جريدة الأخبار – الأربعاء 15 ابريل  2001
عصر المعلومات واعداد القيادات

دخول عصر المعلومات يتطلب قيادات فاعلة ومتميزة قادرة على التنافس والريادة العالمية وترجمة الآمال والأحلام إلى عمل وانجاز وقيمة مضافة.

الحمد لله مصر ولادة للعقول والسواعد والقيادات والعلماء ... الحمد لله أننا تجاوزنا عصر التبشير وعصر التجريب إلى مرحلة الانطلاقة لعصر المعلومات.

لكل عصر رواد وقيادات ... نذكر بكل إجلال من علمنا من جيل المبشرين الأستاذ نعيم أبو طالب ويحيى الحكيم والذين بنوا بعقولهم وسواعدهم وعلمهم أول أقسام الحاسبات الآلية والتحكم الآلى فى هندسة الاسكندرية فى أوائل الستينيات. نذكر بكل تقدير أيضاً طلائع المستخدمين للحاسبات الآلية د. ابراهيم حلمى عبد الرحمن فى معهد التخطيط واللواء جمال عسكر فى الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء ... ومن كل مؤسسة بدأ جيل يتعلم ويبنى ويضيف ويخرج للمجتمع يساهم فى بنائه ... وفى الثمانينات – أعد عبر 15 عاماً تحت رعاية د. عاطف عبيد – جيل من القيادات تم إعدادهم من خلال فكر ومشروعات تنفيذية لمواجهة تحديات التنمية ولدعم القرار ولبناء بنية الحكومة الالكترونية من بشر ونظم وأجهزة وبيانات وكيانات مؤسسية وقيادة بكل منها وتم إنشاء مراكز للمعلومات ودعم القرار أدخلت الإنترنت ونفذت 900 مشروع قومى كبير حول 20 قضية من قضايا التنمية و14 محوراً لبناء مجتمع المعلومات إحداها بناء وإعداد البشر ... تم بقيادات اعطيت لهم فرصة العطاء وشرف الانجاز.

يتطلب إعداد قيادات عصر المعلومات ما يلى:
1- إعداد قيادات علمية عملية لعصر المعلومات وهنا أدعو – وبكل قوة وبأعلى صوت – على توفير 500 منحة ل 500 شاب مصرى سنوياً فى أرفع جامعات العالم "أفضل عشرة" ولمدة العشر سنوات القادمة للحصول على الماجيستير والدكتوراه لأنه بدون قيادات المستقبل "عدداً ونوعاً" لن يحدث التقدم فى مصر "تكلفة هذه المبادرة لا تتجاوز 25 مليون دولار سنوياً. وهى ثمن قيادة طائرة الدخول لعصر المعلومات".
2- إعداد قيادات للمجتمع فى عصر المعلومات فى الحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع المدنى وهناك مبادرات متعددة لهذا فى نهاية السبعينيات وأوائل الثمانينيات كانت هناك بعثات السلام، وفى التسعينيات أنشئ المعهد الإقليمى لتكنولوجيا المعلومات والذى يتعاون مع عدة جامعات أجنبية وخرج ويخرج – تحت قيادته الشابه – د. شريف كامل شباباً يضاف لرصيد قيادات عصر المعلومات سنوياً وبجهد وعطاء متميز، وأخيراً وليس أخراً تجربة رائدة جديدة للصقل العلمى للخبرات المتعلمة والمتميزة من خلال برنامج مع جامعة هارفارد للقيادات تبنته ودعمته ونفذته جمعية جيل المستقبل.
3- إعداد قيادات لصناعة عصر المعلومات وبدأت مبادرة فردية فى الثمانينيات لمعهد تكنولوجيا المعلومات مطلوب مضاعفاتها عشرات المرات لاخراج أعداد ونوعية تتنافس مع معاهد التكنولوجيا فى الهند "عدداً ونوعاً" والهدف هو التنافس العالمى لهؤلاء الخريجين من خلال صناعة تنتج وتضيف مادياً واجتماعياً بقيادات مصرية.
4- إعداد قيادات شعبية لعصر المعلومات ونقل التقدم لجذور المجتمع المصرى، وهنا تزداد أهمية دور الاستخدام وتفعيله فى كل محافظة من محافظات مصر. وقد بنى 42 مؤسسة تدريبية دربت حتى عام 1999 عدد 300 ألف من شباب مصرى بنيت بقدرات ذاتية للتعليم على استخدامات الحاسبات مطلوبة نقلة نوعية وعددية لفكرة ودور هذه المراكز وغيرها من مراكز التدريب بكل من المعاهد والجامعات الاقليمية لتحقيق بناء قاعدة المجتمع وقياداته.

الاستثمار فى البشر هو استثمار لبناء حكومة عصرية لعصر المعلومات، وقطاع خاص عصرى، ومجتمع مدنى منفتح لعصر المعلومات ... أساسه الإنسان المتعلم والمتدرب جيداً ... والذى يعمل على صقل وتدريب نفسه باستمرار ... ومطلوب قيادات بكل موقع لتحقيق هذا العبور.