جريدة الأخبار – الأربعاء 21 ابريل  2002
المعلومات ... القرار والاطار ... وبوش !!

المعلومات تعريف واطار .. والقرار يعتمد علي المعلومات وبالتالي يعتمد علي التعاريف وعلي الأطار الذي من خلاله تعرض المعلومات. وفي نظري اننا نعيش اليوم أزمة لم يعشها العالم منذ أزمة الصواريخ الكوبية والتي اصطلح عليها أزمة خليج الخنازير والتي عاشتها الولايات المتحدة وروسيا وكوبا في اوائل السيتنات والتي كانت تنذر بحرب عالمية نووية وصنعت قطبي المعسكر الغربي والشرقي انذاك والعالم حولهم علي مشارف الانزلاق الي كارثة كبري . وأذكر اني قرأت كتابا متميزا لمؤلفه الشهير اليسون بعنوان " أزمة الصواريخ الكوبية " وانتشر الكتاب توزيعا بل اصبح مرجعا علميا يدرس في علوم السياسة والادارة واتخاذ القرار بل والمعلومات ودعم القرار.. ويوضح الكتاب أهمية الاطر العلمية للاعداد للقرار . وكان ان عرض علي الرئيس الامريكي كيندي عدة بدائل لمواجهة ازمة الصواريخ الكوبية ولكل بديل اطاره وافتراضاته وكانت تداعيات كل منها مختلفة تماما فمنهم كان سيؤدي الي كارثة ومنهم ما يؤدي الي الخروج من الازمة.

ولعلنا اليوم نواجه مشكلة يجب مواجهتها بكل عقل وموضوعية.فاننا نلاحظ انه لسبب أو أخر ومنذ تولي الرئيس الامريكي بوش ان قضية الشرق الأوسط تعرض وتعالج في إطار مختلف لما كانت عليه من قبل وزادت الامور تعقيدا بعد 11 سبتمبر . وقد شبهت ما يحدث في عالمنا بالموجة الرابعة وهي عنيفة لانها تهز بل وتزلزل تراكم ما وصل له العالم واطار العلاقات الدولية والاقليمية والمحلية بل تغير الفرضيات التي صنعت للاطار العالمي حتي 11 سبتمبر .. وكان هذا الحادث المؤسف قد قضي علي حصيلة المجتمع المعاصر .. وإذا كنا نطلب الهدوء من الشعوب وندعوها للمحبة والخير والسلام فلابد ان نطلبها من القادة واولهم رئيس اكبر دولة في العالم.. بل أنه من المطلوب ان يتم عرض بكل عقلانية . الأطر المختلفة . لما يحدث ونعيشه ونتفق عليه حتي نخرج العالم والمنطقة من الكوارث التي يمكن ان تواجههم . دور المعرفة والمعلومات والعقلانية والهدوء . وعدم الانفعال. هام جدا.. ومطلوب ان نستثمر الأنترنت وان نبدا كمجتمع الحوار العقلاني وتحويل المواجهات الانفعالية الي فهم والي قرار والي تدخل .. لننقذ به ابرياء.

في الاسبوع الماضي ناديت المجتمع المصري وشبابه .. والذي اؤمن بذكائه وادراكه وعمق تحضره وانسانيته وعقلانيته وعروبته وانفتاحه .. بان يرسل رسالة الي الرئيس الامريكي والي المجتمع الامريكي .. واناديه اليوم بالتاكد . بل والتاكيد . علي ان ما يكتب هو ان يكون اطار داعيا للسلام والمحبة والخير والتعايش السلمي والتعاون والاحترام والتقدير ونبذ الحروب والكراهية والمنازعات.. واذا كنت تشعر . مثلي . ان الدنيا الان معكوسة وان الحق يدعي به باطل والباطل يدعي به حق .. فلنبدا صياغة وعرض اطار الحق .. ولننشره بالانترنت وبالكلمة الحسنة ... وبالمعلومات ... وبالهدوء ... وبالحوار... وعلينا ان نستثمر المعلومات والانترنت للسلام والامن والامان والتقدم وحياة افضل لابناء مصر والعرب والعالم . اذكر انني كنت ادعو ابنتي لكسب " صديق كل يوم " ولعلي اسمح لنفسي ان ادعو شباب مصر وعقوله ومستقبله لكسب " صديق كل يوم " بالانترنت ... لتعرض كلمة حق ... ومن اطار يدعو للحق ويساهم في التنمية والتقدم وخير الانسان.