يمكن انتقاؤهم ؟ وكيف تتم معاملتهم ؟ وبادئ ذي بدء يجب أن نتفق على ، أولاً : أن هناك فرقاً بين المعلومات والمعرفة من جهة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات فسهل أن تذهب لشراء حاسب أو موبايل أو اشتراك في تليفون أو انترنت ولكن شئ مختلف تماماً ان تحصل على المعلومة وتستخدمها أو تنتجها والاكثر اختلافاً أن يعطي الله الإنسان المعرفة التي تهديه الحكمة والرؤية والطريق والقرار المناسب في الوقت المناسب . وثانياً : قيادات مجتمع المعرفة هي في كافة القطاعات محام وطبيب ومهندس وصحفي ، سياسي وزراعي وليس المقصود بهم الفنيون في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فالمطلوب قيادات عمل باتساع مؤسسات المجتمع " بعشرات الألوف " . ثالثاً : إن قيادات المجتمع يقصد به الحكومة وقطاع الأعمـال والمجتمع المدني دون استثناء وهي لمؤسسات مجتمع وسوق حر ، ولمواطن يتفاعل مع عالم يتغير فكراً وعملاً . رابعاً : أن مصر لديها القدرة على الإخراج المتواصل للقيادات وأيضاً على صنع القيادات واختلف بقوة مع أي من يدعي غير ذلك . ولكن هذا يتطلب جهداً كبيراً بالتعليم والتعلم والممارسة والإعداد ... إلخ . خامساً : إن القيادة علم وفن وعمل ، وقدوة وممارسة ، استقرار وتواصل إدارة وريادة ، حب ورحمه .

والاجابات على الأسئلة المطروحة هي ضرورة واحتياج لكل عصر وزمن وكل مجتمع فبدون القيادات الفاعلة لا يحدث التقدم والتنمية ... لقد عشت حياة غنية افخر بها بقيادات فاعلة أعطت لمصر على المستويات المختلفة سواء على مستوى الدولة والحكومة والمؤسسات التشريعية والمجالس النيابية والقوات المسلحة وقطاعات الإنتاج والخدمات وقطاعات الأعمال والمجتمع المدني بل أيضاً في التعليم والثقافة والفكر والإعلام لو نظرنا لمصر في مائة عام لرأينا رصيداً من القيادات الفاعلة في كل القطاعات ... وأنا أؤمن بأن لدينا القدرة على انجاب القيادات المتميزة ، ولعله من المهم أن تكون قيادات صالحة ولديها القدرة على العطاء فإذا صلحت صلح المجتمع وإذا لم تصلح أضرت به ، وقد عرفت عالمياً قيادات متميزة في دول مختلفة غرباً وشرقاً ، وأعجبت بتجربة الهند الرائدة لاعداد القيادات نوعاً وعدداً . والتي سبق أن درست عدة مرات فهل يمكن الاسترشاد بها تطبيقاً في مصر ؟ صناع التقدم هم رواد وقادة ومديرون عصريون في كل القطاعات وعلى كل المستويات ... والحمد لله عشت تجارب عملية أفرزت مئات وألاف بل عشرات الآلاف من أبناء مصر وبرزت - وفرزت - منهم قيادات تصلح وأخرى لا تصلح ... وهي مرآة الواقع وسنة الحياة ، ترى من هم قيادات مصر للعشرين والثلاثين عاماً القادمة لعصر المعرفة والتقدم والازدهار ؟ إذا أردنا مستقبلاً أفضل لمصر علينا أن ننظر لمن هم أقل من ثلاثين عاماً وهم ثلثا مصر ... علينا أن نضع نظاماً لاعداد واختيار هؤلاء القيادات فالقيادة علم وممارسة واحتكاك وتدريب ... الإنسان هو صانع التقدم ... وللحديث بقية