جريدة الأخبار – الأربعاء 30 يوليو  2014
أم الدنيا وقيادة التقدم

لم يعد هناك وقت ... مصر تفقد كل يوم زمنا هي في اشد الاحتياج له ... وللأسف لا أجد أي مبرر لفقد زمن غالي لا يمكن تعويضه أو شراؤه ... انتظر المصريون بكل شغف وإجماع وحب انتخاب رئيسهم الجديد ... وعمت القلوب والوطن والشوارع والميادين فرحة وبهجة بحلم تحقق . هناك برامج ومشروعات حيوية كبري مثل مشروع تشغيل مليون مصري لا تحتمل التأجيل أو الإرجاء والذي أعلن عنه تباعا من فبراير ومارس من هذا العام ... وكل يوم يعني تشغيل ما يقرب من 3500 مصري وهو ما يساوي انتشال 70 قرية من الفقر من خلال خلق فرص عمل حقيقية ... شهر يعني تشغيل مائة ألف مصري أو نصف مليون مصري في نصف عام ... لماذا يتم تأجيل هذا المشروع ؟ ولماذا عدم انطلاقته حتي الآن ... لقد مر أكثر من شهرين من حكم جديد وحكومة ميدانية ولكن مصر لم تري للآن برنامج متكامل للبناء والتقدم كما كان منتظرا ... لم نري للآن برنامج متكامل للإصلاح الاقتصادي ؟ رغم بدء جزئية تحريك سعر الطاقة ...!!! برنامج الإصلاح الاقتصادي المتكامل يعني برنامجا للسيطرة علي وتخفيض الدين الداخلي والخارجي وبرنامجا للسيطرة علي العجز في الموازنة وبرنامجا للإدارة الرشيدة للدعم وبرنامجا للاستثمار وحوافزه وبرنامجا للتشغيل وبرنامجا للانطلاقة الصناعية والزراعية والسياحية وغيرها ؟ ... مصر لن تتقدم وأكرر مصر لن تتقدم فقط بفلسفة جمع التبرعات أو بمنطق التسول ... ولكن مصر ستنطلق بتفجير الطاقات الوطنية وأهمها العلمية والمهنية ، الفكرية والثقافية ، البشرية والإنسانية ، والاقتصادية والاجتماعية ... مصر ستتقدم باقتصاد أكبر وبمجتمع أسعد ... مصر لن تتقدم بفكر فرد أو أفكار فردية ولكن مصر ستتقدم ببرنامج وطني للبناء والتقدم يضعه قمم خبراء الوطن المحترفين في الاقتصاد والتعليم والسكان والسياحة والصناعة والزراعة والإدارة وغيرها ... يجب أن ينتهي عصر الفتاوى الفردية (السلبية) في المجالات الاقتصادية والاجتماعية بالإضافة إلي الدينية ... مصر لن تتقدم دون فريق يفكر ويخطط ويعبئ ويطور ... مصر لن تتقدم بمشروعات جزئية ولكن مصر ستتقدم ببرامج وسياسات لانطلاقة وطن وتشغيل وخلق فرص عمل واستثمار ... مصر لن تتقدم بأمن مخترق ولكن ستتقدم بمراجعة وتطوير وتنفيذ خريطة الطريق للأمن التي تم إعدادها وعرضها علي السيد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في ابريل وفي يونيو الحالي ... مصر لن تتقدم لو تصورنا أن الحكومة والجيش سيقوموا ببناء الوطن ولكن مصر ستتقدم حين يتم تعبئة كل قطاعات الوطن لبنائها وأهمها القطاع الخاص والأهلي بدعم حكومي وحماية جيش وأمن وطن ... مصر لن تتقدم بمخططات فردية لوزراء تستخدم عبارات رنانة لقضايا مزمنة ولكن مصر ستتقدم برؤى واضحة وخطط جماعية لتحقيق هذه الرؤى ... وتحديدا مصر ستتقدم بما يلي : أولا خريطة طريق لأمن مصر تصبح مصر فيها من أكثر عشرة دول بالعالم في ثلاث سنوات (تم أعدادها) ، وثانيا تنفيذ خريطة طريق لتشغيل مليون مصر في عام (تم إعدادها) ، وثالثا خريطة طريق كي تكون خريجي المدارس المصرية من أفضل عشرة دول بالعالم في 15 عاما (تم أعدادها) ، ورابعا خريطة طريق كي تكون مصر من أفضل عشرة دول في السياحة في العام في عشرة سنوات ، وخامسا مخطط عام كي تستوعب مصر 170 مليون نسمة حتى عام 2050 (تم أعدادها ومطلوب مراجعة مختصرة لها) ، وسادسا خريطة طريق كي تكون مصر من أفضل 25 دولة صناعية في 25 عاما ، و 25 دولة زراعية في 25 عاما ... وهكذا ، وسابعا مخطط لبرنامج البناء السياسي والديمقراطي ، وثامنا برنامج لإصلاح الخطاب الديني والثقافي ، وتاسعا برنامج للعدالة الاجتماعية ، وعاشرا برنامج للإصلاح التشريعي (تم تشكيل اللجنة العليا) ... الخ ... ما أتابعه في المجتمع ووسائل الإعلام يعكس انتظار وشغف المصريين لنهضة حقيقية بالإضافة إلي المشروعات الجزئية المطروحة ... نهضة بهم ولهم يشاركون فيها بعلم وعمل وكرامة وعطاء ... تعبئة أم الدنيا هو ركيزة تقدم الوطن ... لكل الوطن وبكل الوطن ... أمامنا طريقين إما طريق التقدم والنهضة أو طريق الانهيار ... الطريق الأول هو للرخاء لأم الدنيا أما الطريق الثاني فهو للفقر والتخلف لأمة للمظاليم ؟ ... فأيهما سنختار .