جريدة الأخبار – الأربعاء 11 يناير  2004
عام جديد ... واهداف متجددة (2)

المعلومات للإسراع بتنمية المجتمع هدف أدعو له – متجدداً – مع بداية عام 2004 ... تحدثت في الأسبوع الماضي عن توظيف قواعد بيانات البشر للتنمية وتشمل الرقم القومي والتأمينات الاجتماعية والعمالة والأجور والبطالة والخريجين وهي قواعد بيانات وصروح لبنية المعلومات المصرية تم بناؤها بالفعل في الثمانينات والتسعينات ... واكدت في هذا المكان أن التحول الى مجتمع المعلومات يتطلب ركيزة المعلومات عن البشر ... واسمحوا لي أن نركز هذا الاسبوع على المجتمع المحلي فركيزة التقدم في نظري هي أيضاً تنمية متواصلة لكل المجتمع وأساسه أن يتم ذلك في كل محافظة ومدينة وقرية ، هي " فرصة عمل " وصناعات وخدمات هي التنمية الاقتصادية والاجتماعية وأساس ذلك هو في معرفة وتشخيص للواقع الذي هو أساس صياغة استراتيجيات وخطط للتنمية المحلية ، فهل لدينا استراتيجية تنمية بكل محافظة ؟

اول درس يتعلمه دارس الدكتوراه ... هو أول درس يتعلمه كل ممارس عملي وعلمي ومنهجي في حياته العملية وهو أن التغيير يتطلب تشخيصاً ، والتشخيص يتطلب توصيفاً ... فهل يمكن لطبيب أن يقترح العلاج دون تشخيص وتوصيف وتحليل ... وقد ثبت في كل حالات النجاح والتقدم أن المعلومات أساس التنمية وثبت في كل حالات التخطيط والفشل أنه لا تقدم ولا تنمية دون معلومات ... مهما خلصت النوايا ... أو شهادات الدكتوراه .

الواقعية تتطلب وصفاً دقيقاً لمصر ... وأشير هنا للجهد الخارق الذي بذل نحو وصف مصر بالمعلومات والذي بدأ نشره في عام 1994 واستخدمه منذ ذلك الحين وأثمر عن بناء أكثر من 1500 مركز معلومات ودعم القرار - استغرق بناؤها أكثر من عشر سنوات - في كل محافظات ومدن وأحياء بل ونصف القرى المصرية ، توصف من خلال قواعد دقيقة للبيانات مصر والمجتمع محلي بها ويشمل ذلك على وجه المثال بيانات ومعلومات ومؤشرات عن جغرافية المكان واقتصادياته والحالة الاجتماعية به من سكان وقوة العمل والبطالة والزراعة والصناعة والإسكان والتعمير والثقافة ودور العبادة ومياة الشرب والصرف الصحي والكهرباء والاتصالات والنقل والتعليم والصحة والتدريب والشباب والمرأة والطفولة والسياحة وغيرها .

والسؤال المطروح الآن هل لا زالت هذه المراكز تستخدم للتنمية المحلية ولاتخاذ القرار ؟ هل هناك عملياً خطط للتنمية الاقتصادية والاجتماعية تعتمد على قراءة دقيقة للواقع في كل محافظة ؟ هل يتم خلق فرص عمل جديدة وجذب استثمارات بناء على الميزة النسبية والتنافسية لكل محافظة ؟ هل يتم حل مستمر لمشاكل الجماهير ؟ هل تتم مواجهة دقيقة للنمو المطرد في السكان ؟ هل هناك استخدام لهذه المعلومات بالقطاع الخاص ؟ هل تنشر على المواطن ؟ هل لا زالت – بصدق – قوة الدفع والتعبئة لبناء واستخدام بنية المعلومات كما هي ؟ وغيرها من عشرات الأسئلة التي تهم كل مواطن ورجل أعمال وحكومي ومحافظ ووزير... وللحديث عن التنمية المحلية في عصر المعرفة بقية .