جريدة الأخبار – الأربعاء 5 مايو
2002 الانترنت والتعليم والتدريب عن بعد
لعل من المفيد.. وفى فترة الأحداث الإقليمية التى نعيشها- أن نضئ شمعة حول ما هو إيجابى من أعمال ومبادرات وعقول وقادة فى مصر والمنطقة العربية . و من هذه المبادرات – مع دخول الانترنت. احد احلام منتصف التسعينات والذى بدأ يتحول- بحمد الله- الى حقيقة و أذكر ان الحلم بدأ بفكرة إستخدام الانترنت فى التعليم و التدريب . وما يحمله هذا من آفاق لمجتمعنا فى تحول كمى و تحول نوعى لكل المجتمع .
... لكل طفل...لكل طالب جامعى – دراسات عليا- دبلومات ...الخ.
... لكل خريج و مهنى طبيب- مهندس- محامى قاضى – صحفى...الخ
... لكل عامل و فنى
... لكل من لا يعمل
... ولذوى الاحتياجات الخاصة
... الخ
وإيمانا بمدرسة التجريب و المرحلية تم صياغة عدة مشروعات كل منها محدد الاهداف و القطاعات و تم إحتضان هذه المشروعات فى المركز الاقليمى لتكنولوجيا المعلومات و بتشجيع من السيد/ عبد اللطيف الحمد رئيس الصندوق العربى للإنماء الاقتصادى والاجتماعى والسيد الدكتور/ عاطف عبيد واللذان يعود إليهما الفضل فى انشاء هذا المركز .. و قادت هذه المشروعات... على وجه المثال – عقول وطنية وعربية .
هبة رمزى..مشروع الأطفال القرن الحادى والعشرين.
د.طارق شوقى.. مشروع أولى لعمل ماجستير فى الهندسة الميكانيكية على الانترنت مع جامعة إلينوى.
ثم قادت الأستاذة القديرة عفت الشوكى ملحمة تحويل المشروعات التجريبية الى أول جامعة على الانترنت فى العالم مع الجامعة البريطانية ميدل سيكس والتى يسجل الماجستير فيها طلبة من بريطانيا والصين وهونج كونج وسنغافورة وماليزيا و المنطقة العربية وغيرها, وأصبح برنامج ماجستير الإدارة للجامعة البريطانية ميدل سيكس الأول من نوعه فى العالم للتقنية مركزها القاهرة, وبمنهج لجامعة بريطانية و لطلبة ينتمون لمجتمع المعلومات الجديد.
وشارك فى تحويل الأفكار إلى حقيقة أيضا عقول فنية وطنية و عربية مخلصة أذكر منها على سبيل المثال علاء فهمى و عمار العطيات و طارق كامل و أثمرت مراحل التجريب الى صياغة مبادرات و مشروعات أكثر طموحا .. بل ألى تحول المبادرات والمشروعات الى سياسات حكومة.. وإلى استراتيجية توجه لمجتمع .. وكانت إحدى نقاط التحول هو المؤتمر السنوى للانترنت و الذى شرف فى عامة الثانى بحضور سيدة مصر الأولى والتى وافقت فيه على رعايتها لمبادرة لعصر جديد لأطفال القرن الحادى و العشرين..بالتعاون مع جمعية الرعاية المتكاملة فى صعيد مصر بدأت بأسوان و قنا و سوهاج و أسيوط و ألمنيا و سرعان ما انتشرت المراكز الى العشرات..ثم الى عدة مئات- بعد تبنى الدولة لنشر هذه المراكز- تدخل أطفال مصر إلى عصر جديد لمخاطبة مجتمع عالمى جديد.. اساسه العقل وثروة المعرفة.. فهى التى ستصنع التنمية والسلام والحوار والتعاون والإنفتاح والتنافس... والأمن و الأمان.
ولكل من مبادرات التعليم والتدريب عن بعد قصة كفاح تتطلب الأمانة عرضها ومن قادها وساهم فيها وما واجهته من تحديات بل أيضا ما لم ينجح منها ... وللحديث بقية.