جريدة الأخبار – الأربعاء 25 فبراير  2001
شعبية الانترنت (3)

لتحقيق شعبية الإنترنت ودخوله كل منزل وكل مكتب ... كل قرية وكل مدينة يتطلب ذلك توفير جهاز للاتصال بشبكات الإنترنت يمكن أن يكون جهاز حاسب شخصياً أو جهازاً خاصاً طرفياً يتصل بالإنترنت أو يمكن استخدام جهاز التليفزيون مع وحدة مواءمة خاصة بالإنترنت. كل يوم هناك تقدم مذهل سيؤدى فى النهاية إلى وجود جهاز واحد بالمنزل هو تليفزيون وحاسب ومتصل على الإنترنت ... ولكن ماذا نفعل اليوم ... كل ساعة يتأخرها مواطن مصري فى دخول عصر المعلومات هى خسارة قومية وفردية كبيرة ... لأن هناك 400 مليون مواطن فى العالم يستخدمون الإنترنت وهناك قيمة مضافة متزايدة اقتصادية ومعرفية لمن يستطيع التنافس مع الزمن. - يوجد الآن فى مصر ما يقرب من مليون كمبيوتر بمعدل 1 لكل 65 تقريباً. - نريد فوراً هذا العام 2 مليون كمبيوتر إضافى ليصل بالمعدل إلى 1 لكل 20 مواطناً تقريباً. - نريد العام القادم 3 ملايين كمبيوتر إضافى ليصل بالمعدل إلى 1 لكل 14 مواطناً تقريباً. - المليون كمبيوتر تتكلف بأسعار اليوم 2000 مليون جنيه. - نريد كمبيوتر لكل 10 تلاميذ أو طلبة وهذا يتطلب 2 مليون كمبيوتر اليوم وفوراً. - نريد ربع مليون كمبيوتر ل 4000 قرية فى مراكز لتدريب أبناء صعيد ودلتا مصر بمعدل 60 حاسباً فى المتوسط لكل قرية. - نحلم بدخول الكمبيوتر مثل التليفزيون لمعظم بيوت مصر ... وهذا ليس حلماً بعيد المنال ففى سنة 1960 لم يكن هناك تليفزيون أساساً فى مصر وكان دخوله فرجة عائلية بضريبة سنوية تحصلها الحكومة.

للحكومة دور هام فهى: أولاً: تضع السياسات وفى هذا مطلوب أن تعلن ما ستقوم به لتحقيق طفرة تدخل الحاسبات بمئات الألوف ثم بالملايين. وثانياً: فى وضع الحوافز غير التقليدية فعلى سبيل المثال هل من الممكن أن نفكر فى حوافز ضرائبية عملية، إذا كانت الضرائب هى إحدى أدوات التنمية وإذا كان دخول المصريين عصر المعلومات هو التنمية وعدم دخولهم سيؤدى بهم إلى للتخلف فى العالم ... هل ممكن أن نعطى حافزاً ضرائبياً متدرجاً لكل من يشترى حاسباً وحزماً برامج ويتدرب للعصر الجديد ويمكن تحقيق ذلك من خلال آليات الضرائب الخاصة بالمؤسسة أم الفردية؟ .. وثالثاً: ما الاستراتيجيات لتشجيع الصناعات الوطنية وإحتضانها فى عصر تضاءل فيه هامش الربح على الأجهزة والمعدات؟ .. ورابعاً: تشجيع التقسيط من خلال البنوك ومؤسسات المال للمواطن وبدون تعقيدات.

يمكن للقطاع الخاص تحفيز الشركات على المشاركة فى نشر الحاسبات فادعو الشركات للمساهمة فى إنشاء النوادى المجتمعية للمناطق المحرومة سواء بأجهزة وحاسبات جديدة أو مستعملة وهناك أمثلة عديدة لدى رجال وشركات مسئولة ساهموا فى بناء العديد من المراكز فى صمت.

الجمعيات الأهلية لدينا 14000 جمعية أهلية منهم الكثير الفعال والمعطاء وهم بإمكانات محدودة غيروا ويغيرون فى خدمات اجتماعية متعددة على أرض الواقع، لو ساهم 10% من هذه الجمعيات فى إنشاء مراكز للحاسبات والمعلومات ستدخل أكثر من 1500 قرية عصر المعلومات.

الدخول لعصر المعلومات بدايته مواطن يمكنه الدخول على جهاز سواء يملكه أو هو متاح فى مكان عام مثل مكتبة القرية أو مراكز القرن الحادى والعشرين أم فى مدرسة تفتح بابها للمجتمع .. نريد 2 مليون كمبيوتر اضافى للمصريين هذا العام لتحقيق النقلة النوعية .. لكل المجتمع .