جريدة الأخبار – الأربعاء 11 مايو  2003
التحول الى الاقتصاد الرقمى (1)

عشنا ونعيش الثورة الرقمية ويسبقنا للأسف فى هذا مجتمعات تزداد عددا وسرعة وتحولا... وقد حولت ثورة الانترنت فى هذه المجتمعات أساليب العمل والتعليم والحياة ... ويحدث هذا بمعدلات تفوق جميع الثورات السابقة ومنها الثورة الصناعية.. ويجمع الخبراء أننا لم نر بعد غير البدايات الأولية لهذه الثورة والتي سيفوق أثارها وتأثريها: (1) على الإنسان والمجتمع الأهلي. (2) الشركات والمؤسسات وقطاعات الأعمال. (3) الحكومات بين علاقتها مع البيروقراطية الوطنية من جهة ومن جهة أخرى العلاقات الدولية بين الحكومات والنظم وبعضها.

وأصبحت حقيقة أن التحول إلى الاقتصاد الرقمي والمعرفة هو المحدد الرئيسي والهام والجوهري للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بل للإسراع بها. وان إدارة هذا التحول تعني صنعا لمستقبل أفضل وتركه تعني الضرر بالأجيال القادمة وقد كانت هناك فرصة لمصر – باقي منها وقت قليل – لإحداث نقله نوعية رقمية ومعرفية باستخدام بنية المعلومات التى بنيت ما بين 85 – 1999 وتوظيف نظم دعم القرار لترشيد الموارد ووضع الأولويات وتوجيه القرار وصياغة الاستراتيجيات ووضع التحديث الدوري لأجندة العمل الوطنية والإسراع للديمقراطية فى عصر المعلومات حيث يري المواطن والمسئول نفس المعلومة وحيث يشارك المجتمع – دون فئة بعينها – فى استخدام المعلومات وينافسون لمجتمع أفضل، وإذا كان التنافس عالميا فى عصر المعلومات والمعرفة هو إطار البقاء والتقدم فان عدم وجود إطار للتحول إلى اقتصاد رقمي يعني إهمال تحديات الحاضر وضياع فرص المستقبل .. الخ.

ويعني هذا التحول ما يجب أن نعمله أولا : على مستوي الدولة (واكرر مرة أخري) كي نكون أكثر جذبا للاستثمار التقني وأكثر تنافسا عالميا لان غيرنا سبقنا وتحول بدرجة كبيرة خاصة من كان بعدنا بمسيرة التقدم فى الستينيات والسبعينيات والثمانينات مثل الهند وماليزيا وسنغافورا والصين وتايلاند إلى نمور حقيقية تعثرت بعض الشيء ولكن عادت لانطلاقتها مرة أخرى، وعلى الخريطة العربية نري دبي وتونس نموذجين للسبق فى التسعينيات ولن أتحدث عن التقدم التقني الإسرائيلــي فى القطاعات المدنيــة والمعلوماتية عبر أربعين عاما على الأقل ، وثانيا : علي مستوي المؤسسات والشركات المصرية والتي تتطلب عادة الهيكلة وإعادة هندسية للعصر الجديد... فلا يعقل أن تعمل وتنافس مؤسسات العصر الصناعي ... فى العصر الرقمي حيث وحدة الزمن اقل بمئات الأضعاف وحدة الزمن فى العصر الصناعي ... هو مثل من يركب الفرد الترام أو الحصان فى عام 2003 مقارنه بمن يركب السيارة أو الطائرة للانتقال من مكان لآخر، وثالثا : إعداد البشر وتشمل التعليم والتدريب المستمر والتفتح والمقدرة على مواجهة التغيير وديناميكية الحياة، ولعل من أهم قواعد الانطلاق أو اللحاق أو السيطرة على إدارة التحول هو ما نعرفه نحن واسمحوا لي أن اقترح المكونات الأساسية لما يجب أن يعرفه كل قائد ومدير الإدارة الجديد ويشمل ذلك: (1) الاقتصاد الرقمي (الإطار،والأسس والنظريات والتجارب وكيفية التحول له). (2) الإدارة بالمعلومات. (3)إدارة النظم الحديثة القطاعية والمتكاملة ( الإنتاج والخدمات والتسويق والبيع، الشئون المالية والإدارية... الخ). (4)المؤسسة الالكترونية (التجارة الالكترونية، الحكومة الالكترونية،... الخ). (5) التجارب العملية الرائدة وأسباب النجاح. (6) التجارب الفاشلة وأسبابها. (7)الأساس النظري للتنافس باستخدام المعلومات والمعرفة. (8) إدارة البيئة التكنولوجية ويشمل التصميم والاقتناء والصيانة والنمو. (9) قياس العائد الاقتصادي وغير الملموس من نظم المعلومات. (10) نظم دعم القرار والعمل الجماعي والعمل على الشبكات. (11) إدارة العمل فى مجتمعات متشابكة دولية وإقليمية باستخدام النظم الافتراضية والمتكاملة. (12) السياسات وحماية الملكية الفكرية. (13) إدارة الأصــــول المعرفيــــة . (14) الأخــــلاق وأســــس الإدارة المؤسسيــة المثاليــــة (GOVEMANCE) ... وللحديث بقية