جريدة الأخبار – الأربعاء 1 يونيو  2003
افريقيا بين عالمين

أبرزت جريده الاندبندنت البريطانية في عددها الصادر 31 مايو 2003 العنوان الرئيسي لها وكان " عالمين وسؤال واحد question tow worlds one ، مشيرة لاجتماع زعماء الدول الغنية في ايفيان بفرنسا وتساءلت عن مدي ما سيصل له هذا الاجتماع ؟ وهل سيستطيع قاده العالم الأغنياء والأقوياء التركيز علي إفريقيا واحتياجاتها الملحة والعاجلة والتي تنذر بكارثة إنسانيه واجتماعيه واقتصاديه بل وأمنيه ؟ وتفرد المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي واليونيسيف ومعهد الموارد العالمية والجامعات ومعاهد الأبحاث المهتمة بالعالم وإفريقيا المفارقات الكبيرة بين ما تقدم من العالم ويزداد تقدما , وبين مازال متخلفا منه ويزداد تخلفا , وتمثل إفريقيا فيه النصيب الأكبر في التخلف .

فعلي وجه المثال نجد : (1) متوسط الدخل للفرد في العالم المتقدم 27854 دولارا بينما هو 1690 دولارا في إفريقيا , (2) يصل متوسط العمر للفرد في الدول الثماني ألكبري إلي 77 عاما بينما يصل حده الاقصي في إفريقيا إلي 48 عاما.(3) تصل نسبه من يصلهم مياه نظيفة في انجلترا إلي 100% بينما هي في الكونجو لا تتجاوز 45% . (4 ) يصل إجمالي ما يصرف علي الخدمات الصحية لكل فرد في العالم في كندا إلي 2534 دولارا بينما لا يتجاوز ما يصرف في مالي علي الفرد في العام عن دولار واحد فقط لكل الخدمات الصحية. (5) عدد الأطفال الذين يموتون تحت سن 5 سنوات كل عام يصل إلي أربعه ونصف مليون طفل (6) يصل عدد الأفراد لكل طبيب في ايطاليا طبيب لكل 169 بينما هي في مالاوي تصل إلي طبيب لكل خمسين ألف مواطن . (7) عدد المصابين بالايدز في العالم المتقدم لا يتجاوز مليونا ونصف المليون مصاب بينما يصل إلي 28 مليون مصاب في إفريقيا , (8) نصف إفريقيا تقريبا يعيش علي أقل من دولار واحد في اليوم ولا يوجد فرد يعيش علي أقل من دولار في اليوم في الدول الغنية , (9) متوسط عدد الوفيات بين الأطفال اقل من 5 سنوات لكل 1000 طفل في الدول الثماني الكبري هو 6 في الألف بينما يصل في إفريقيا إلي 174 في الألف . (10) عدد السيارات لكل 1000 يصل إلي 561 في الولايات المتحدة بينما هو 14 لكل ألف فرد في إفريقيا. (11) الدعم للمزارعين في الدول الغربية يصل إلي 311 بليون دولار بينما يصل إجمالي المعونة من الدول الثماني لإفريقيا إلي 13 بليون دولار وتعتبر دعم المزارعين في الدول الغنية من اكبر التناقضات التي تمارسها الدول الغربية وتتناقض في هذا مع إطار التجارة الحرة , ومنظمه التجارة العالمية وتؤثر مباشره علي اقتصاديات الدول النامية عامه وإفريقيا خاصه والبعض يعتقد انه إذا رفضت الدول الغنية الدعم عن المزارعين فان المزارعين والمنتجين في الدول الفقيرة والنامية سيكون لهم فرص كبيره لتسويق إنتاجهم محليا وخارجيا . (12) ثلثا سكان العالم في خطر مواجهه عجز شديد في المياة الــ 25 عاما القادمة , (13) أكثر من 50% من سكان العالم ( ثلاثة بلايين نسمه ) لم يستخدموا علي الإطلاق التليفون مره واحده طوال حياتهم . (14) تصل الاحتياجات السنوية لتخفيض عدد الفقراء في إفريقيا إلي نصف ما عليهم ألان إلي 25 بليون دولار سنويا , وذلك تكلفه تطوير خدمات التعليم والصحة وتخفيض وفيات الأطفال بثلاثة أرباع ما عليه إلي الآن .

قاده العالم المتحضر . يواجهون القارة السوداء وأرقامها المظلمة فهل سنراهم علي مستوي المسؤولية لأناره قارة إفريقيا من الداخل والخارج ... إفريقيا لا تريد إعانات تضيع بأيدي الوسطاء ... إفريقيا تريد المعونة لبناء المصانع وقطاع الأعمال يخلق فرص عمل تنتج إنتاجا يستفيد من ثرواتها الطبيعية والبشرية ومن عقول أبنائها في عصر تحول ... بعيدا عنها إلي عصر المعلومات والمعرفة ... وللحديث بقية