جريدة الأخبار – الأربعاء 6 مايو  2001
تحديات التحديث (3)

البنية الأساسية التكنولوجية هى أحد التحديات الستة للتحديث كما ذكرنا سالفاً. البنية التكنولوجية لمصر تطورت وتتطور وهى تعنى كهرباء واتصالات وحواسب وانترنت وحزم برامج وتليفزيون وقمر صناعى.

- البنية التكنولوجية لمصر تعنى كهرباء تضاعفت 8 مرات فى عشرين عاماً وتغطى جميع أنحاء مصر.
- البنية التكنولوجية لمصر تعنى اتصالات تضاعفت 13 مرة فى عشرين عاماً من نصف مليون مشترك فى عام 81 إلى 6.1 مليون مشترك حالياً ومستهدف مضاعفتها إلى 12 مليون مشترك فى خمس سنوات بالإضافة إلى ما تحقق الأن من عدد 2.6 مليون مشترك للموبايل بمعدل زيادة فى العام الأخير وصل إلى 146%.
- وتعنى حواسب يزداد انتشارها بمعدل 35% سنوياً وصل عددها تقريباً إلى مليون كمبيوتر "بمعدل كمبيوتر لكل 65 مواطناً تقريباً". ونريد 2 مليون كمبيوتر إضافى لنصل بالمعدل إلى 1 لكل 30 مواطناً فوراً فى نهاية عامين نريد أن يصل الرقم إلى 4 ملايين كمبيوتر لنصل بالمعدل إلى 1 لكل 15 مواطناً وهكذا والحلم أن يصل الحاسب أو ما شابهه بجوار التليفزيون والتليفون إلى كل منزل ومكتب ولكن الواقع الاقتصادى والاجتماعى يفرض أن يكون ذلك تدريجياً فليكن الهدف اتاحته فى كل القرى والمدارس والمكتبات العامة فى خلال 36 شهراً.
- البنية التكنولوجية لمصر تعنى إنترنت لكل المصريين وترتفع بما كان متاحاً من 350 ألف مستخدم "70 ألف مشترك" فى 1/1/2000 إلى طاقة مليون مستخدم الأن منهم 600 ألف مشترك إلى طاقة ل5 ملايين مستخدم فى خلال عام.
- البنية التكنولوجية تعنى حزم برامج عربية وأجنبية تكون فى متناول المجتمع "ولا تستغله" فى إطار من حماية الملكية الفكرية ويستهدف زيادة إنتاج العقل المصرى أسوة بما حققته دول أخرى مثل الهند فى هذا المجال.
- البنية التكنولوجية لمصر تعنى تليفزيوناً وصل تقريباً لكل منزل وقمراً صناعياً وصلت به مصر عملياً إلى أبعاد جديدة لخدمة المجتمع والتنافس العالمى.
ولكن هل وصلت البنية التكنولوجية إلى الطموحات والآمال؟ وهل بالإمكانات المحدودة لمصر يمكن مضاعفة تطوير هذه البنية؟ وهل يمكن الوصول بأهداف كمية للتغلب على الفجوة التكنولوجية؟.

طموحاتنا فى جزء تحققت بل تجاوزت ما هو ممكن خاصة فى قطاع الكهرباء والإعلام والاتصالات وسيسجل التاريخ أن البنية الأساسية التكنولوجية لمصر تضاعفت بناؤها فى فترة الثمانينيات والتسعينيات بإصرار القيادة وبوضوح الهدف وبعرق الرجال وبتعاون صادق بين مؤسسات مصرية وعربية ولكن التقدم العالمى يقفز بمعدلات كبيرة جداً والاستثمار فى البنية التكنولوجية يتضاعف بمعدلات أكبر ... والمطلوب هو مضاعفة الجهود لبناء بنية عصرية تصل لكل منزل ولكل مكتب.

البنية التكنولوجية تتطلب استثمارات ويأتى هنا دور الدولة فى الإسراع بدخول المجتمع لعصر المعلومات مركزيا ومحلياً "على مستوى كل محافظة وقرية" ببرامج واضحة أساسها تحقيق قفزات نوعية وأيضاً العدالة التقنية بين قرى سوهاج وأحياء القاهرة ... البنية التكنولوجية تتطلب قطاعاً خاصاً ينطلق لتحقيق سياسات الدولة بريادة وقيادة ووضوح وقدوة وانتشار.

نريد البنية التكنولوجية التى تضيف إلى الإسراع بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية وللناتج القومى الإجمالى ولإنتاجية كل شركة ولدخل المواطن والأسرة مالاً ورفاهية.

يعلم المتخصص والممارس أن تحديات التحديث للبنية التكنولوجية هى نسبياً أسهل التحديات الستة ولكن أصعبها هو استخدامها كأداة للتنمية وهناك من يتصور خاطئاً بأن البنية التقنية فقط تحدث التقدم، وهذا تصور خاطئ تماماً فلا يمكن أن يحدث التقدم إلا بتكامل عناصر منظومة التقدم الستة ... كما تحدثنا من قبل وكما سنتحدث فى المستقبل.

الحمد لله أن ما بنى على أرض مصر عبر الأجيال اعطانا واقعاً يحسدنا عليه أخرون ولكن علينا مضاعفة الجهد لبناء بنية تقنية تبنى وادى النيل الذكى ... لمجتمع عاش عبر الحضارات ذكياً ورائداً وعابراً.