جريدة الأخبار – الأربعاء 18 ديسمبر
2013 جيل ثائر ... وأمة حائرة
هل نحن أمة رشيدة ؟ أم ظالمة ؟ أم حائرة ؟؟؟؟... الشباب هم الوطن ... هم الروح والقلب والحلم والأمل ... هم الحاضر والمستقبل والعقل والعمل ... الشباب هم طاقة الأمم وقاطرة التقدم ... شباب مصر يسعي ويناضل لحياة ذات معني بحرية وكرامة ... شباب مصر جيل رافض ومتمرد وثائر يبحث عن طريق لحياة تختلف عن ما فرض عليه وعاشها ... شباب مصر جزء من هذا الجيل الذي ضاع منه الطريق والجزء الأكبر يبحث عن الطريق وعن الحياة والوطن ... مصر بها ستين مليون تحت الثلاثين عاما (هم ثلثي مصر) ، وأربعين مليون تحت العشرين عاما هم نصف مصر ... جيل العشرينات يمثل (الفرق بين الرقمين) ويتجاوز تقريبا عشرين مليون مصري (هم ربع مصر) ... هذا الجيل هو طاقـة وقدرة ، ثورة وتمرد ، أفكار وإبداع ، نقاء وتجرد ، وتجريب وتخبط ... من ولد في الثمانينات والتسعينات يشكل مصر جديدة بجيل جديد يبحث عن الذات والحياة ، والحرية والكرامة ، والطريق والوطن ... هو جيل يمثل مصر جديدة بجيل جديد له خصائص وسمات عديدة ... منها أولا : أنه يسعي لحياة لها معني فيها العطاء والقدرة علي الإضافة ... وثانيا : هو جيل يري أن السعادة أهم من المادة . وثالثا : هو جيل يعيش يومه ويحلم بغد أفضل من حوله . ورابعا : هو جيل لا يستوعب وقد لا يهتم بالصراع المادي والانفتاح الاقتصادي والسوق الحر ، وخامسا : هو جيل غير مشارك ولم يعد وخارج عن المنافسة العالمية . وسادسا : هو جيل منفتح علي عالم يقفز ويتغير ويتحول ويتصارع . وسابعا : هو جيل فضائيات يشاهد يتواصل مع عالم يتابع الشباب بتحدياته ومشاكله وطموحاته وآماله . وثامنا : هو جيل الانترنت يتواصل ويترابط مع عالم يعرفه وآخر لا يعرفه ، منه الحقيقي ومنه الافتراضي أصبح يعيش التواصل الاجتماعي دون حواجز أو قواعد لحظة بلحظة . وتاسعا : هو جيل الموبيل ينام ويصحى ويأكل ويشرب بل ويتحدث ويتنقل ويتواصل من جهاز صغير مع العالم الآخر . وعاشرا : جيل ظلم في التعليم والثقافة والتربيـة حيث لم يعد جيلنا لهم ما يلائمهم وما يستحقوه ... هو جيل منطلق ومتفجر ، ومتمرد وحائر ، يتحاور ويعبر عن نفسه بكافة الطرق ... هو جيل افتقد العمق للتعليم والثقافة واساليب الحوار والخطاب السياسي والاجتماعي وقنوات التواصل ، وافتقد أيضا القدرة علي التواصل والعمل العام والمشاركة السياسية ... هو جيل ظلم ... وأتساءل هل علينا أن نساند شباب مصر لبناء مصر التي نحلم يها جميعا بها أم أننا في صراع مع شباب مصر دون وعي وإدراك ... جيل يظلم أجيال ... ما يحدث في الشارع المصري هو استمرار فكر وثقافة ، هدم وتدمير الوطن ... ما يحدث في الشارع المصري هي مشاهد غاضبة متتالية للأجيال الثائرة والرافضة والمتمردة والمعترضة ... ما يحدث في الشارع المصري هو بداية للانزلاق في مسلسل التضحية بأجيال جديدة من شباب جامعات ومدارس تمارس فلسفة الحجارة بدلا من تعلم الرياضيات واللغات والعلوم والآداب والفنون ... الأمة الظالمة هي التي تقتل أبناءها وتقتل معها حلم الوطن . فهل هناك من لديه الحكمة والرحمة ومن لديه البصيرة والرؤيـــة بأن شباب مصر مهما فعل لم يتلوث مثلما تلوثت أجيال أخري ؟؟؟ ... جزء من شباب مصر ضل الطريق واتجه للتطرف والعنف وكلاهما بفعل تشويه لصحيح الدين أعما القلوب واظلم العقول ... فهل الجهل والعنف والهدم والحجارة أفضل من التعليم ؟؟؟ ... وهل الدمار أفضل من الحوار ... نحن لا نتواصل مع أولادنا ولا ننصت إليهم ... ولا هم يتواصلوا معنا أو يسمعونا ... لا قبل الثورة ولا بعد الثورة ؟... الأمة الحائرة هي التي لا تسمع ولا تري ؟ ... الأمة الحائرة هي التي ليس لديها الرؤية والبصيرة لتري الطريق ، والأمة الظالمة هي التي تغتال الحاضر والمستقبل قبل الطريق ... والأمة الظالمة هي التي تضحي بالأب والابن بل تضحي بالأجيال المتعاقبة ... نريد صحوة لضمير الأمة في شبابها وأبناءها وشيوخها للبناء والتقدم والعلم والعمل ... الأمة الظالمة تغتال الأجيال ، والأمة الحائرة تضيع منها الأجيال ، والأمة الرشيدة هي التي تبني بالأجيال ... من أجرم فلنحاسبه ومن أضل فلنحاوره ومن اخطأ فلنحتضنه ... بالعلم والثقافة والتربية والعمل والعطاء والمشاركة والمحبة تبني الأمم ... اللهم أهدي أهل مصر .