جريدة الأخبار – الأربعاء 21 سبتمبر
2011 إنقاذ الوطن ... ونوبة صحيان
هل مصر في حاجة الي نوبة صحيان ؟ نوبة صحيان بالتعبير العسكري هو انطلاقة البدء ليوم جديد ... معظم المؤشرات – بكل أسف – تشير إلي انهيار حاد لوطن ومجتمع ... انهيار أمني ، وانهيار اقتصادي وانهيار اجتماعي وانهيار اخلاقي ... فهل هذا هو انهيار متعمد مع سبق الإصرار ؟ ومن الذي خلفه ؟ ... المتابع اليومي للاحداث يتابع مسلسل الانهيار الامني لوطن ومجتمع كان يتحاكي العالم عنه بأنه أرض السلام والأمان عاش المصريون والاجانب علي أرضه آمنيين في مساكنهم وأشغالهم وطريقهم وحرماتهم ... ويتسائلون أين انجازات الحكومة الموقرة في اعادة الأمن والآمان لمصر وماذا تم إنجازه بعد أكثر من 200 يوم منذ انطلاقة ثورة الشعب ؟ ... وعلي الجانب الآخر من هي الايادي المحركة للاضرابات والفوضى الأخيرة ؟ ولماذا لا يتم محاسبتها ؟ ... هل هي من فلول نظام الحكم السابق ؟ أم هي من الاجنحة المتشددة للتيارات الدينية أو الإرهابية ... وهل هناك اختراقات وايادي وتيارات خارجية تصول وتجول في ارض الوطن أم أن كل من لديه مصالح بمصر هو متابع محايد لما يجري ولا يتدخل في شئونها الداخلية ؟ ... وهل هناك مصالح للبعض ترغب في استمرار نزيف المجتمع المصري والانهيار المخطط لأركانه وإشاعة الفوضى في بقاعه أم أن كل ما يحدث من انهيارات هي بمحض المصادفة ؟ ... وهل تحول المصريون في يوم وليلة إلي من شعب مسالم الي شعب دموي أم أن هناك اختراق خارجي فكري ومادي وعملي يشاهد حاليا علي مسرح الأحداث ؟ ... المتابع للأحداث يري أيضا الانهيار الاقتصادي لمصر بأيدي أبنائها وحكومتها ويشاهد المصائب الكبرى التي ترتكب يوميا بالحكومة بقرارات وتصريحات وسياسات تساهم بالمزيد في الانهيار ... وكأن بعضهم تناسي القسم لحماية الوطن وإعلاء شأنه ... لقد فقدت مصر ما يزيد عن 250 مليار جنية من أول العام إلي الآن وربع احتياطيات النقد الأجنبي وهروب الاستثمار الأجنبي ليصبح صفرا هذا العام وإحجام الاستثمار الداخلي وزيادة حادة في الأنفاق العام وزيادة غير مسبوقة في الدين الداخلي وزيادة استجدائيه في الدعم ومن جهة أخري زيادة حادة في الأسعار يشعر بها كل مواطن وانخفاض شديد في الإنتاج والصادرات والسياحة وتحويلات المصريين بالخارج ... ويتساءل المصريون أين فرص العمل التي هي درع الأمان لانطلاقة مصر للمستقبل وكان يجب أن نخلق سبعمائة الف فرصة عمل فأضيف للبطالة ما يزيد عن مليون ونصف ... فهل هناك ديمقراطية دون فرصة عمل وهل هناك حرية دون فرصة عمل ... من يعمل يملك حريته ومن يستجدي يسير خلف من يطعمه ... المتابع لما يحدث يري أيضا انهيارا اجتماعيا وأخلاقيا غير مسبوق ... برزت البلطجة والفوضى وعدم الاحترام وقلة بل انعدام للأخلاق لدي البعض ... وقفزت قيم مستحدثة علي المصرييــن فمثلا الغدر بـدل الرحمة ، والخيانة بدلا من الشهامة ، والكذب بدلا من الصدق ، والفهلوة بدلا من العلم ، والإضراب بـدلا من العمل ، والعدوانية بدلا من السلم ، والبلطجة بدلا من الانضباط ، والتطرف بدلا من الاعتدال ... ما يجري علي الساحة لوطن يتطلب نوبة صحيان لمصر والمصريين في عالم يجري ودنيا تتغير ... تطلعات وآمال وأحلام وتوقعات الأجيال الشابة كبيرة ... وعلي مصر الحاضر إلا تحرق مصر المستقبل ... مطلوب نوبة صحيان كي تعود مصر للمصريون ... وأن يعود المصريين لمصر ... مطلوب نوبة صحيان لبناء الدولة ولإعادة الهيبة والاحترام والمصداقية لأركانها ... مطلوب نوبة صحيان لاختيار قيادات قادرة وواعية وقوية تقود الشعب بحب وعطاء ، وحزم وإنجاز ، ومعلومات وشفافية ... مطلوب نوبة صحيان للمصريين لمضاعفة الإنتاج والصادرات والسياحة والتعليم والخدمات ... ولبناء أساس لوطن تحلم به الأجيال .